العقد الذي أبرمه رجل المال والأعمال منصور البلوي رئيس نادي الاتحاد مع إحدى الشركات الوطنية والبالغ قيمته مائة مليون ريال لمدة عشر سنوات تستخدم بموجبه الشركة شعار النادي ومرافقه نقلة غير طبيعية، ولنقل قفزة جبارة يجب أن تشحذ همم من يملك الطموح والرغبة في إعلاء شأن ناديه، فمثل منصور البلوي هو ما تحتاجه أنديتنا، فرجال المال والأعمال هم الأقدر والأكفأ في إدارة شئون الأندية وتطويرها وجعلها أندية ربحية وليست أندية (راضعة) تحبو كالسلحفاة والعالم من حولها يتحرك بسرعة وبتطور مذهل وأنديتنا للأسف تتقهقر للخلف بشكل مأساوي ومحزن، فرجال المال والأعمال هم من يجب أن يجلبوا لإدارة النوادي للمساهمة الفعَّالة في تطوير الحركة الرياضية السعودية، أما الرؤساء التقليديون فهم مع احترامي لهم لمرحلة وعدت ولا يناسبوا هذه المرحلة إطلاقاً إلا إذا غيَّروا من أسلوبهم وإستراتيجياتهم وفكرهم (التراثي) في كيفية إدارة الأندية البعيد كل البعد عن مطاردة أعضاء الشرف لدعمهم مادياً حتى يستطيعوا إدارة شئون الأندية حسب ما يمليه عليهم فهمهم التراكمي المعشش في فكرهم، وأشك كثيراً في تغيّر أفكارهم التي شبوا عليها (فالأيدلوجية) التي ينتمي لها الحرس القديم من رؤساء الأندية والتي نشؤوا عليها وأسلوب وسياسة إدارة الأندية حسب فهمهم ومعتقداتهم هو كيف نجلب أعضاء شرف (منغنغين) لنحلب منهم الأموال باسم الحب والتضحية والعطاء للنادي الذي ينتمي إليه ذلك العضو من أجل تسيير أمور النادي هي المتحكمة في تحركاتهم والمحور الذي يلف حوله فهمهم وطريقة تفكيرهم في كيفية إدارة النادي، فماذا ننتظر من مثل هكذا فهم ليطور ويحدث ويجلب الاستثمارات التي من شأنها أن تضخ الأموال في رحم الرياضة السعودية والذي نمني النفس أن ينجذب رجال المال والأعمال إلى ساحة المنافسة الرياضية لتحريك عجلة المال وجعلها تدور في الوسط الرياضي لتغذي شرايين الأندية وإنعاشها لتصب في مصلحة رياضة الوطن في النهاية.
هذا لا يجب أن يقال
الهدوء الغريب الذي صادف بعثة منتخبنا الوطني الذي يكتنف أجواء المعسكر في ماليزيا لم يحدث وإن صاحبه قبل ذلك فمنذ أن تسيد صقورنا الخضر واعتلوا عرش القارة الصفراء منذ ما يزيد على عقدين واسم منتخبنا السعودي البطل له على مستوى القارة الآسيوية مهابة وحضور وهيلمان وجميع المنتخبات المتنافسة كبيرها قبل صغيرها يحسبون ألف حساب له ويراقبون جميع تحركاته وساكناته ويرصدون استعداداته ويعدون العدة لمنازلته ويحشدون كل طاقاتهم ويستخدمون كل الأوراق التي يمتلكونها لمحاولة التغلب عليه ومجاراته في المحفل الآسيوي الذي تمرس الصقور الخضر على التحليق فيه عالياً، فأي منتخب يستطيع إيقاف زحف سيد القارة وزعيمها يكون بذلك قد قطع نصف المشوار نحو منصة التتويج، إضافة إلى أن جل الترشيحات وتوقعات النقاد والمتابعين والمحايدين تصب في الماعون الأخضر العاشق لهذه البطولة المتيمة هي أيضاً بفارسها وعريسها الدائم المنتخب السعودي الأصيل.
السؤال الذي يفرض نفسه ويجدر أن يجيب عليه المعنيون في الأمر، لماذا منتخبنا في هذه البطولة بالذات ذهب وكأنه ضيف شرف مثله مثل أي منتخب من منتخبات الصف الثاني التي لا تتعدى طموحات القائمين عليها أكثر من المشاركة المشرِّفة وتقديم المستوى وأعلى طموحاتهم وأمانيهم التأهل للدور الثاني من البطولة كما صرح بذلك سمو المشرف العام للمنتخب قبيل المغادرة لمعسكر ماليزيا الذي يسبق النهائيات مع أن المنتخب السعودي هو عريس كل النهائيات الآسيوية لأكثر من عقدين من الزمان!!؟؟
هذا ما يجب أن يقال
التصريحان المتزامنان لسمو الرئيس العام وسمو نائبه حول طموح المنتخب والرغبة في الحصول على الكأس الآسيوية أشاع جواً من التفاؤل لدى أنصار ومحبي الأخضر ولا بد أنه أشعل نار التحدي في نفوس اللاعبين، وكما المصل الذي من شأنه أن يفجِّر طاقات الإبداع ويغذي الحماس وروح العطاء وخصوصاً بعد بعض التصريحات التي خرجت من الجهاز الفني والإداري المشرف على الأخضر والذي صدمنا جميعاً والذي قلَّل من إمكانية منافسة الأخضر في هذا المحفل واستحالة الحصول على الكأس الآسيوية.
على الطاير
لسان حال أنصار الزعيم وعشاق (النمر) الأزرق يقول: هل يكون مصير مهرجان اعتزال يوسف الثنيان كمصير اعتزال ماجد ويضيع بين إدارة رحلت وإدارة حلَّت أم يكون للرئيس الشاب (أصغر كبار الزعيم) والذي يمثِّل جيل رجال الهلال الجديد وقفة جادة ومختلفة؟
وهل سيصمت أنصار الزعيم على حال أسطورة الهلال الأبدية وعشاق الفيلسوف كما صمتوا أنصار النصر وعشاق الفن (الماجدي) إلى أن وصل الحال بأسطورتهم إلى الحواري!!؟؟
الخاتمة
أكبر خطا نسيان من يذكرونك
وأعظم وفي ذكراك لشخص مجافيك
|