على طريقة الزميل الكاتب المشاغب محمد أبو حمراء ، أضع هذا العنوان تيمّناً وتشبهاً ، وفي الطريق إلى هذا العنوان القنبلة ، إليكم شيئاً من أخبار السطو: (تحطيم واجهة مجمع لبيع أجهزة الجوال ونهب محتوياته وسط أحد الأحياء) و(سطو على صيدلية وطعن صيدلي) ، وفي هذا السياق أيضاً ، (سطا لصوص على المعهد الصحي للبنات في محافظة حفر الباطن وقاموا بسرقة أحد أجهزة الحاسب الآلي) والحمد لله أن المعهد كان خالياً من بناتنا الطالبات فاكتفوا -هداهم الله- بجهاز حاسوب فقط.
ومن أخبار السطو -أيضاً- حدثني جاري في حي الصحافة ، أنه ترك سيارته كالعادة أمام شقته المستأجرة ، قبيل أذان العصر ، وفجأة أخبره الجيران أن سيارته حصل لها............ ولما نزل إليها مسرعاً وجد زجاجها الأمامي مكسوراً ، ثم (نفض) ذاكرته ، لعلَّه يتذكر شيئاً ذا قيمة تركه في سيارته ، فلم يتذكر إلاَّ (الجوال) نعم (الجوال) ، فتذكر جاري على الفور أن (الجوال) الضحية قد (حلّل) قيمته على رأينا نحن السعوديين (أي قضى عمره الافتراضي) ، فقد استخدمه لعدة سنوات ، ولا يستحق أي (الجوال الفقيد) ، (دمعة) واحدة تذرف عليه ، ولكن قرع رأسه عدد من الأسئلة ، ما الذي دفع هؤلاء الشباب إلى (سرقة) بهذا الشكل وبهذه (القيمة)؟ قبل كل شيء؟ ولماذا يقدمون على (كسر) السيارة من اجل (جوال) ، وقبل ذلك كله يقومون بما يلزم من خطوات التخطيط ثم التنفيذ ، هل كل ذلك من أجل (جوال) ، فنسي جاري جواله ومنظر زجاجه المتناثر و(القلق) الذي أصابه ، وبقي في ذاكرته السؤال: لماذا يسرقون؟ وذابت كل الإجابات في بحر قناعته الأزلية (أن الشباب مازالوا طاقة مهدرة ومعطلة) والسؤال الآخر: مَنْ عليه مسؤولية الأخذ بأيدي شبابنا إلى بساتين العطاء ومروج البناء؟ هل هي (المدرسة) أم (الأسرة) أم الشارع أم... أنا وأنت أيها القارئ لملف الشباب.
وأخيراً: لعل تفاهة (الجوال) تفتح لنا كنزا من النظر والتفكير في واقع الشباب الظالم والمظلوم ، قبل أن يقع (شبابنا) في سطو الآخر!!.
|