Saturday 17th July,200411615العددالسبت 29 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

ويسألونك عن السطو..؟ ويسألونك عن السطو..؟
سهم الدعجاني

على طريقة الزميل الكاتب المشاغب محمد أبو حمراء ، أضع هذا العنوان تيمّناً وتشبهاً ، وفي الطريق إلى هذا العنوان القنبلة ، إليكم شيئاً من أخبار السطو: (تحطيم واجهة مجمع لبيع أجهزة الجوال ونهب محتوياته وسط أحد الأحياء) و(سطو على صيدلية وطعن صيدلي) ، وفي هذا السياق أيضاً ، (سطا لصوص على المعهد الصحي للبنات في محافظة حفر الباطن وقاموا بسرقة أحد أجهزة الحاسب الآلي) والحمد لله أن المعهد كان خالياً من بناتنا الطالبات فاكتفوا -هداهم الله- بجهاز حاسوب فقط.
ومن أخبار السطو -أيضاً- حدثني جاري في حي الصحافة ، أنه ترك سيارته كالعادة أمام شقته المستأجرة ، قبيل أذان العصر ، وفجأة أخبره الجيران أن سيارته حصل لها............ ولما نزل إليها مسرعاً وجد زجاجها الأمامي مكسوراً ، ثم (نفض) ذاكرته ، لعلَّه يتذكر شيئاً ذا قيمة تركه في سيارته ، فلم يتذكر إلاَّ (الجوال) نعم (الجوال) ، فتذكر جاري على الفور أن (الجوال) الضحية قد (حلّل) قيمته على رأينا نحن السعوديين (أي قضى عمره الافتراضي) ، فقد استخدمه لعدة سنوات ، ولا يستحق أي (الجوال الفقيد) ، (دمعة) واحدة تذرف عليه ، ولكن قرع رأسه عدد من الأسئلة ، ما الذي دفع هؤلاء الشباب إلى (سرقة) بهذا الشكل وبهذه (القيمة)؟ قبل كل شيء؟ ولماذا يقدمون على (كسر) السيارة من اجل (جوال) ، وقبل ذلك كله يقومون بما يلزم من خطوات التخطيط ثم التنفيذ ، هل كل ذلك من أجل (جوال) ، فنسي جاري جواله ومنظر زجاجه المتناثر و(القلق) الذي أصابه ، وبقي في ذاكرته السؤال: لماذا يسرقون؟ وذابت كل الإجابات في بحر قناعته الأزلية (أن الشباب مازالوا طاقة مهدرة ومعطلة) والسؤال الآخر: مَنْ عليه مسؤولية الأخذ بأيدي شبابنا إلى بساتين العطاء ومروج البناء؟ هل هي (المدرسة) أم (الأسرة) أم الشارع أم... أنا وأنت أيها القارئ لملف الشباب.
وأخيراً: لعل تفاهة (الجوال) تفتح لنا كنزا من النظر والتفكير في واقع الشباب الظالم والمظلوم ، قبل أن يقع (شبابنا) في سطو الآخر!!.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved