إن عمل المرأة في سبيل مجتمع مبني على الاعتراف بحقائق الطبيعة المقدسة لبلادنا الطاهرة في صدد المرأة هو العمل الدال على نهضتها الفعلية ورقيها الحقيقي ، لا مجرد الاندفاع في حث المرأة على احتراف أي عمل دون وجهة معينة ، ثم حشد الجهود للمطالبة بحل مشاكل المرأة المحرومة من الاعتراف بحقوقها في الأجر والإجازات والامتيازات إلى الحرص الشديد على حقوق المرأة العاملة بنوع خاص.
إن كل هذه الجهود أمور محتومة علينا لأن نسعى فيها على انها ضرورات ولكن السعي الحق والجهد المثمر حقا يجب ان يكون في الوجهة الصحيحة ، في الوجهة التي تعترف للمرأة بكل الحقوق في العمل والسياسة وأداء الأدوار القيادية والرئيسية ، ولكنها في اعترافها بكل هذا على انها حقوق طبيعية لا تشجع على ان يكون هذا هو هم المرأة الأول ، ولا ان يكون هذا هدفها الرئيسي او الأسمى.
ان هدف المرأة الأسمى ان تخرج للوجود جيلا صالحا من كل وجهة ، وان تعمل جاهدة ان يكون المجتمع من حول هذا الجيل مجتمعا صالحا أيضا بدوره. ومن هنا كان حتى على المرأة التي أنهت مهمة الأمومة او لا تقوم بها بسبب او لآخر ألا تستسلم للفراغ الفارغ المميت للروح والقلب ، وانما عليها ان تساهم باجر أو بلا اجر في ان تجعل المجتمع من حولها يرقى في كل ناحية يمكن ان تبذل فيها مجهودا.
ومن هنا كان واجب العمل على رقي المجتمع وخدمته من أهم الميادين التي يجب ان توجه اليها المرأة كما تفضلت الأخت العزيزة شيرين ، فالأمومة أهم أعمال المرأة حتى ينشأ الأبناء ويعيشون في المستقبل في مجتمع سعيد ، وهذا ما كانت تود ان تقوله من خلال كلمتها ، كما يجب على المرأة العربية المسلمة في تاريخها المجيد الطويل وخاصة أيام نشر الدعوة الأولى وهذا ما تقوم به المرأة في المجتمعات الطبيعية حتى في إطار البداوة والبساطة والفقر.
وبهذا نستطيع في مملكتنا السعودية ان نظل محافظين على تراثنا الإنساني العظيم ، ولكننا في محافظتنا عليه نعترف بالضرورات ونعمل على ان نتجاوز كل أزمات الشدائد والأخطار وأزمات المحن والنائبات بكل ثبات وعزم حتى يتيح الله لنا بفضله وبفضل رضاه عن جهودنا ان نحقق الآمال. وفي اليوم صدقي بالله العظيم لقد سمعت من بعض فتياتنا هذه الكلمة التي اضعها بين قوسين (يا اخي امشي بلا مدرسة اروح اكسب رضا امي ، المدرسة خليها لأهل المدرسة) (لي ياختي ما تبغى المدرسة) بس خلاص اروح اكسب رضى امي!! لقد وقفت معها ولقد وفقك الله على ذلك وفي كل ميدان إلى ان نحقق لأمتنا العربية من أهدافها الصحيحة وآمالها السليمة كل ما يرجوه العربي المؤمن الصادق الإيمان.
محمد عبد العزيز الحلواني
|