رسالة مع التحية

سعادة رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة
المهندس عبد العزيز حنفي.. حفظه الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد:
فمع بداية الصيف والفراغ تواصل جمعيتكم المباركة دورها التربوي في ملء أوقات الشباب بمدارسة كتاب الله الكريم وحفظه بما يعين على تكوين توجهاتهم وتصوراتهم التي تبنى عليها أفعالهم وسلوكياتهم وإذا كان هناك من يوجه النقد للأنشطة الصيفية ودورها في احتضان وحماية الشباب فكرياً فهم كمن يحلق بجناح واحد سرعان ما تضمحل آراؤهم وتسقط لأنهم يتكلمون بما هو خارج المعقول والمقبول ويريدون مسخ الهوية الإسلامية وطمس أنوارها لهوى في نفوسهم ولعدم قدرتهم على تقديم البديل لأنه لابد من برامج هادفة ونافعة للشباب، فالفراغ والصيف إذا اجتمعا على الشباب دون موجه أو ناصح أصبح إثمهما أكبر من نفعهما والنقد لمجرد النقد لا طائل من ورائه ولذلك كان للجمعيات ومنها جمعية جدة قصب السبق في غرس القيم الإسلامية السمحة والعمل على ترسيخ المنهج الصحيح للإسلام في نفوس الشباب وهذا مكمل لرسالة وزارة التربية والتعليم في بناء شخصية الشاب المسلم السوي البعيد عن الانحلال الخلقي والغلو وهذه الفئة الوسطية النقية وهم بحمد الله الغالبية العظمى تحتاجهم بلادنا لمسيرة نهضتها وسواعد لبناء حاضرها ومستقبلها.
برامجكم التربوية كالمقرأة والأنشطة والدورات الصيفية والمسابقة القرآنية الكبرى بدائل ناجعة لملء فراغ الصيف الذي يشكل سلبية لأخلاق وسلوكيات شبابنا وعبئاً على الآباء والأمهات، ومشاريعكم الوقفية السنبلة التاسعة وقف في كل حي دليل على حسن إدارتكم للجمعية واهتمامكم بتثبيت أركانها ودعائمها مع انتهاجكم الأسلوب المؤسسي في العمل لخدمة كتاب الله الكريم واسهاماً في الرقي بأعمال الجمعية التي هي إحدى مؤسسات التربية في المجتمع وتأسيس الشخصية المسلمة السوية ولا ترجون من وراء ذلك إلا رضا الله ومثوبته.
وفي الختام ألا يرى فضيلتكم فكرة تعميم تلك البرامج الناجحة على بقية الجمعيات والاستفادة من خبراتكم في هذا المجال. نأمل أن نرى ذلك على أرض الواقع.