تُناجيني المَرابعُ والهضابُ
وتُطْربني المناظرُ والشِّعابُ
وتُشجيني الصَّحاري والرمالُ
ويُذْكيني (غَضَى) أرضٍ هَدَابُ
وتسألني الحواضرُ والبوادي
فيُسْمَع من قوافيَّ الجَوابُ
فهذي (المِذْنَبُ) الخضراءُ أرضاً
لها حُبِّي وشعري والرِّضَابُ
تُعانقها نخيلٌ باسقاتٌ
لها طلعٌ نضيدٌ مستطابُ
وتُزهرُ في خمائلها ورودٌ
ويمطرُ في روابيها السَّحابُ
ترى فيها نجوماً ساطعاتٍ
فيسمر في لياليها الصِّحابُ
يُغرِّدُ كل قُمْري عليها
ويسمو في محافلها الخِطَابُ
تُقبِّل من سرى أو حلَّ فيها
وتَمْدُدْ رَاحَ كفَّيْها الخِضَابُ
وتقري الضَّيف دَهْرَاً واقتداراً
بها أصل الضيافة مُسْتَجَابُ
بها فرسانُ جيلٍ هم رجالٌ
شموخ للمعالي بل حِضَابُ
لهم فيها الرِّيَادة كلَّ حينٍ
تضيء بها المَدَائِنُ والرِّحَابُ
بها ذكرى معطرةٌ بحبٍ
وشوقٌ صادقٌ، شَهْدٌ مُذَابُ
(سياحي المِذْنَبِ) الخفَّاق يزْهُو
بزوَّارٍ كِرام إذْ يُجَابُ
وروَّادٌ لهم فيها جَمَالٌ
يطيبُ الصيفُ أُنْساً والإيابُ
ألا يا سائحين بذي القصيمِ
فهذا (المهرجانُ) وذا الدعَابُ
وذي (ألعابهُ) مَرَحٌ ظَريفٌ
وذي (ألوانهُ) سِحْرٌ عُجَابُ
يفوح الشِّعر مِسْكاً في رياضٍ
نَمَا غُصنِي عَليها والشبابُ