* الطائف - هيا سعد:
كثرت التساؤلات عن الفنان محمد عمر (الفنان الصامت، الغائب الحاضر)، وعن جديده الفني وعن عدم إجراء اللقاءات والحوارات المطولة معه.. وعن أسباب عدم حضوره في الحفلات الفنية والمشاركة فيها.. وذلك أسوة بغيره من الفنانين الآخرين الذين نالوا من الشهرة واللقاءات الصحفية ما يكفيهم.. ويفوق ما قدموه لنا في مجال الفن بالشيء الكثير.. حتى أننا نتعجب ونتساءل أحيان: كيف يسلط الضوء وبشكل لافت للانتباه على أحدهم.. والذي قد لا يكون له باع طويل في مجال الفن وليست له خبرة تكفيه ليستحق كل هذا الإطراء وكل هذا الثناء.. بل إنه ربما لا يكون له من الأصل في ذلك (نافة ولا جمل..؟!) وكل ما يملكه شيء من الوسامة أو محاولة من أحدهم لدعمه.. والوقوف بجانبه لأسباب قد لا نعرفها بالتأكيد..؟!
إننا نتعجب فعلا من (صورهم) التي نطالعها وبشكل دائم على الصفحات الفنية سواء اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية.. وكيف يوضع لهم الخبر المثير.. وبالخط العريض.. وقد يتضمن ذلك بعض التصريحات واللقاءات المطولة معهم.. أو بعض الأخبار الفنية السريعة لهم.. بل ربما تفرد لأحدهم صفحة كاملة.. أو عدة صفحات.. يتم ملؤها وحشوها بكلام يعاد فيه ويزاد.. حتى ربما يكون هناك توغل ودخول بلا استئذان من أحدهم لحياتهم الشخصية والكتابة عنها.
إننا لا نريد إثارتها كقضية.. ولا نود أن يتم التحيز لأحد من الفنانين على حساب الآخرين.. ولا نود أيضا التوغل والدخول فيما لا يخصنا ولا يعنينا... ولكننا رأيناها كلمة حق عادلة لابد من إبدائها.. (فمن رضي فله الرضاء ومن سخط فله مثل ما بدأ..!).
إننا فقط نريد الإنصاف من الجميع.. وإعطاء كل ذي حق حقه.. وتقدير دور الفنان وعطائه وتاريخه الحافل بالكثير.. ومشواره الفني الطويل حتى ولو بالشيء القليل..!
الفنان محمد عمر ذلك الرجل الكبير.. وصاحب العطاء الفني المتواصل على مرّ السنين.. وصاحب الأحاسيس المسموعة والعواطف الجياشة والأداء المتميز.. كان ولا يزال يثري الساحة الفنية بالعديد من الأغاني العاطفية والوجدانية.. كما أنه قد أثراها بالكثير من الأغاني الوطنية.. حيث كان من أوائل أولئك الذين تغنوا بأمجاد الوطن وبرجاله المخلصين وفي كل الميادين.. وما أغنية (رجال الأمن) ومشاركاته في الجنادرية وفي مهرجان الطائف إلا شيء من كثير.. كان قد قدمه. لقد كان من ضمن الذين عبروا عن مشاعرهم تجاه وطنهم بقوله: (إن هذا الوطن قد أعطانا الكثير.. ونحن معشر الفنانين مهما نؤدي له.. فإننا في حقه جداً مقصرون..). ونحن هنا وكوننا إعلاميين.. نرد عليه بقولنا له: (ونحن أيضاً في حقك مقصرون.. ولعطائك الفني فإننا جداً جداً متلهفون..).
كيف لا.. وقد أمتعنا أبو ريم على مدى تلك السنين بفنه الخالي من الغث والسمين..؟! حيث كان يختار لأغانيه وبعناية فائقة.. اللحن العذب.. والكلمة الراقية الجميلة البعيدة عن بواطن السقوط والابتذال الرديء والهبوط.
إن ما قام به البعض منهم من أداء لأغانيه الجميلة وبأسلوب ساخر يأتي تأكيداً على مدى النجاح الساحق الذي حققه في فترة كان فيها الفن.. هو الفن بعينه وبمعناه الصحيح.. حيث قام الفنان الممثل فائز المالكي بغناء أغنيته الشهيرة (كرت أحمر) بأسلوب فكاهي.. دفع البعض منا للبحث عن الأغنية الأصل التي تم التحايل بكلماتها وأدائها بنفس اللحن.. حيث أخذ الجميع يرددها صغيراً كان أو كبيراً.. حتى أنها أصبحت تؤدى في المناسبات الرياضية والاجتماعية.. وكأن الفنان محمد عمر من خلالها قد وجد قضية في مجتمعنا وحاول معالجتها بطريقة فنية وذكية.
إن الجميع الذين يعرفونه حق المعرفة.. يصفونه بالرجل الخلوق.. الكثير الهدوء.. والبعيد كل البعد عن صفات التصنع والغرور.. إن الفنان محمد عمر فنان وعن جد لا يسعى وراء الشهرة.. ولكنها.. هي التي تلاحقه.. وتسعى وراءه..
والحقيقة أن الذي دفعني للكتابة عنه هي تلك التساؤلات العديدة التي وردت إلينا من العديد من جمهوره ومحبيه وعشاق فنه وذوقه الرفيع، فنحن وبناءً على ذلك نوجه له هذه التساؤلات ونتمنى منه الإجابة عنها متى ما تهيأت له الفرصة.. ولكن دون تأخير:
- لماذا أصبح الفنان محمد عمر بعيداً عن الأضواء..؟! ولماذا اختفى وقل منه العطاء..؟!
- هل أراد لنفسه البقاء بعيداً عن عالم الشهرة والاكتفاء بما مضى..؟!
- لماذا غاب وتوارى عن أعين جمهوره ومعحبيه وعشاق فنه ومحبيه..؟!
- أين هو من المشاركة في الحفلات الفنية التي تقام سنوياً وفي مهرجاناتنا وتكون بمثابة الدعم القوي للسياحة الداخلية..؟!
- هل غاب عن طيب خاطر.. أم غيبه المنظمون..؟!
فقط نريد منه الإجابة.
|