قبل خمسين سنة تقريباً كان جهاز الراديو لا يملكه إلا شريحة محدودة من المجتمع تتعامل معه بحساسية مفرطة، فهي لا تستطيع سوى تشغيله وإغلاقه إلا أن ابن بريدة عبدالله بن سليمان بن عويد الطامي سبق عصره بفكره وطموحه حيث اخترع في الثمانينيات الهجرية إذاعة أسماها (إذاعة طامي) سمعت في عموم أرجاء المملكة ودول الخليج والأردن وسوريا يديرها بنفسه.
ولد عبدالله الطامي في مدينة بريدة عام 1343هـ وسافر وهو في الخامسة عشرة من عمره الى حائل، ثم عاد وسافر مع عقيلات بريدة إلى سوريا وهناك استقر وقاتل مع رجال المقاومة بسوريا من أجل الاستقلال عن فرنسا ثم عاد إلى المملكة وتنقل بين مدنها واستقر في العاصمة الرياض وهناك اخترع اذاعته (إذاعة طامي) التي وصل بثها الى كل مكان، نال جوائز على اختراعه هذا من الملك سعود رحمه الله ومن الأمير سلمان.
وكانت اذاعة طامي تبث القرآن الكريم والحديث الشريف، كما كانت تبث أحاديث للشيخ عبدالعزيز بن باز- رحمه الله - وكان مخترعها طامي يذيع من خلالها: الاعلانات، المفقودات مثل الصكوك،والحقائب ورخص القيادة والاغنام ويأخذ على ذلك عشرة ريالات مقابل الإعلان.. دامت اذاعة طامي ثلاثين شهراً ثم توقفت عام 1383هـ بعد افتتاح اذاعة الرياض.
كما اخترع طامي جهازاً أسماه (راديو فون اسمع وتكلم) حلقة وصل بين المدير وموظفيه بالإدارات الحكومية، توفي رحمه الله عام 1421هـ.
طامي سيحظى مساء اليوم بتكريم خاص في مهرجان بريدة الترويحي وهو تكريم للاعلام السعودي برمته الذي يعتبر طامي رمزاً مهماً وفصلاً من فصوله التاريخية، وسيكون ذلك في الخيمة الشعبية بمناخ العقيلات.
|