في مثل هذا اليوم من عام 1971 أعلن الرئيس نيكسون عن قراره بالسفر إلى الصين في زيارة تاريخية لم يسبقه إليها أي رئيس سابق للولايات المتحدة الأمريكية وذلك في العام التالي.
وقد كان هذا البيان بمثابة نقطة تحول درامية في العلاقات الأمريكية الصينية التي شهدت العديد من الأحداث غير السارة والشد والجذب. وكان نيكسون هو آخر الرؤساء الأمريكيين الذين فكروا في زيارة جمهورية الصين الشعبية. ومنذ وصول الشيوعيين إلى السلطة في الصين عام 1949، كان نيكسون يعارض دائماً أية محاولة أمريكية للقيام بأي تقارب مهما كان طفيفاً أو إقامة أية علاقات الدبلوماسية مع الصينيين، حيث اشتهر بالمحارب المؤيد للحرب الباردة كما كان أحد زعماء ما بعد الحرب العالمية الثانية، تلك الحقبة التي شهدت قيام حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بتحقيقات مكثفة عن الشيوعيين في أمريكا والتنكيل بكثير من رموز ومفكري المجتمع بتهمة تبني الفكر الشيوعي وذلك عبر محاكم تشبه محاكم التفتيش في العصور الوسطي فيما عرف باسم المكارثية. وبحلول عام 1971 دفعت الكثير من العوامل -الرئيس نيكسون محارب الشيوعية لاتخاذ هذا القرار. ففي عام 1969، بعد تقلده منصب الرئاسة بفترة قليلة دعا الشعب الأمريكي ل (السلام بشرف) في فيتنام وبعد مرور عامين، بعد مقتل آلاف الأمريكيين في النزاع، أصبح السلام بعيداً عنه من ذي قبل. وقد كانت الولايات المتحدة مدركة تماماً لتلهف الصينيين على تحسين العلاقات. وقد جعلهم انشقاقهم عن روسيا في منتصف الستينيات يبحثون عن حلفاء جدد، وعن علاقات دبلوماسية مع أمريكا مما قد يعني زيادة احتمالات التجارة بشكل يؤدي لنمو الاقتصاد الصيني كما يرغبون. وقام الرئيس نيكسون باتباع نصيحة هنري كسينجر بأن يستخدم الوعد بعلاقات أقرب مع الولايات المتحدة لإقناع الصينيين بأن يصعدوا ضغوطهم على فيتنام الشمالية -حليفة الصينيين - للوصول إلى تسوية سلمية مقبولة لحالة الحرب بين البلدين. وقد شجعت على هذه الزيارة عوامل أخرى تشتمل على رغبة رجال الأعمال الأمريكيين في إقامة علاقات دبلوماسية مع الصين وذلك لتقوم بفتح أسواقها على التجارة والاستثمار الأمريكي، وحاجة الرئيس نيكسون لفعل درامي يستطيع به إحياء شعبيته التي كانت آخذة في الزوال بين صفوف الشعب الأمريكي. بالإضافة إلى ذلك رغبة كيسنجر في أن تؤدي العلاقات الوثيقة مع الصين إلى جعل الاتحاد السوفيتي أكثر قبولاً للممثلين الدبلوماسيين الأمريكيين.
كانت كل هذه الأفكار السبب في إعلان الرئيس نيكسون بأنه سوف يقوم برحلة سلام إلى الصين في مايو عام 1972 .
|