Friday 16th July,200411614العددالجمعة 28 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

في حديث خاص للنساء تنشره «الجزيرة ».. الشيخ عبدالله المنيع عضو هيئة كبار العلماء: في حديث خاص للنساء تنشره «الجزيرة ».. الشيخ عبدالله المنيع عضو هيئة كبار العلماء:
الإسلام ساوى بين المرأة والرجل في الحقوق والتكاليف الشرعية دون تجاهل لخصوصيتها

* الجزيرة - خاص:
حذر فضيلة الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع عضو هيئة كبار العلماء نساء المسلمين من الانبهار بالدعاوى الزائفة التي ترفع شعارات تحرير المرأة.. مؤكداً أن الناعقين بالعلمانية يعملون جاهدين لإهدار حصانة المرأة المسلمة، والسقوط بها إلى مستنقع الرذيلة التي سقطت به نساء الغرب.وأضاف الشيخ المنيع في حديث خاص بالنساء وقضايا المرأة مؤخراً حصلت عليه (الجزيرة) أن المرأة حصلت في كنف الإسلام على المكانة اللائقة بها، باعتبارها نصف المجتمع، وصانعة الرجال، ومربية الأجيال.. مشيراً إلى أن التاريخ الإسلامي يحفل بالكثير من النساء المسلمات، يقدمن القدوة الصالحة في الاستقامة والصلاح، ويؤكدن على ما تمتعت به المرأة المسلمة من حقوق حقيقية، دون أن تتنازل عن كرامتها، وعفتها.
المرأة في الجاهلية
وأضاف الشيخ المنيع: أن الإسلام هو الذي حرر المرأة من ربقة الذلة والمهانة والدونية التي كانت تعاني منها في الجاهلية، وجاهلية الجاهلية.. انطلاقاً من الوعي بأن المرأة نصف المجتمع، وأن كيان المجتمع قائم على الذكر والأنثى على حد سواء، فهما ركنا المجتمع ومن علاقتهما ينشأ هذا المجتمع فقال سبحانه وتعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}، فالحاصل أن الله سبحانه وتعالى أكرم المرأة وأنقذها مما كانت عليه من الذلة والمهانة، فقد كانت عند الجاهليين سوءا فإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم أيمسكه على هون أم يدسه في التراب، لأن الجاهليين والعياذ بالله كانوا ينظرون إلى المرأة نظرة ازدراء واحتقار وذلة ومهانة، فكان واحدهم لا يعبأ بأن يدسها في التراب، وهي حية {وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ}، وهذا الوأد والعياذ بالله، وكانت إذا توفي عنها زوجها، جاء أكبر أولاده ووضع عليها ستاراً إشارة على أنه قد تملكها وله أن يتصرف فيها التصرف الذي يراه محققاً لمصلحته دون أن يكون لها أدنى اعتبار في ذلك، فجاء الإسلام وأعطى المرأة مثلما أعطى الرجل من الحقوق ومن التكاليف الشرعية، فقال سبحانه:{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ}، وقال تعالى:{وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا}، وكذلك الآية الكريمة: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً }، وقال سبحانه:{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدّ َاللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} إلى آخر الآية الكريمة التي ساوت بين الرجل والمرأة حيث قال سبحانه (أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما) ثم إن الإسلام كلف المرأة مثلما كلف الرجل، فكلفها بالعبادات بأركان الإسلام، وأركان الإيمان، والإحسان، وكلفها بالأوامر، ونهاها عما نهى عنه الرجال وأثابها على العمل الصالح، وعاقبها على العمل السيئ، كما هو الحال لإخوانها الرجال، وفي ذلك ما يؤكد أن المرأة في الإسلام ذات اعتبار وذات كيان، ووجد من النساء من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من فضلن الرجال فهذه خديجة- رضي الله عنها-، وهذه فاطمة بنت محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهذه عائشة وأخواتها أمهات المؤمنين وغيرهن كثيرات من صحابيات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان عندهن من التقى والصلاح والاستقامة ما نلن به أهمية بالغة، ونقلن من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكثير من أقواله وأفعاله وتقريراته- صلى الله عليه وسلم-، كما أن الإسلام أعطاها استقلالها في كرامتها وفي بشريتها، وفي اعتبار ما تتصرف به في أموالها، فلها حق التملك، ولها حق التصرف فيما تتملكه بالعطاء والهبة والوقف والصدقة والزكاة والكسب والإنفاق، كل ذلك للمرأة كما هو للرجل، وأعطى أيضاً المرأة حقها من الميراث { لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ }، وفي نفس الأمراعتبر لها قيمتها في بيتها فاعتبرها راعية، واعتبرها مسؤولة عن رعيتها في ذلك البيت.
الخصائص الأنثوية
وقال الشيخ المنيع: وحينما نستعرض ما أنعم الله سبحانه وتعالى به على عباده من الرجال، وما أنعم به سبحانه وتعالىعلى عبداته من النساء بمثل ما أنعم به على الرجال، فيما يتعلق بخصائصهن الأنثوية، نتأكد أن الإسلام أعطى المرأة ما تستحقه، فهي شقيقة الرجل، قال- صلى الله عليه وسلم-:( استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان بين أيديكم إلى آخر ما قاله- صلى الله عليه وسلم)، وفي عصرنا الحاضر لو أردنا الآن أولاً أن نقارن بين مكانة المرأة في الإسلام، وما أسبغ عليها من النعم العظيمة، ومن ذلك عنايتها بحشمتها وعفافها وكرامتها وحجابها وابتعادها عن كل ما يعتبر وسيلة إلى الرذيلة وحمايتها من ذلك حماية كاملة، أبعدتها- والحمد لله- عن الوقوع في الفحشاء وعن الوقوع في المنكر وجعلتها امرأة سيدة في بيتها، صالحة مأمونة موثوقة على ما تحت يدها، وذلك بفضله سبحانه وتعالى، ثم بالتربية الإسلامية التي هيأها الله سبحانه وتعالى للمرأة، ولو أردنا أن نقارن بينها وبين المرأة غير المسلمة من كتابية أو غير كتابية لوجدنا الفرق شاسعا، ومع الأسف الشديد أن الناعقين بالعلمانية والمتصفين بمبادئها يريدون أن يخرجوا المرأة المسلمة مما هي فيه من حصانة وحفاظ على نفسها وعلى عرضها وعلى سمعتها، وعلى كرامتها وحشمتها، ولا شك أن هؤلاء العلمانيين يريدون أن تكون المسلمة كامرأة الغرب، التي لا يخفى على أحد ما هي فيه من مهانة وابتذال، وما هي فيه من أخذ بكل أسباب السقوط في الرذيلة، فهي في الواقع أخذت حريتها التي أساءت إليها، فهي عند أبيها لا سلطان له عليها، فيما يتعلق بخروجها ودخولها وذهابها وإيابها، وحتى فيما يتعلق بعلاقاتها مع الآخرين، بل مع الرجال لا يأبه بذلك، ولا يظن إلا أن ذلك نوع من اجتماعية ابنته والعياذ بالله، وحينما يراها تخرج مع الشباب وتختلط بهم، وكذا وكذا، يقول: إن هذا نوع من الحضارة، وأنها متحضرة واجتماعية من غير أن يكون له نظر، أو حفاظ على عفافها- والعياذ بالله- وهذا يعتبر نوعا من الديوثة والعياذ بالله، ويمكن القول: إن فتاة الغرب ضائعة في شبابها وضائعة مع زوجها وضائعة، وهي أم فإن كانت في حظيرة أبيها، فهي غير مراقبة ولها الحرية المطلقة، وإن كانت في بيت زوجها، كذلك تذهب وتعمل وتختلط وتذهب مع أصدقائها، وكذا وكذا إلى آخره، وزوجها لا يراها إلا وقتا قصيرا، وقد لا يراها لمدة أسبوع أو نحو ذلك، فعملها قد يخالف عمله من حيث الوقت وهكذا، كذلك فيما يتعلق بها كأم فواحدهم حينما يكون وفياً مع أمه مثالياً في الوفاء يكتفي بأن يزورها إذا مرضت دون أن يعيش معها حتى لو كانت مفردة في بيتها، فهو لا يعيش معها ولا يأتيها إلا لماماً، في الشهر مرة، وإذا مرضت قد يأتيها في المستشفى ومعه باقة زهور، ويعطيها إياها كأنه جاء لها بالجنة والعياذ بالله من العقوق عندهم.
لوحة إعلامية
ويخلص الشيخ المنيع إلى أن نظرة الغرب الآن إلى المرأة تخلو من كل أسباب الاحترام، فهي عندهم لوحة إعلامية، لا تكون اللوحة الإعلامية المروجة للبضاعة ناجحة حتى يكون فيها العنصر النسائي في هذه اللوحة، ولابد أن يكون هذا العنصر النسائي في حال من العري أو شبه العري، وفي ذلك إهانة بالغة مع أنهم يقولون: إننا نحترم المرأة ونقدر المرأة، ودعنا نتساءل هل يرضى واحد من رجال الغرب أن يكون في لوحة إعلامية في مظهر كمظهر المرأة في هذه اللوحة، بالطبع لا يرضى لنفسه هذا الشيء، فهو يأتي في حال من اللياقة الظاهرة من حيث ملابسه، ومن حيث ظهوره بمظهر كامل، لا يظهر من جسده غير وجهه ويديه، في حين أن المرأة لا يمكن أن تكون على مستوى حضاري معتبر لديهم إلا إذا كان 60-70% من جسدها عاريا والعياذ بالله، فهل هذه كرامة؟ وعندما ننظر إلى دعاة الحرية والعلمانيين وضعاف النفوس الذين يتحدثون ويقولون نحن نريد للمرأة السعودية أو المرأة المسلمة أن تتحرر من القيود، يحق لنا أن نتساءل ما هي الغاية والوسيلة والطريق النهائي لهذا التحرر؟ أن تصل إلى مثل ما وصلت إليه فتاة الغرب من الضياع الكامل، ضياع في نفسها وفي خلقها، وفي حياتها، وفي جميع مراحل عمرها، منذ أن تكون شابة إلى أن تطعن في السن، وحينما تطعن في السن تكون سقط متاع لا ينظر إليها أحد إلا نظرة اشمئزاز واحتقار وذلة، ونحو ذلك، ثم ما هي الآن غايتها من هذه الحياة؟ ليس لها غاية فهي تنتظر متى تموت، كما تموت العنز، وحينما ننظر الآن الى المنادات بأنه ينبغي للمرأة أن تعمل، وينبغي للمرأة أن تقود سيارتها، ينبغي للمرأة أن تخرج من هذه البوتقة التي تعيشها وهي في بيتها إلى آخر ما يقولونه، نرى أنها من ترداد شبهات الشياطين، ومن ترداد شبهات من يريدون للمرأة المهانة، والذلة كما هي حاصلة لفتاة الغرب، ومن نحا نحو الغرب في الاتجاه السيئ، لعدة أسباب منها:
أولاً أن المرأة هي في الواقع الركن الثاني من أركان البيت، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:( مسكين، مسكين، مسكين رجل بلا امرأة، ومسكينة، مسكينة، مسكينة امرأة بلا رجل، وبيت بلا امرأة كالمقبرة)، فلا شك أن المرأة في البيت نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى، وقد ذكر - صلى الله عليه وسلم - أن من أعظم نعم الله عز وجل على عبده المرأة الصالحة في البيت الصالح.
عمل المرأة
ولو أردنا أن ننظر إلى الآثار المترتبة على عمل المرأة واختلاطها لوجدناها كثيرة فنفترض بأنها اشتغلت عاملة، أو سكرتيرة، أو كاتبة، أو مديرة، أو إدارية في أي مرفق من المرافق العامة، ولا نقول مثلاً في مجال التعليم، ففي مجال التعليم- والحمد لله- نفع الله بها، وإن كنا نرى أن هناك تقصيرا بالغا في بيوت اللاتي يقمن بالعمل في المدارس ونحوها، ولا شك أن البيوت الآن شعرت بفراغها من المرأة، وشعرت بحاجتها الماسة إلى المرأة، ووجد خلفية ذلك في البيوت نفسها فيما يتعلق أولاً بالأولاد أنفسهم، فالأم العاملة تترك أولادها للخادمة هي التي تقوم بتربيتهم، وتقوم بتنظيفهم، فهل ممكن أن نقيس أو أن ننظر إلى نسبة خدمة الأم لأولادها ونقيسها إلى خدمة الخادمة لهؤلاء الأولاد، لا شك أن خدمة الخادمة لا تصل، ولا إلى واحد بالمائة، مما تقوم به المرأة نحو أولادها، لا من حيث الحنان، ولا من حيث العطف، ولا من حيث النصح، ولا من حيث الإخلاص، ولا من حيث التفاني في حماية ورعاية والحفاظ على الأولاد، فكل هذه الأمور ضائعة على أولادنا، وأصبحت الآن للخادمات، والنتيجة؟ أن هذه الآثار أثرت بالسلب في نفسيات الأطفال، وأصبح الآن الحنان، وأصبحت الشفقة، وأصبحت الرابطة والصلة بين الأم وأولادها غائبة، ولو أردنا أن نقارن بين وضعنا الحاضر وبين الوضع قبل خمسين أو ستين أو سبعين سنة نجد فرقا كبيرا جداً لماذا؟ لأن الولد افتقد الحنان والرعاية والعناية، صار أمره إلى خادمة أولاً لا تشعر بشعور أمه، والأمر الثاني مستواها الخلقي والفكري ضعيف جداً جداً لا يصل، ولا إلى رتبة هذا الطفل الذي نحن نريد من الخادمة أن تقوم بتربيته، فإذا أولادنا ضائعون.
ثانياً البيت نفسه، فحينما تأتي المرأة العاملة وهي متعبة وتدخل البيت، الذي في حاجة إلى تنظيف وترتيب ليكون محل انشراح خاطر تفتقد المجهود اللازم لذلك، لأنها تأتي، وهي في الواقع قد أنهكها العمل، فلا تنظر إلى يمين ولا إلى يسار، وإنما تذهب مسرعة إلى غرفتها في الغالب لتأخذ راحتها من العناء والتعب، ويأتي زوجها ماذا يكون منه؟ يريد من زوجته أن تقابله بمقابلة من شأنها أن تمسح عنه آثار التعب، وما يلاقيه في عمله من مشاق وأمور قد تؤثر على نفسيته، فيأتي وهو منهك ليجد زوجة طريحة في الفراش، فماذا يحدث في نفسه سوى اتساع الهوة بين الفريقين، ولهذا لو أردنا أن نقارن الآن بين الزيجات الفاشلة والزيجات الناجحة نقارن بين وقتنا الحاضر، وبين وقتنا قبل ستين أو سبعين سنة، فيما مضى ندر أن نسمع واحدة مطلقة أو واحدة كان بينها وبين زوجها ما بينهم من شجار ونزاع ونحو ذلك، والآن ماذا نسمع؟ نسمع ما يهيب، زيجات فاشلة، طلاق متعدد، خلافات ليس لها نهاية، المحاكم مليئة بالنزاعات والخلافات والخصومات كيف حصل هذا؟ لا شك أنه لم يحصل إلا لأن البيت فقد راعيته، فالزوج يريد أن يجد بيتا مهيأ، وزوجة تستقبله بما يريحه، لا أن تقول له أحضر لنا طعاما من المطعم، ونحو ذلك، فالحاصل أن الزوج لا يجد إلا ما يسيء نفسه وطمأنينته، والأولاد حينما يبلغون مبلغ المراهقة هذه السن في الواقع بها شبه جنون بالنسبة إلى الشباب، فعاطفته طاغية على عقله، والشيء الذي يريده مهما كان لابد أن يتحقق له، وإلا تعكر مزاجه، بالنسبة للفتيان الشباب أبناء الأمهات العاملات نجدهم يخرجون ليس عندهم لا رقيب ولا متابع ولا مربي ولا شيء من هذا كله، فالأب في عمله والأم في عملها، ولا يوجد في البيت إلا خادمة ينهرها وشيء من هذا كذا، ثم بعد ذلك يخرج ويلتقي مجموعة من قرناء السوء، أما أن يكونوا قرناء عصابات وفتك وسرقات، ونحو ذلك أو ذوي مخدرات ومروجيها ومستعمليها، ويدخل معهم في هذا المضمار، أو أن يذهب إلى قهاوي الانترنت، ويجلس مع الانترنت يقلبه حتى يصل إلى المواقع المريبة والمؤثرة في عقله، وفي فكره، وفي اتجاهه، وفي مسلكه، وفي تصرفه، وهذا كله لا شك من خلفيات ترك المرأة لمسؤوليتها في بيتها، والله سبحانه وتعالى كفل للمرأة ما يتعلق بنفقتها على زوجها فيما يتعلق بأكلها وبشربها وبملبسها وبمسكنها وبجميع ما يتعلق بأسباب راحتها في بيتها، وهي في الواقع المديرة المتصرفة في هذا البيت، تأمر وتنهى، ولها الكلمة التي من شأنها أن يكون للبيت أثر في استقامته، وفي صلاحه، وفي ترتيبه وفي الارتياح فيه، فإذا فقد البيت هذه الأمور ماذا يكون؟ يكون الضياع للأولاد والبيت ضاع والزوج والأمور كلها مرة واحدة.
الأموال المهدرة
وتساءل الشيخ المنيع: فما هي النتيجة من عمل هذه المرأة تقول آخذ خمسة آلاف أو سبعة آلاف أو عشرة آلاف أقل أو أكثر، الا أن إحصائيات صدرت تؤكد أن سبعين في المائة من رواتب العاملات هي في الواقع تنفق في الفساتين وفي أمور الزينة، ونحو ذلك، لشراء أشياء مستوردة من الخارج تنفع مصانع اليهود والنصارى، ولا شك أن المرأة يجب أن تشعر بقيمتها فهي مصنع الرجال، ولو نظرنا إلى أئمة من الأئمة الإمام أبو حنيفة، أبوه توفي وهو صغير فقامت أمه رحمة الله عليها بتربيته التربية الإسلامية الصحيحة والعناية به، حتى أصبح إماماً من أئمة المسلمين، كذلك الإمام مالك، والإمام الشافعي، والإمام أحمد تربوا في أحضان أمهات فاضلات صالحات، إذا يسر الله للمرأة المسلمة أن تخرج على يدها واحدا من أولادها فيه الصلاح والتقى والقوة على نفع الإسلام والمسلمين، فإن هذه تعتبر من أعظم الحسنات، وأكبر ما تثقل به الموازين، فالإسلام ينظر إلى المرأة نظرة احترام على أنها ركن من أركان البيت، وعلى أنها إذا أضاعت مسؤوليتها واختصاصها في بيتها، فهذا يعني أنها في الواقع هدمت ركناً من أركان هذا البيت الذي تعتز به، وإذا انهدم هذا الركن فالركن الثاني منهدم لأن الزوج لا يجلس في البيت حيث يذهب طلباً للرزق فهو مسؤول عن تأمين جميع ما يتعلق بمستلزمات البيت ونفقاته {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ }، أما المرأة والحمد لله فهي مكفولة فيما يتعلق بأمورها، ولكنها محاسبة في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها، وهذه المناداة التي ينادي بها أفراخ العلمانية الذين ينادون بحرية المرأة، وأن تحرر مما هي فيه من قيود ومن أغلال إلى آخره، والله لا يريدون للمرأة إلا الشر ولا يريدون للمرأة إلا أن تكون كامرأة الغرب مبتذلة مهينة لا قيمة لها ولا اعتبار، لا قيمة لها، وهي بنت تتقاذفها الذئاب، وكل واحد حينما يقضي منها ينبذها، كما ينبذ أحدنا النواة من التمرة، فهي ضائعة، وإذا كانت مع زوجها فهي أيضاً ضائعة باختلاطها بالرجال الذين هم زملاء لها تجدها مثلاً تقول لزوجها أنا عندي موعد مع أصدقائي في احتفال، وهو في الواقع كذلك يعمل نفس العمل له موعد مع صديقات له ونحو ذلك، لذا ينبغي لنا أن نحمد الله سبحانه وتعالى أنه خلقنا لعبادته، وأنه سبحانه وتعالى تكفل لنا بإرسال الرسل الذين يبينون لنا الاتجاهات والأوامر والنواهي والمسالك التي يحبها الله ويرضاه، ومن ذلك ما أعطاه الإسلام للمرأة من الكرامة الكاملة، كرامة في نفسها لا يجوز لوليها حتى لو كان أبوها على ما اختاره المحققون من أهل العلم لا يجوز له أن يجبرها على أن تتزوج من لا تريده، ولها الحق في اختيار زوجها، ولها الحق في التصرف في مالها ولها الحق في استئذانها في ما يتعلق بحقوقها، ولها الحق في ميراثها، ولها الحق في كسبها وإنفاقها، ولها الحق في جميع ما يتعلق بالأمور التي يمارسها الرجال في حدود معقولة لا تؤثرعلى أصل اختصاصها وهي رعايتها البيت وعنايتها به واعتبارها هي الرئيسة الأولى فيه تتصرف التصرف الذي من شأنه أن ينتج الخير للبيت ولأفراد البيت ولاتجاه البيت نحو ما يحبه الله ويرضاه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved