حلقة أعدها: عبدالله الرزقي
تعتبر القنفذة من أقدم وأكبر المحافظات التابعة لإمارة منطقة مكة المكرمة يتبعها عشرة مراكز هي:
جانب من أعمال تطوير الكورنيش
1 - مركز القوز.
2 - مركز العرضية الجنوبية.
3 - مركز المظيلف.
4 - مركز العرضية الشمالية.
5 - مركز حرب ويتي عيسى
6 - مركز ثلاثاء الخرم.
7 - مركز دوقة.
8 - مركز كنانة.
9 - مركز أحد بني زيد.
وإن كان يتبع محافظة القنفذة عدد من المحافظات والمراكز سابقاً من أهمها: الليث، محايل، المخواة، صبيا والبرك وغيرها.
كما كان لمينائها دور بارز وملموس عندما بدأ الملك عبدالعزيز ضم وفتح الحجاز إلا أن الميناء حالياً في أمسّ الحاجة إلى إعادة وتحديث صياغته بما يتناسب مع ما تشهده المحافظة من تطور وتقدم وازدهار في شتى المجالات.
المطار
إذ تعتبر القنفذة حالياً القالب النابض لتهامة الشام الواقعة ما بين جنوب جدة وأقصى شمال منطقة جازان وسوف يكون لها شأن بعد استكمال الطريق المزدوج - الساحلي الأمر الذي معه يدعو إلى ضرورة إيجاد مطار يخدم الأهالي والمسافرين الذين يتجشمون (وعثاء) وعناء السفر لمناطق تتوافر بها مطارات تبعد مئات الكيلومترات - كالباحة - وأبها - وجدة - والواقع في إيجاد المطار خدمة ليس لأبناء القنفذة فحسب بل سيخدم (تهامة الشام كلها) ومنها - بارق- ومحايل وما صاقبها، وحتى يقف القارئ على أهمية وأسباب حاجة المنطقة للعديد من الخدمات غير ما تقدم فإننا نود فيما سيأتي الدخول من بوابتين:
الأولى الجغرافية والتاريخية - والثانية التاريخية.
جغرافية المكان
حدد الدليل الجغرافي بالمملكة العربية السعودية والذي أعدته الجمعية الجغرافية السعودية (ص 521) حدد القنفذة على النحو التالي:
تقع القنفذة - بين درجة عرض 49 07 19 ودرجة طول 03 05 41 وهي في الجزء الغربي من البلاد على الشاطئ الشرقي للبحر الأحمر وتتوسط مصاب وادي قنونا الشهير والذي عرفت به فيما قبل 500 سنة.
حدود المحافظة شمالاً تحدها محافظة المخواة والليث وشرقاً - محافظة بلقرن ومحايل وجنوباً اجزاء من منطقة عسير أما من الغرب فتطل على البحر الأحمر وبشاطئ ساحر وجميل يبلغ طوله نحو 50 - 60 كم يمتد من مدن حلي الساحلية أي من مخشوش جنوباً. إلى دوقة من المظيلف شمالاً ويتميز هنا الشاطئ بالعديد من الخصائص الطبيعية الجمالية والتي تجعل منه شاطئاً جذاباً - بجماله وهدوء مياهه المطل عليها ليكون بذلك متنفساً ومتنزهاً لأهالي المنطقة وللسواح من مختلف الأمكنة وفي الصلب - يتوافر نبات الكادي العطري المشهور.
الناحية التاريخية
لم تنل القنفذة - نصيباً وافراً من الدراسات والتحقيقات التأريخية على الرغم من كونها - ميناء قديما من أقدم موانئ الجزيرة العربية.
فوفقاً لكتابات عميد كلية المعلمين بالقنفذة - سابقاً - حسن فقيه فقد ذكر في أحد بحوثه التاريخية عن القنفذة - أن العبرانيين والفينقيين - والآشوريين قد استخدموا ميناء القنفذة في رحلاتهم التجارية من وإلى جنوب جزيرة العرب كما أن القنفذة كانت ضمن منطقة أوقير أحد موارد الذهب لسليمان عليه السلام وقفاً للدكتور - محمد مهران في كتابه دراسات في تاريخ العرب القديم ص 123، كما أن بشرق القنفذة - عثر على مناجم أثرية قديمة للفضة وفقاً للمصدر السابق في ص 1424 - بما نصه ( وقد وجدت مناجم للفضة شرقي القنفذة وعند منتصف المسافة بين وادي قنونا ووادي يبه ) انتهى، وبالنظر في النص المقدم - فإن المسافة الواقعة بين وادي قنونا - ويبه هي - سلسلة جبال ثميدة الأثرية.
هذا جزء يسير جداً من الخلفية التاريخية للقنفذة نوضح بها وندلل على أهمية المكان الذي لم يسبر غوره التاريخ المعاصر بالتحقيق ومع أنه لم يرد في معاجم الأمكنة ومصادر التاريخ (مسمى) أو اسم (القنفذة) إلا مع مطلع القرن العاشر الهجري إلا أن ذلك لا يتنافى مع قدم القنفذة (المكان) ومع ضربها في أعماق التاريخ، فقد كانت تعرف فيما قبل القرن المذكور أي فيما قبل 500 سنة تقريبا باسم الوادي الذي تقع في دلتاه - قبيل مصبه في البحر الأحمر (وادي قنونا) يقنونا، كذلك فالقنفذة قائمة كميناء وليس بالضرورة أنها قامت على أنقاض أو اندثار حلى.
الأطوار التاريخية
خلاف أنها كانت معروفة زمن وعهد الآشوريين والفينيقيين وفي عهد سيدنا سليمان.. الخ
أورد ذكرها النهراوالي سنة 917 - 990
أورد ذكرها العصامي 1049هـ - 111هـ
في عدة مواضع من كتابه سمط النجوم العوالي ومن تلك المواضع:
1 - ورود تجار من الصعايدة للقنفذة وشخص أعجمي يسمى أسد خان.
2 - في ص 501 - حادثة جدب وقحط أدت إلى حدوث مجاعة.
في جمادى الأولى س 1079هـ.
3 - حادثة القاضي العلامة عبد الواحد الأنصاري حاكم القنفذة - البدر الطالع3
كما ورد ذكر القنفذة بعدئذ في عدد من عيون ومراجع التاريخ المعتبرة الامر الذي يستدعي إلى تحقيق ذلك مستقبلاً.
ومن تلك المراجع:
1) كتاب امراء البلد الحرام بصحيفة رقم 151 ومنها تعرض القنفذة للنهب والسلب كصورة من صور المحن والمتاعب التي تعرضت لها سنة 1116هـ وما تلا تلك الحقب إلى عهد محمد علي باشا الذي جعل من القنفذة - بوابة للاستيلاء على عسير إلى عام 1327هـ حيث تعرضت البارجات التركية للقصف الإيطالي.
وفيما بعد تلك الحقب ظلت القنفذة تعاني وتقاسي الأمرّين فقد كانت ضحية للاطماع تارة وبوابة للغزو تارة أخرى تتجاذبها القوى مما أفقدها حالة الأمن وعدم الاستقرار، في خضم النزاعات القبلية والنعرات إلى أن أطل الحكم السعودي وذلك بفتح مينائها منذ عام 1342هـ - 1343هـ أمام حجاج بومباي وذلك وفق خطاب (وثائقي من الملك عبدالعزيز أورده في كتابه - عبدالله الزامل في أصدق البنود ج 1 أبان فيه المؤسس الملك عبدالعزيز حينئذ لحجاج بومباي - الهند استعداد ميناء القنفذة لاستقبالهم ثم أطل كذلك الحكم السعودي على القنفذة من جهتين الأولى بإرسال السرايا - للقنفذة من قبل الملك عبدالعزيز رحمه الله وبتكليف أمير عسير عبدالله بن إبراهيم العسكر بتكوين هيئة لاستلام القنفذة عام 1343هـ من أميرها السابق عبدالله بن حمزة الفعر، ومنذ ذلك التاريخ والقنفذة تحولت إلى حياة آمنة مستقرة بعد صراعات وحروب وفتن عمت كل القرى والمراكز التابعة لها وقد تعاقب على أمارة القنفذة عدد من الرجال الأوفياء الذين كانوا يداً وراء تحقيق العديد من المنجزات الأمنية والخدمية والتعليمية التي اضطلعت بها الحكومة - كما انهم اسهموا وبنصيب وافر في استتباب الأمن ورد المظالم.
التعليم
وتعليمياً.. فقد حظيت القنفذة - بعناية من المؤسس الملك عبدالعزيز حيث تأسست أول مدرسة بالقنفذة في غرة رمضان عام 1349هـ (المدرسة السعودية) كما تأسست ثاني مدرسة عام 1363هـ وثالث مدرسة في المحافظة مدرسة العرضية (ثرييان) عام 1367هـ ثم توالى بعد ذلك تأسس المدارس بمختلف المراحل بنين وبنات، وفي هذا الخصوص فإن العرضيتين بحاجة ماسة لإيجاد كلية للبنات لسنية لكثافة الطالبات ومن أقدم الإدارات الحكومية التي تأسست القنفذة (المالية) حيث تأسست منذ عام 1343هـ وكذلك المراكز والمؤسسات الأخرى من بلدية وصحية وتدعو الحاجة إلى إيجاد محافظة للعرضية وبعد مطالعة وجيزة عن تاريخ تطور القنفذة فإنه من الجدير بالعرض عنه ثلاثة من الهموم في القنفذة هي:
1) فتح الميناء وتحديثه.
2) الحاجة لإيجاد مطار.
3) دعم السياحة والمحافظة.
الميناء
كنا فيما سبق قد ألمحنا إلى الدور والاهمية الجغرافية والتأريخية لهذا الميناء والمصادر التاريخية قديمها وحديثها يشير للادوار التي لعبها هذا الميناء تمثلت في استقبال ونقل البضائع من دول كالهند ومن جنوب الجزيرة العربية وخلال جولة الجزيرة خلال القنفذة، فقد التقينا سعادة العقيد مطر مبارك الزهراني قائد قطاع حرس الحدود بالقنفذة والذي اشار إلى أهمية موقع ميناء القنفذة وإلى ما يتمتع به الشاطئ ومن خصائص طبيعية وجمالية مشيراً إلى أنه قد أخذت كافة الاستعدادات لاستقبال المصطافين في شواطئ القنفذة وتوفر كافة أسباب الوقاية ووسائل السلامة، ويشير إلى أن ذلك تأتى من متابعة مستمرة من سعادة قائد حرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة العميد بحري ركن عبدالحميد المورعي.
والميناء يقع على شاطئ جميل يمتاز بالعديد من الخصائص الطبيعية والملاحية كما يمتاز بارتفاع نسبي مشرف على البحر والشاطئ معاً وقد أحسن اختياره القدماء الذين كانوا يعرفونه بالمحناط حيث كانت تنقل قوافل الجمال - الميرة - على ظهورها من هذه الميناء باتجاه الشرق وتحط عند أقدام السراة تلك البضائع لتحمل على جمال سرورية توصل الميرة والبضائع إلى المناطق السرورية - من منطقة عسير - حيث إن أحد حكام عسير (علي بن مجثل) اتخذ القنفذة ميناء لعسير.
والواقع أن الحال والحاجة تستدعي وتدعو لفتح وتحديث الميناء والواقع ان عناية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز شملت محافظة القنفذة والمراكز التابعة - والميناء - وفتحه من أهم المنجزات التي ينتظر ان تحقق وما تختم به هذه الجولة:
الإشارة إلى حاجة محافظة القنفذة إلى مطار، ففي إيجاده نفع كبير وخير عميم فهو سيخدم تهامة الشام الواقعة إلى جنوب جدة وشمال جازان (فالناس) هناك حالياً يتجشمون مشاق السفر إلى مناطق تبعد منهم للوصول للمطارات - والأسباب الفنية والاجتماعية والنقلية والكثافة السكانية (والعمالية) والسياحية. تستدعي تحقيق هذا المطلب.
ويتمنى الأهالي في مركز العرضية الجنوبية التابع لهذه المحافظة على مؤسسة النقد العربي السعودي إيجاد أفرع للبنوك نسبة لكثافة الموظفين - معلمين ومعلمات والمستفيدين من الضمان - والمتقاعدين وشريحة المثقفين من أبناء القنفذة يأملون فتح ناد أدبي.
|