في السادس عشر من شهر يوليو عام 1856 تم البدء في حفر قناة السويس بإشراف فرديناند ديليسبس الفرنسي المدعوم من حكومته.
في وقت قصير أصبح البريطانيون اكبر المساهمين في شركة قناة السويس.ويرجع الفضل في ذلك إلى الحيلة الدبلوماسية الماكرة التي قام بها (بنيامين ديزرائيلي) صاحب بنك (روتشيلد) فقد اقنع حكومته بشراء أسهم الخديوي المفلس مقابل أربعة ملايين جنيه إسترليني بعدها تمكن الإنجليز من القناة وسيطروا عليها.وترجع فكرة ربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر إلى عهود بالغة القدم تعود إلى عصر الفراعنة وذلك لما لمصر من موقع استراتيجي وجغرافي يصل الشرق بالغرب ويربط قارة أفريقيا بقارة آسيا.
كما أن فكرة وجود طريق بحري بدلاً من الطريق البري الذي يمر عبر الصحراء كانت أكثر جاذبية بسبب التكاليف الأقل وأمن التجارة التي تحتاج إلى الكثير من الحراسة والتأمين للمرور عبر الصحراء.وقد حال دون تنفيذ هذا المشروع في كثير من العصور الخوف من الفرق في منسوب المياه بين البحرين حيث كان يعتقد أن منسوب البحر الأحمر أكثر ارتفاعاً من البحر المتوسط ولكن هذا لم يمنع من القيام ببعض المحاولات التي لم تكلل بالنجاح أو لم تكتمل مثل حفر قنوات دارا الأول وبطليموس الثاني وتراجان ويرجع تاريخ أقدم قناة تم حفرها إلى عام 1887 .
بدأت فكرة شق قناة السويس من زمن بعيد حيث أمر نابليون بونابرت أحد علماء الحملة الفرنسية بدراسة إمكانية شق قناة بين البحر الأحمر والبحر المتوسط ولكن هذه الفكرة باءت بالفشل للاعتقاد بأن منسوب البحر الأحمر يعلو على منسوب البحر المتوسط بحوالي 8.5 أمتار ثم تلا ذلك التفكير من عدة جهات في هذه الفكرة إلا أن المهندس فرديناند ديليسبس نجح في إقناع الحكومة المصرية بفكرة إنشاء القناة واقنع الوالي سعيد باشا بأن القناة سوف تعود بالخير على مصر وبالفعل بدأت أعمال الحفر بأيدي المصريين.
|