Thursday 15th July,200411613العددالخميس 27 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "فـن"

رحلة نغم رحلة نغم
هيا سعد

الضجيج كلمة نطلقها غالبا على الأصوات المزعجة.. والتي تأتي إلينا من عدة مصادر.. لا يكاد أحدنا يحتملها أو يبدي نحوها أي نوع من أنواع الصبر.. حيث قد يكون وقت حدوثها هو وقت خلود أحدنا إلى النوم والراحة بعد عناء يومه.. أو قد يكون في وقت نقوم نحن فيه بتأدية عمل ما. فتأتي هذه الأصوات المزعجة.. وتكدر صفو أوقاتنا الثمينة وتنغص لذة عيشنا الهنيئة.. وتكون بمثابة الآلة الحادة التي يضرب بها على قمم رؤوسنا فتسبب لنا الألم والصداع.. والضغط على الأعصاب والعض على الشفاه.. فلا يكون أمامنا خيار سوى البحث عن الدواء والعلاج واستخدام بعض المسكنات التي سرعان ما يبطل مفعولها حالما نعاود الاستماع الى تلك المصادر مرة أخرى..
- ولكن عندما يكون الضجيج نابعا من منازلنا ومن مصادر نستطيع التحكم بها لأن وسيلة بثها خاصة بنا نحن.. فإن الأمر يحتاج منا الوقوف..؟!
لماذا..؟!
- لأن أمر ايقافها سهل وبسيط.. وتحت تصرفنا وقت ما نشاء.. وباستطاعتنا نحن ذلك.. فقط ومن خلال الضغط على زر (الريموت كنترول).. فيتوقف هذا المصدر المزعج حالا ودون أي تأخير..
- إن هذا الضجيج الذي هو وبلا شك مزعج لنا ولمن حولنا يحتاج منا الوقوف بالفعل.. ويحتاج منا إعادة النظر ويحتاج منا أيضا التمعن فيه بدقة والبحث له عن حلول مناسبة ومجدية..
- إن مسألة الضجيج الآن قد شملت جوانب عدة..
فلو نظرنا إلى الساحة الفنية مثلا.. بنظرة جدية.. لوجدناها تقبع تحت مظلة الضجيج الذي ينطلق من عدة جوانب ويخيم فوقها.. لدرجة ان البعض منا قد يتساءل.. لماذا كل هذا الضجيج..؟!
الجواب وبكل تأكيد.. أن أكبر المسببات لهذا الضجيج.. هو كثرة الأصوات وتزاحمها وتداخلها في بعض..!
هذه الأصوات يقال والله أعلم.. إنها فنية..؟!
ولكنها في الواقع ضجة وصجة ووجع رأس.. ابتلينا بها في عالم الثورة الانفتاحية على العالم من حولنا..
- وهذه الأصوات التي تقول عن نفسها إنها فنية.. تتميز بعدم الوضوح.. وتتميز بعدم الاحترام لمن يتابع ساحتها وتتميز بنظراتها المخجلة.. وبأهدافها السيئة المتمثلة في البحث والوصول من اسرع طريق للمادة.. وبأي وسيلة عبور كانت.. لدرجة اننا اصبحنا لا نميز ولا نفرق بين الغث والسمين منها.. بسبب كثرتها من جهة.. وبسبب تدني مستواها من جهة أخرى..
إن البعض منا ومع الاسف الشديد قد أصبح يؤيد ويؤازر هذه الأصوات حتى انه أصبح يطبل لها.. ويؤكد على تأييده الكامل والمطلق لها أيضا. وذلك دون النظر فيها إن كانت جديرة بكل هذا التأييد والتطبيل أم لا..!
هذا الأمر قد سهل على البعض منا.. الوصول السريع لقمة الشهرة.. ومن ثم السقوط الأسرع في الهاوية..!
- إن أحدهم الآن قد يكتمل مشواره الفني بالفعل بعد عام واحد فقط..! (هو كامل عمره الفني).. وبعد ذلك يبدأ في المحاولة للدخول الى الحلبة ومقارعة الكبار..!!
ولكن.. وحال دخوله لها.. فإنها تتكشف الأقنعة وينسدل الستار وتظهر الحقيقة الكاملة للعيان..!
فلا أحد الآن بجانبه يؤازره.. ولا أحد يقف خلفه ليسنده..!
فقط هو.. ولوحده.. وما يمتلكه من أدوات قد لا تكون صالحه لتأهيله.. ولإعادة شحنه من جديد..!
إن العتب ليس عليهم في المقدمة.. ولا في المؤخرة..!
ولكن على من يجرفه تيارهم الطائش إلى الهاوية..
فلو أن أحداً منهم توقف قليلا وتمعن في الأمر بدقة.. لاكتشف الطريق الصحيح بنفسه.. ولا استمد الرأي الصائب ولتقبل النقد الهادف البناء.. فالبصير لا يقتدي بالكفيف.. ومن سار على الدرب وصل..!
إننى أرى انه ليس كل ما يمتدح جيداً.. وليس كل ما ينتقد سيئاً.. وليس بالضرورة ما نراه على السطح يعبر عن قناعاتنا الشخصية..!
ولكن السؤال (الأذية).. عفواً.. القضية..؟!
إجابته مبهمة.. ومتفاوتة الآراء.. ولكننا ولكي نمسك بخيوط النور.. سنتذكر سوياً الشخصيات التي أدت الفن في زمن الفن..! حيث غنت بالشعر فنا لنفسها فأطربت به الناس.. واختارت لفنها شعراً ألهمت به عقول الناس..
إن الفنان الذي لا يستوعب فنه جيداً.. مثل الشجرة التي لا تستطيع الصمود كثيراً في وجه الريح.. فهي نبتة بلا جذور.. تشبه إلى حد ما.. نباتات الظل.. التي تموت حالما يزاح عنها الضوء..!
لذلك يلاحظ من يتابع ساحتنا الفنية.. أنها غير صحية.. وأنها قد أصبحت بالفعل قضية..!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved