Thursday 15th July,200411613العددالخميس 27 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

19-10-1391هـ الموافق 7-12-1971م العدد 370 19-10-1391هـ الموافق 7-12-1971م العدد 370
بعض ما أعرفه عن استعدادنا لدورة الخليج
بقلم: خالد المالك

لا يخامرني أدنى شك في أن رعاية الشباب تضع الآن كامل جهدها وامكانياتها لدورة الخليج، هذه الدورة التي يتطلب منا أن نقدم لها عصارة سنوات طويلة من التجربة الرياضية التي عشناها، سواء في اعداد منتخب ليمثل المملكة فيها أو بوضع الدورة من الناحية التنظيمية بمستوى يتناسب وما للمملكة من مكانة رياضية بين جيرانها وعلى الصعيد العربي كله.
وبرغم ذلك فإنني كمواطن أجد من حقي أن أقول كلمة وألقي برأيي، كما هو من واجب غيري أن يفصح عن فكرة أو أن يتبنى اقتراحا.. نتيجة لما تجده هذه الآراء وتلك المقترحات من عناية واهتمام على مستوى المسؤول الذي يملك الحق للأخذ بها أو رفضها تبعا لعلاقتها وأهميتها بالمصلحة العامة.. ولعل اهتمام المسؤول بدراستها حتى ولو لم يأخذ بها أحد الأسباب المشجعة لكي يتحدث كل مواطن عن مشاعره وأحاسيسه نحو ما يراه مهما.
لم يبق على دورة الخليج إلا ثلاثة شهور فقط.. وعلى قصر المدة فإنه يمكن أن يستفاد من الوقت بتحقيق كل الآمال المتوخاة متى ساد التنظيم أعمالنا وارتفعت درجة الشعور بالمسؤولية الى حد التضحية بالوقت الخاص من أجل انجاح الدورة وجعل منتخبنا في مستوى مغاير جدا لما كان عليه في الدورة السابقة التي أقيمت على أرض البحرين الشقيق.
نحن بهذه الدورة نتحمل مجهودين شاقين الأول منها تنظيم الدورة والثاني اعداد منتخب ليشترك فيها ممثلا للمملكة.. وكما أن مجهودنا الأول نبذله لكي تأتي الدورة بصورة مرضية ولكي يأتي نجاحها واقعاً صحيحاً لاهتمامنا بها.. فإن المجهود الثاني نضعه من أجل انقاذ سمعة الرياضة التي أهدرناها في دورة الخليج الأولى بسبب أخطاء لم نحسن تقديرها قبل وقوعها..
ولا شك أننا نتحمل أكثر من غيرنا تعبا من أجل دورة الخليج.. فبينما يركز الأشقاء على اعداد منتخباتهم الرياضية فقط نقوم نحن باعداد منتخب وتنظيم الدورة.. وفي اعتقادي أن تضاعف العمل يزيد من ثقتنا بأنفسنا ويكسبنا الحماس لنخلق الجو الذي يريح كل فرد فينا ويشرف سمعة المملكة.
لم تقصر الدولة نحو دورة الخليج فقد رصدت لها مبلغا كبيراً سيسهم مساهمة فعالة لتوفير كل متطلباتها.. ولم تقصر رعاية الشباب فقد استقدمت المدربين المؤهلين لتولي تدريب منتخبنا في محاولة لرفع مستواه واعداده أعدادا قويا لينافس على بطولة الدورة.. وإذا فالتقصير ان حدث فإنه منا كلاعبين ومنا كأشخاص أسند اليهم بعض أعمال هذه الدورة، ومنا كصحافة أخذت بطريق ليس مفيداً وغير فعال في تحقيق الهدف المنشود.. وطالما الأمر كذلك فيجب أن نتبين من الآن أسباب نجاح هذه الدورة التي حالت دون ظهور منتخبنا بالدورة السابقة بمستواه المعروف.. ذلك لأن لنا في الماضي عبرة وفي الحاضر تجربة نخوضها بعد الفشل ونمر بها ونحن ما نزال أقوياء بكفاءات أفرادنا ودعم الدولة للمسيرة الرياضية في بلادنا.
في حديث مع سمو رئيس نادي النصر سابقا الأمير سلطان بن سعود وهو الحديث الذي نشر بالزميلة جريدة الندوة قال ان من أسباب فشل منتخبنا في الدورة السابقة سوء التدريب وفشل المشرفين على المنتخب وما رافق ذلك من مجاملات للاعبين وانصراف البعثة الى غاياتها الشخصية.. وفي اعتقادي أن ما قاله سمو الأمير اشارة خاطفة لأسباب يكاد يجمع الوسط الرياضي كله على أنها لعبت دوراً رئيسياً في ظهورنا بالمستوى غير المشرف في الدورة السابقة.. وكنا سنخاف من أن تتكرر بالدورة القادمة لولا أن رعاية الشباب تنبهت الى ذلك كله وأسندت كل أعمال الدورة بما فيها المنتخب الى رجل حازم هو سمو الأمير الرائد عبدالله الفيصل وعندما اعتذر أسند عمله الى سمو مدير عام رعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز بحيث وفر وجوده القناعة التامة على أن الاشراف على المنتخب لن يكون اشرافا شكليا يهتم بالمظهر دون المخبر وبالشكل دون المضمون بعد اعتذار الأمير الرائد.. الذي يزيد في ثقتنا بمنتخبنا للدورة القادمة انه تم اختيار المدرب العربي الكبير طه اسماعيل ليكون مسؤولا عن تدريبه.. ولعل هذه الاجراءات التصحيحة لأخطاء الماضي تمسح من الأذهان كل المخاوف من أننا لن نقدم جديداً في الدورة الجديدة.
هذا عن المنتخب فماذا عن تنظيم الدورة؟!
نحن نعرف أنه تم ارسال مجموعة من موظفي رعاية الشباب الى تونس للاشتراك في تنظيم دورة رياضية أقيمت في البلد الشقيق وذلك بقصد اكسابهم الخبرة والمعرفة لتنظيم دورة الخليج.. ونحن نعرف أن الدولة وافقت على اعتماد المبلغ الذي طلبت رعاية الشباب تخصيصه لتنظيم الدورة.. ونحن نعرف أن سمو الأمير عبدالله الفيصل أبدى استعداده بعد الاستقالة للتعاون مع الأمير فيصل لانجاح الدورة كما أننا نعرف أن مدرجات ملعب الملز قد زيد عددها.. هذه بعض الأشياء التي اتخذتها رعاية الشباب كخطوات مهمة لانجاح الدورة وأعتقد أنها تغني عن أي حديث وتفي بالغرض المطلوب لمن يريد أن يعرف مدى اهتمام المسؤولين بتنظيم الدورة.
ماذا بقي إذاً؟
أعود للقول بأن المدة المتبقية قبل اقامة الدورة قصيرة ولكن يمكن أن يستفاد منها استفادة عظيمة متى ساد التنظيم أعمالنا وارتفعت درجة الشعور بالمسؤولية الى حد التضحية بالوقت الخاص دعك من الوقت الرسمي والأساسي المطالب به الموظف.. ولعلنا بنظرة سريعة على الترتيب الذي أعد لمتنخبنا سواء بادخاله المعسكر من الآن وجعل تمارينه تتم وفق نظام دقيق وشاق أو بالعمل عل استقدام الفرق الأجنبية في وقت لاحق لتلعب مع هذا المنتخب..لعلنا بهذه النظرة السريعة ندرك بداهة الى أي حد نعطي من اهتمامنا لهذه الدورة، وهو اهتمام بما فيه من شعور وطني يأتي تصحيحاً لأخطاء غير متوقعة أبعدتنا عن المركز الأول في الدورة السابقة بينما كنا المرشحين له.
عموما ان الحديث عن الدورة وتنظيمنا لها وعن منتخبنا وما يوفر له من امكانات لجعله في المستوى المطلوب من الأشياء الضرورية نتيجة اهتمام المسؤولين وحرصهم وما بذلته الدولة من مبالغ لهذا الغرض.. لكن يظل أي حديث عن منتخبنا وعن الدورة غير مفيد وغير مؤثر بالصورة التي يجب أن يكون عليها.. ما لم تعمق صلة الصحافة بما يجري الآن من نشاط رسمي لانجاح الدورة، وقد أشرنا الى ذلك في مقال طويل نشرناه في عدد مضى ولاقى اهتماما كبيرا من سمو الأمير فيصل ووعداً بأن يحقق كل الآمال.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved