* لندن - الوكالات:
استبق رئيس الوزراء البريطاني توني بلير تقرير لجنة اللورد بتلر التي تحقق في أداء المخابرات البريطانية وتقريرها قبل الحرب على العراق بالتأكيد على أن قرار انضمام بريطانيا للحرب كان صحيحاً وأن (العالم صار أكثر أمنا) بعد الإطاحة بالرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.
وقال بلير في تصريحات نقلتها عنه أمس صحيفة الجارديان إنه لا يزال على موقفه قبل 18 شهراً وأعرب عن اعتقاده بأنه يصعب علينا القول اليوم ونحن نتذكرعراق صدام بأن العالم كان سيصبح أفضل وأكثر أمناً لو بقي صدام في السلطة.
وجاءت تصريحات المسؤول البريطاني خلال مؤتمر صحفي بمقر رئاسة الحكومة في لندن قبل ساعة من استلامه رسمياً أمس تقرير بتلر.
ويأمل مساعدو بلير في أن يساعده التقرير على إلقاء ملف العراق وراء ظهره والتركيز مجدداً على الأوضاع السياسية المحلية قبل الانتخابات العامة المقررة العام المقبل.
ورغم اعتبار أطراف بريطانية أن هذه اللجنة قاصرة في المصادر التي تعتمد عليها وقد أعدت لتكون لجنة لتبرئة ساحة الحكومة إلا أن هناك توقعات بأن اللجنة تجاوزت الخط المرسوم لها في التحقيقات وربما تحمل بعض الشخصيات البارزة مسؤوليتها وقد توجه للمخابرات انتقادات بسبب تقديمها معلومات غير دقيقة، ويعتقد المراقبون أن النقد سيتركز على الرئيس السابق للجنة المشتركة لأجهزة الاستخبارات البريطانية جون سكارلت.
وفي حالة تضمن تقرير بتلر انتقادات للحكومة والمخابرات من المتوقع أن يكون له تأثير سلبي للغاية على مستقبل رئيس الوزراء السياسي الذي خاض الحرب ضد رغبة أغلبية الرأي العام وقد يكبده ثمناً غالياً في انتخابات مقررة يوم الخميس حيث قد يصوت عدد كبير من الناخبين ضده.
وكانت لجنة بتلر ومستشاريه قد أعربت عن قلقها بشأن الخلل في أداء المخابرات والتحليل المبني على دوافع سياسية أكثر من الحقائق لاستخدامها في دعم الاتجاه إلى العمل العسكري.
يذكر بلير عقد هذه اللجنة التي يرأسها وزير شئون مجلس الوزراء السابق لورد بتلر بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش عن تشكيل لجنة مشابهة في الولايات المتحدة.
وفي الأسابيع الأخيرة تردد بكثرة الحديث في وسائل الإعلام والدوائر السياسية عن المنافسة المفترضة بين بلير وخليفته المفترض وزير المالية جوردون براون.
وأوردت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أن بلير فكّر في الاستقالة في الشهر الماضي.
وقالت صحيفة التايمز في تعليق (أخطر نتائج تقرير بتلر ليس إلقاء الضوء على عمل الحكومة بل على شخصية بلير كقائد).
وقال زعيم حزب المحافظين المعارض مايكل هاوارد إنه (يتطلع) لقراءة التقرير وقال: (إنه تقرير مهم جداً يحقق في قضية مهمة جداً).
|