Thursday 15th July,200411613العددالخميس 27 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

بإيجاز..!! بإيجاز..!!
دارفور
نورة المسلّم

في دارفور تغلي الاوضاع الإنسانية على صاج الفقر والتشرد والصيف، وفيها ايضاً ضحايا ليسوا جدداً على مخلفات السياسة وشظايا النزاعات، والتي تعتبر في النهاية ترجمة صريحة لان يكون الابرياء والضعفاء هم ضحايا القوى المتصارعة.لن نقول ماذا يحدث، أو لِمَ يحدث، كلها تساؤلات خارج نطاق الوضع الإنساني المتدهور هناك لبشر واسر، وجوع وفقر وأمراض وتشرد وتشرذم، هذا هو المهم، وهو الاجدى بأن نقول أين ايادينا عنهم، أين المساعدات الإنسانية العربية والإسلامية، ام ترى بعضنا لا يدرك أين تقع هذه ( الدار التي تفور) برزاياها ورزحها تحت وطأة الحاجة؟ لقد اعتدنا حضورنا الإنساني في المصائب والكوارث، وقد اعتدنا ايضاً ان يتجاوز امدادنا وفيضنا دولاً منكوبة حدود الجوار والقومية والعقيدة، وهو شيء يسجل لنا، لكن ما يسجل على الجميع الآن، وعطفا على ما يحدث هناك، ان لا يحرك ساكنا وان تتواجد هيئات عالمية ولجان دولية انسانية وطبية تعبر عن قلقها واستيائها مما يحدث هناك، وان يتحدث اهالي هذا الاقليم العربي المكلوم نقلاً عن مراسل قناة العربية ويعبرون عن استغرابهم لعدم التواجد الإنساني العربي والإسلامي هناك.
احياناً نشك في قدرتنا على الالتفات والتقاط المسئولية من احساس صعب وشاق، وهو التفاتتنا التي يجب ان تسبقها اشارة دولية انسانية تشعرنا بالحرج، او اننا فعلاً لا نملك الوقت الذي يكاد يخنقنا لنميّز بين الافراح والاتراح، و نعتبر كلاهما في النهاية مناسبات وواجبات.
صحيح ان المآسي في عالمنا تزداد، واننا بتنا نشعر بالحرج من هذا القارئ الذي نصر على التعليق على ما يحدث على مرأى منه كل يوم، وان ما من ساعة نهار صافية ورقيقة نروح بها عن عقله، لكن الحقيقة اننا جميعاً محاصرون بهذا القدر والذي يتزامن مع جراحات عدة واوجاع بعضها مكبوت ومحكوم، وبعضها متمرد وظاهر ومنشق عن مسألة المداراة التي تحرص عليها اساليبنا العامة في التعامل مع الاحداث.
لكن الاكثر الزاماً وصراحة هو ما يفرض نفسه، وان من الصعوبة بمكان ان تخيرني الاحداث بين الكتابة عن مثل هذه المأساة لاقليم دارفور، او اغنية البرتقالة التي اعادت إلى فلكور الشارع اعتبار الفواكه وقيمتها العاطفية قبل الغذائية.
بعض المصائب تأتي بنفسها وتقتحم الانتباه الغافل والساكن، وبعضها ينتظر حاجتنا إلى تفاصيلها عندما نفاجأ بأن الفواجع في ترمومتر اقدارنا ترتفع، وفي واقعنا تزداد تضخماً وتراكماً ، وانه يليق بنا فعلاً ان نقول : على قدر أهل المآسي تأتي المصائب!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved