Friday 16th July,200411614العددالجمعة 28 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

كتاب وكاتب .. عن الإرهاب 1-3 كتاب وكاتب .. عن الإرهاب 1-3
د. محمد بن سعد الشويعر

الكاتب هو الدكتور عبدالله السلطان الذي درس حتى أكمل الثانوية بالمملكة، ثم ابتعث لأمريكا حيث نال الماجستير عام 1973م، ثم واصل فنال الدكتوراه عام 1980م في العلوم السياسية، وقد بدأ عمله في وزارة الداخلية، وتقلب في عدة مواقع تخللها عمله عضواً في مجلس الشورى، حيث عاد بعد ذلك الى الداخلية، وعندما صدر هذا الكتاب في عام 1424هـ كان عمله وكيلاً مكلفاً لإمارة منطقة جازان.
حاضر وكتب في موضوعات الإرهاب، والأمن الوطني والعمالة الأجنبية وغيرها، وشارك في التدريس في عدة جهات منها: كلية الملك فهد الأمنية، معهد الدراسات الدبلوماسية بوزارة الخارجية، وله مشاركات في لجان وندوات ومؤتمرات داخلية وخارجية.. وقد نوّه في صفحة الغلاف الأخيرة عن سيرته الذاتية.
فهو قد خبر الموضوع الذي تحدث عنه في هذا الكتاب: عن الإرهاب، فكان بسطه لهذا الموضوع عن معرفة وخبرة أعطتاه دراية وتفهماً لما يعنيه الارهاب، أسبابه ومسبباته وآثاره.
أما الكتاب الذي خرج في طبعته الأولى عام 1424-2003م في مطابع الحميضي بالرياض، وتوزعه مؤسسة الجريسي بالرياض أيضا، فقد اختار له المؤلف اسم (عن الإرهاب).
يقع الكتاب في 353 صفحة من القطع المتوسط، وقد نشره في جريدة عكاظ باعتباره عضواً فيها، كل يوم ثلاثاء بدءًا من الثلاثاء 27 ربيع الثاني 1417هـ.
والكتاب بعناوينه البالغة 56 يستهوي القارئ، ويشدّه ليتتبع ما أحاط به الكاتب، حيث استقصى دلالة الارهاب وأسبابه وتعريفاته ومكافحته، وركز على اسرائيل على أنها دولة ارهاب وأنها مغذية للارهاب بأعمالها ومشروعاتها.
وقدم للكتاب الدكتور عبدالرحمن الشبيلي عضو مجلس الشورى بأربع صفحات أبان فيها أهم ما يستخلصه من يطلع عليه، حول مسائل العنف والارهاب:
1- أنه يوثق حقيقة الاهتمام المبكر من سائر الجهات الأمنية والبحثية العلمية في المملكة بمشكلات الارهاب، منذ أن اكتوت البلاد بناره منذ ما يزيد على عقدين من الزمان 1400هـ.
2- أما الميزة الثانية: فهي تنوع محتويات هذا الكتاب، رغم أنها تصب في موضوع واحد، فقد تطرق الى أزمنة الارهاب وعدد صورها، وأشار الى التجارب المختلفة لمكافحتها.
3- والميزة الثالثة: في كون الكتاب مادة فكرية علمية وعملية تسند المناهج والدراسات والأبحاث التي تقوم المؤسسات الأكاديمية والتدريبية (ص9-11).
لقد طغى على الكاتب في تمهيده عن الارهاب، تخصصه العلمي، في العلوم السياسية، إذ استعرض الصراع العالمي بعد الحرب العالمي الثانية، حيث انحصرت القوى في دولتين عظيميين هما: الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفيتي، انتهى ذلك الصراع بتفكك الاتحاد السوفيتي، وبقيت القوة في الكتلة الأخرى الأمريكية، ثم كانت تكتلات أخرى كالشركات الكبرى وتأثيرها على الأوضاع الدولية، والدين خرج من تأثيره على المستوى المحلي الى المسرح الاقليمي، حيث أفرزت الديانة اليهودية الصهيونية، التي تكتلت جهودها السياسية في انشاء دولة اسرائيل عام 1948م في فلسطين، وتأييد الدول الغربية لها وفي مقدمتها: الكتلتان الروسية والأمريكية، رغبة في بقائها واستمرارها على حساب الحقوق العربية الفلسطينية حتى اليوم.
ويرى مع الصراعات والتكتلات أنه برز تأثير الصهيونية ومعها الماسونية، حيث برز التأثير في الغرب والعالم سياسياً، واعلامياً في سبيل دعم اسرائيل ضد العرب في كل المجالات: اقتصادياً، وسياسياً وعسكرياً.
ويرى الدكتور عبدالله في عرضه هذا، أن ما عزمت عليه القوى العالمية من دعم لاسرائيل فإنه سيستمر حتى لو تحقق ما يسمى بالسلام بين العرب واسرائيل، لأن السلام بنظر اسرائيل له معنى يختلف عن معنى السلام بنظر العرب.
ويعلل المؤلف هذا بأنه:
أولاً: يقف دون تحقيق الهدف الصهيوني المتمثل بقيام اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات.
ثانياً: لو تحقق السلام، فإن المساعدات الخارجية تقل، إن لم تنقطع.
ثالثاً: هذا السلام لو تحقق يدفع الاسرائيليين للنظر في مشكلاتهم الداخلية، الأمر الذي يقودهم الى صراعات وخلافات لكونهم ينتمون لأوطان وثقافات مختلفة.
رابعاً: لا فائدة للسلام عند اليهود إلا إذا اتفق مع أهدافهم: توسعاً وقوة وسيطرة مقابل هرولة، وانهزامية من قبل العرب.
ولم يغرب عن قلم الكاتب الدور التاريخي البارز للاسلام والصحوة الاسلامية الحديثة، في التأثير على مجريات الأمور في الساحة الدولية، منذ أشرقت أنوار الدعوة الاسلامية من بطاح مكة حتى اليوم، حيث أنار الاسلام الكثير من الدول في تطبيق مبادئه العادلة، وقد قام في العصر الحديث الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بجهود كبيرة تجاه توحيد الجزيرة العربية تحت راية الاسلام، حيث أصبحت دولة بعد توحيدها الى يومنا هذا: فاعلاً دولياً، ومؤثراً ايجابياً في الشؤون الدولية، بصفتها الاسلامية والعربية ولثقلها الاقتصادي.
والصحوة الاسلامية أوجدت ردود فعل دولية ممثلة في الرغبة في التعرف على الاسلام وقيمه، وللتعرف على العلاقة بينها وبين ما يحدث على الساحة الدولية، لكن هذه الصحوة، لمّا تلّقفها شباب حدثاء الأسنان، قاصروا الادراك، الى جانب ضحالتهم العلمية، فصاروا فرصة للأعداء، ليحرفوا فكرهم، ويستغلوهم بأعمال ارهابية، تخدم الأعداء، وتظهر الاسلام بوجه كالح، حتى ينفر منه مفكرو الغرب، وطالبوا المنهج الذي ترنوا إليه الأفئدة، في القيم والمثاليات التي عرفت بتاريخ الإسلام، عندما، امتدت ظلاله على الأرض في دولته العادلة السمحة بمثالياتها وعلومها.. فألصقت الأعمال الارهابية التي بثها أعداء الإسلام: من يهود وصهاينة ونصارى، وغيرهم، بواسطة شباب ادعوا الإسلام اسماً، وخالفوه عملاً، بل أعلنوها حرباً إرهابية ضد الإسلام استخدمت لتشويه حقيقة الإسلام وأعمال المسلمين.
ويوضح الدكتور عبدالله، بعد هذا العرض الشامل: أن الحربين العالميتين: الأولى والثانية، وهما نتاج غربي ليس للإسلام به صلة، يمثلان قمة العنف والارهاب حتى الآن في الأرض، فأصبح الارهاب ظاهرة عالمية، عانت منه شعوب وأفراد ويلات، كما استعملت فيه أنواع القتل والتخريب ووسائلها، ومن يعلم؟ فقد يستخدم الارهابيون في المستقبل أنواعاً عديدة من الأسلحة ما دام أعداء الإسلام حريصين على الإضرار بالمسلمين والعرب. (للبحث صلة).
المكر يحيق بصاحبه
جاء في ثمرات الأوراق أن ثعلباً اسمه ظالم، له جحر يأوي إليه مروراً به، فخرج يوماً يطلب أكلاً فلما عاد وجد فيه حيّه قد استوطنته، ولما كان لا يستطيع السكنى معها، ذهب يطلب مأوى، فانتهى به البر الى جحر حسن حصين في أرض منيعة فأعجبه، وسأل عنه فقالوا: هذا يملكه ثعلب اسمه (مفوّض)، ورثه عن أبيه، فناداه ظالم، فخرج إليه، وأدخله مرّحباً، وسأله عن حاله فأخبره بقصته مع الحية، فرّق له مفوّض وقال له: الرأي عندي: أن تنطلق معي الى مأواك الذي أخذ منك غصباً، حتى أنظر إليه، فلعلي أهتدي الى مكيدة تخلّص بها مأواك.
فانطلقا وتأمل مفوّض جحر ظالم، ثم قال له: اذهب معي فبت عندي الليلة لأنظر ما يسنح من رأي ومكيدة.
ففعلا وباب مفوّض مفكراً، وجعل ظالم يتأمل المسكن ورأى سعته وطيب هوائه وحصانته، فطمع فيه، وفكر في حيلة لاغتصابه.. فلما أصبحنا قال مفوض لظالم: اصرف نفسك عن ذلك الجحر لأنه بعيد من الشجر والماء، وأعينك في حفر جحر في مكان أحسن.
فقال ظالم: إن لي نفساً تهلك لبعد الوطن حنيناً، فلما سمع مفوض كلامه، ورغبته في وطنه. قال: إني أرى أن نذهب يومنا هذا فنحطب حزمتين، فإذا جاء الليل انطلقنا الى هذه الخيام، فأخذنا قبساً وذهبنا به مع الحطب الى مسكنك، فنجعل الحزمتين في باب الجحر، ونضرم النار، فإن خرجت الحية احترقت، وأن لزمت الجحر ماتت من الدخان. قال ظالم: نعم الرأي.
فذهبا واحتطبا حزمتين، ولما جاء الليل انطلق مفوض الى الخيام فأخذ قبساً، فعمد ظالم الى الحزمتين فأخفى واحدة ثم جر الأخرى الى باب مسكن (مفوض) فسدّه بها سداً محكماً، وظن أنه جاء ورآه محصنا، فإذا يئس منه تركه وبحث عن غيره، ثم إن مفوّضاً جاء بالقبس فلم يجد ظالماً، فظن أنه قد حمل احدى الحزمتين تخفيفاً عنه وأنه سبقه الى مسكنه حيث الحية اشفاقاً عليه، وظهر له من الرأي اللحاق به ليحمل معه الحطب، فوضع القبس قرب الحطب، ولم يشعر أن الباب مسدود به مع الظلام، فما بعد عن الباب إلا مع اشتعال النار ولحقه الدخان، فعاد وتأمل الباب، فرأى الحطب قد صار ناراً، فعلم مكيدة ظالم ورآه قد احترق في داخل الجحر وحاق به مكره، فلما انطفأت النار دخل وأخرج جثة ظالم فألقاها واستوطن جحره آمناً. (ص174).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved