* الرياض - الجزيرة:
طالب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة بتفعيل سبل الحوار والتفاهم بين الحضارات الانسانية المختلفة مشيرا الى ان ذلك يعد السبيل الأمثل للتعايش بين البشرية، ومشدداً على أهمية التقدم التقني والنمو الاقتصادي وزيادة المعرفة لتجاوز هذه المرحلة المضطربة بين الدول.
وقال سموه خلال ترؤسه الجلسة الافتتاحية لفعاليات الحوار الدولي في منتدى برشلونة 2004م الذي يعقد خلال الفترة من 26-28-5- 1425هـ في مركز برشلونة العالمي: إن من المهم في هذه المرحلة الحاسمة أن يتم بذل المزيد من الجهود لاستقطاب توجهات الأفراد نحو الأشياء التي توحدنا، وذلك على نحو النسيج الجميل والغني الذي يتمتع به تراثنا؛ على أن نتجنب الأشياء التي تفرقنا. وعلينا أن نتذكر أننا متحدين كقاطنين على هذه الأرض، وذلك على الرغم من اختلافاتنا.
وقال الأمير سلطان في الجلسة التي حضرها العديد من الوزراء ورؤساء المنظمات الدولية وتناولت موضوع التنوع الثقافي في السياحة والتنمية المستديمة إن مرأى الأرض الضعيفة والجميلة معلقة في ظلمة الفضاء الفسيح خلال مشاهدته لها في رحلة المكوك الفضائي ديسكفري عام 1985م، ستظل مصدر تفكير وإلهام له، مشيرا الى أنه شكل يذكر و بقوة أننا شعب واحد يجب أن يتعايش ويزدهر على الكوكب الوحيد الذي على الأقل في هذه المرحلة نستطيع أن نعيش عليه.
واستعرض بعد أن أكد على أهمية التفاعل الثقافي في التقريب بين الناس، ما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهود في مجال الاهتمام بالتراث والثقافة كجزء من مبادرة تطوير السياحة السعودية؛ مؤكداً أن تنوع وجمال التراث لدى الشعب السعودي يعد محوراً جوهرياً لعملية اعادة البناء الضخمة لقطاع الآثار والتراث، ولصناعة السياحة التي تشهد نمواً سريعاً ومطرداً. وقال: إن جميع الدول تعمل وبحماس شديد على تلبية الرغبات المتزايدة للسياح في التعرف عن كثب على ثقافات وتراث الآخرين. ولهذا فإن السياحة الثقافية تعتبر اليوم احدى أهم أنواع السياحات وأسرعها نمواً، ويتوقع لهذه الوتيرة أن تتصاعد بشكل أكبر في ظل الاتصالات المتنامية وتقنياتها التي مكنتنا أن نتعلم من بعضنا البعض وان نتحدث سوياً، وعزز من ذلك، التطور الكبير في قطاع المواصلات التي مكنتنا أيضا وبيسر وسهولة من أن نزور الأماكن البعيدة، ونعيش تجارب الآخرين الثقافية.
ووصف الأمير سلطان السياحة كواحدة من أسرع الصناعات في العالم، وأداة قوية يمكن في حال استثمارها بشكل ايجابي ومتزن أن تتجاوز الحواجز السياسية، وأن تجمعنا مع بعضنا البعض كشعب واحد ، مشيراً الى ان القرآن الكريم تناول أهمية التفاعل الانساني الذي يمكن للسياحة أن تسهم فيه بشكل جيد، حيث يقول الله سبحانه وتعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}.
حضر الجلسة حاكم إقليم كاتالونيا، والأمين العام للسياحة بإسبانيا، ورئيس المنتدى الثقافي عمدة برشلونة، والأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، ومساعد رئيس منظمة اليونسكو، ورئيس مجلس السياحة والسفر العالمي وعدد من الوفود المشاركة في المنتدى ورجال الإعلام.
|