Thursday 15th July,200411613العددالخميس 27 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

هكذا أصبحت معجزة هكذا أصبحت معجزة
سعود سعد الصعب - الرياض

المطر يكسو الخارج.. البرد قارس.. وأنا وحيد في بيت من 3 أدوار فضَّل ساكنوه تركي وحدي..
كعادتي وحيداً في غرفتي، المدفئة تشتعل، صقيع يخالطه دفء متناثر يجعل الجو في الغرفة يوحي بليل طويل من الأفكار المبعثرة في عقلي الباطني، وأنا أبحر في بحث مطلوب مني بعنوان (رضا الناس.. واستحالة الحصول عليه) فضَّل مدرس المادة أن يتم وضع البحث مع قصة تبرهن واقعية موضوع ذلك البحث، مما دعاني لأن أسبح بخيالي بعيداً.. فهل أجد منكم مرافقاً لي في رحلتي؟؟؟؟ رائع.
* لو سمحت المكان مخصص للعائلات.
- عفواً أنا في غاية الأسف.
* لا بأس.. المكان المخصص للعزاب في الناحية الشرقية من بوابة المغادرة..
- انطلقت حاملاً حقيبتي متجهاً إلى صحراء الغربة، ورياحها الهابة من كل صوب.. وقفت منتظراً طائرتي، قطعت تذكرة الدخول، جلست في مقعدي في الدرجة الثانية، أعلن الوصول، ومنذ وصولي، وأنا أفكر في كيفية استغلال كل المنافذ المحيطة للعودة بشكل أفضل والاستفادة الأكبر.. التحقت بأحد المعاهد لتعليم الفلسفة في الفكر الروماني ولاسيما بعد أن اجتزت مرحلة الفلسفة في الفكر اليوناني وهي الأساس.. متمنياً أن أكون ملماً بفلسفة الفكرين.. بدأت الدراسة في ذلك المعهد.. كان الطلاب أغلبهم على مستوى جيد من الأخلاق والفكر العالي المفعم بالمنطقية والواقعية وما يجب أن يكون.. طبقاً لأساسيات الفلسفة التطبيقية.. ومنذ أول يوم وأنا أحاول أن أكون متميزاً في مستواي ونقاشاتي..
بحثت.. اطلعت.. راجعت.. واكبت.. حاورت.. فعلت ما بوسعي لأكون متميزاً في دراستي وعلاقاتي.. فمع كل ذلك إلا أني ما زلت ألاحظ بعض النظرات المشبوهة من بعض الطلبة.. وهو ما يوقع بعض الضيق في داخلي.. لأني كم تمنيت أن أكون شخصاً مرضياً عنه في فصلي.. حاولت أن أكون مبتعداً عن كل المخالطات غير المرغوب فيها.. فقال عني البعض متكبر!! حاولت أن أكون متواضعاً.. فقال البعض الآخر: أبحث عن التواضع لكي أكون محبوباً.. حاولت المساعدة.. فقال من لم يقل: أبحث عن مساعدة الناس لتحسين صورتي.. حاولت أن أكون ذا أخلاق وأدب رفيع للغاية فقال باقي القائلون: أفعل ذلك لكي (أحظى بصداقة من يصعب صداقتهم).
هه!! كم هو غريب أمر هذه الحياة.. لماذا يبدو رضاء الناس مستحيلاً.. لماذا يبدو أملاً لا وقوع له.. لماذا نواجه ذلك في كل مكان.. وفي كل زمان.. في البلد في العمل وفي المنزل..وحتى مع الأقارب..
أطلقوا على رضا الناس غاية.. فأصبحت بعد ذلك معجزة..
أما بخصوص رأيي الشخصي.. فمتمثل في عبارتين:
= كنت ممن يخالف مقولة.. رضا الناس غاية لا تدرك..
والآن أصبحت مؤمناً بمقولة.. من راقب الناس مات هماً..
هذي رحلتي.. كعادتها.. لا تخلو من تساؤلات متعددة الآراء.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved