فضل البعض الاستماع إلى صوت العقل وتأمل المكرمة الملكية المتمثلة في فتح باب العفو والرجوع للحق وقابلوا المبادرة بما تستحق من عقلانية وبما تنطوي عليه من حرص على السلامة وعلى أمن واستقرار الوطن.
وفي هذا الإطار جاء استسلام خالد الحربي وقبله آخرين اختاروا العودة إلى الحق، لأن الخيار الآخر لا يفضي إلا إلى مزيد من الضياع، خصوصاً بعدما ثبت لهؤلاء الذين فضلوا الخروج على مجتمعهم خطل ما ذهبوا إليه.
وستفيد عودة هذه العناصر في المساعدة في تشجيع الآخرين إلى الخلود إلى أنفسهم وتأمل الحال التي هم فيها، ورؤية المدى الكبير من الأخطاء التي تردوا فيها والتي لا سبيل إلى الفكاك منها الا بالصدق مع النفس والإقدام بكل شجاعة على رفض هذه الحالة غير السوية.
وبالقدر الذي جاءت به مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالعفو كبادرة تعكس روح المسؤولية تجاه المواطن حتى هذا الذي رفع السلاح في وجه الدولة، فإن المعنيين بهذه الخطوة الخيرة مطالبون بإمعان النظر في الدوافع التي جعلت هذه المبادرة ممكنة، والعمل على الإفادة منها خصوصاً وأن الإفادة منها لا تقتصر على مجرد الشخص أو الأشخاص المعنيين بها وإنما يعم نفعها الجميع، لأن العودة إلى الحق تعني في ذات الوقت نهاية الشرور التي ارتبطت بالفئة الضالة بما احدثته من فزع للآمنين، ومن حالة من التوجس والخوف، فالضحايا شملوا الأبرياء من النساء والأطفال والرجال والمستأمنين من الأجانب.. والآن فإن الجميع يستبشرون خيراً مع توالي استسلام هذه العناصر، والأمل دائماً أن تتسع دائرة العودة إلى الحق بحيث يعود الجميع إلى حيث ينبغي أن يكونوا، ففي ذلك سلامة للجميع وللوطن ككل.
وتبقى هناك بضعة أيام، أكثر بقليل من أسبوع، هي المدة المتبقية من فترة الشهر التي يمكن التقدم فيها والاستفادة من العفو، ويتطلع الجميع إلى أن تكون هذه الأيام المتبقية المعبر من هذه الحالة الشاذة التي مرت بالبلاد، وأن تشكل نهاية فترة العزلة التي كانت الخيار الوحيد أمام تلك الفئة قبل أن تتفتح أمامها أبواب العفو.
|