Wednesday 14th July,200411612العددالاربعاء 26 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

السهل الممتنع السهل الممتنع
رئيس جديد وإدارة جديدة
صالح السليمان

يتفق الرياضيون إلى حد كبير على أن الأمير عبد الله بن مساعد يتمتع بمقومات الرئيس العملي الناجح والذي قدم طرقاً وافكاراً وعملاً جديداً خلال ترؤسه لنادي الهلال.. ولم يختلفوا كثيراً على ان الفريق العامل مع سموه هو من خذله.. ولم يقدم له الاستشارة الكروية الجيدة.. وكان قليل الحيلة وضعيف التجربة في الشؤون الرياضية الكروية البحتة.
الأمير محمد بن فيصل رئيس الهلال الجديد سيكون للفريق الاداري الذي اختاره للعمل في معيته دور هام ومفصلي في تتويج حماسه وطموحه إلى نجاحات مع الفريق الهلالي.. التشكيل الاداري الذي قدمه الرئيس يعطي انطباعاً جيداً من ناحية اولية.. في ان يكون فريقاً أكثر خبرة ودراية في شؤون الكرة ومنافساتها وأسرارها..ولدي خلفية عن ثلاثة فقط من أعضاء الإدارة الجديدة: خالد المعمر نائب الرئيس.. ذو خبرة رياضية وكروية كبيرة بحكم ترؤسه لناد سابق.. والعضوان المهندس طارق التويجري والاستاذ حسن القحطاني.. يمثلان خط الشباب والحيوية والأفكار الجديدة في التشكيل الاداري.. وبقية الأعضاء نتفاءل ان يكون اختيارهم موفقاً.
الادارة الجديدة مطلوب منها الا تكون مجرد (ديكور) واكمال للنصاب القانوني وإضفاء الشرعية على المجلس.. الادارة مطلوب منها الخروج عن العمل التقليدي الرتيب.. على الادارة الأخذ بزمام المبادرة وان تستبق الاحداث والا يكون دورها مجرد ردود افعال والتحرك بعد الحدث.. على الادارة ترتيب أولوياتها وأهدافها.. وان يتم توزيع المهام والصلاحيات بما يتناسب وكفاءة الشخص وقدراته.. ولابد من التفاعل الايجابي بين الاعضاء والرئيس ونائبه.. وان يتم مطارحة الافكار وتفعيل الاقتراحات وتداول الآراء والرؤى ومناقشتها بشفافية وان يتم انتشارها على المستوى الأفقي بعيداً عن الرسميات والحواجز بين الأعضاء والرئيس ونائبه.. ويبقى القرار هو ما يلتزم بالمستوى الرأسي والتسلسل الهرمي الاداري.. فمثلاً هل ترون عيباً ان يستبق عضو الادارة الوقت ويرفع سماعة الهاتف (ليهاتف) الرئيس عن مقترح قبس في ذهنه ورأى فيه فائدة للهلال وأبدى استعداداً طيباً لرعايته والعناية به.. هذا ما عنيت بالانسياب الأفقي للأفكار والاقتراحات والآراء والرؤى..
الحبشي (يشقر) شعره..!!
بعد اعتذار الأستاذ عادل البطي عن الاستمرار في الهلال لاسباب تنظيمية ادارية.. واعتراضه على التداخل والتضارب بين المسؤوليات خصوصاً فيما يتعلق بالفريق الكروي.. يغادر الآن المدرب الوطني الهلالي حسين الحبشي أسوار النادي.. وتسرب الكفاءات الهلالية المبكر خصوصاً الفنية منها.. هي بداية ستضر بصورة الادارة الجديدة.. حيث سبقهم تسرب كفاءات اخرى كعبد العزيز الخالد وعبد اللطيف الحسيني الذي يقال ان الهلاليين حاولوا إعادته مؤخرا!! فالهلال بحاجة لمستشارين فنيين وخبراء كرويين.. ليعملوا بمعية الادارة..
* فلم يكن محموداً هذه المكابرة مع المدرب الحبشي فيمكن بشيء من التفاهم الوصول إلى نقطة اتفاق وحل وسط.. بدلاً من وصفه بالمدرب المبتدىء.. فمن حقه ان يحظى بعائد مادي مناسب خصوصاً وان التدريب مرهق جسدياً ونفسياً وفكرياً ويستهلك ساعات طويلة من وقت المدرب ويصرفه كثيراً عن منزله وأسرته..
* النادي يقدم الملايين للمدربين الاجانب وصفقات اللاعبين الاجانب وحتى المحليين وبعضهم (مقالب).. وإذا طلب الوطني ابن النادي بما يعتبر (فتات) بجانب ما يأخذه المدرب الاجنبي ولا يكاد يتجاوز (5%) مما يدفع عن طيب خاطر لهذا الاجنبي.. يبدأ الامساك وقبض اليد والتقتير والحديث عن التقشف.. هذا فقط لانه هلالي.. وإذا كانت الادارة (أي ادارة) ترى ان المطالبة بحق مادي لا يتفق مع الولاء فلماذا تجدد عقود بعض لاعبي النادي وبمبالغ كبيرة.. يبدو ان الادارات الهلالية المتعاقبة قد تختلف في أشياء كثيرة لكنها تتفق على تهميش المدرب الوطني المنتمي للنادي.. فهذه الصفة تتوارثها الادارات كابر عن كابر.
مضواح وقضية مفتعلة..!
صفقة انتقال اللاعب للهلال هي صفقة ضمن عشرات الصفقات التي عقدتها الاندية بمختلف درجاتها هذا الصيف.. وافتعال خلاف حولها لم تتضح العلة فيه.. فالمحتجون لا يحملون أي صفة رسمية تخولهم حق الاعتراض.. فالرئيس هو من يملك صلاحية عقد صفقة يرى ان للنادي مصلحة بها.. فهو لم يقدم اللاعب هدية للهلال لم يختلس اللاعب.. بل دفع مقابله نصف مليون ريال.. وهو مبلغ يعتبر كبيراً مقابل لاعب مغمور ليس له تاريخ كروي يذكر حتى الآن.. فمبررات المعترضين متضاربة وعاطفية.. فتارة يطالبون بتحرير الاندية الصغيرة من هيمنة الاندية الكبيرة..! وتارة يتحدثون عن المردود المادي القليل للصفقة..! وأسلوب الرئيسين المرشحين لرئاسة أبها ينبىء انهما يستغلان القضية للمزايدة والبحث السريع عن الشهرة والاضواء وتلميع اسماءهم.
رئيس نادي أبها قال ان المعترضين على الصفقة لم يسبق ان دعموا النادي حتى بريال واحد..
واتهم ان ميولهم لاندية أخرى مثل الاتحاد والاهلي هي دافع الاعتراض.. وشخصياً ارجو الا يكون هذا الاعتراض له علاقة بما قيل من ان الاتحاد تدخل لخطف اللاعب كعادته.. والا يكونوا مدفوعين من اشخاص لاثارة هذه الشوشرة والتشويش على الصفقة والمحاولة المتأخرة لإفسادها.
ليس هكذا تحسب..!!
احد النقاد حصر مفهوم الاحتراف الكروي بأنه (البذل بلا توقف).. في تلعيق له على الصفقات الاتحادية.. واعلان مباركته وتأييده لهذه الخطوات والسياسة الاتحادية.. ولم يمنح أي اعتبار.. للريال المدفوع أين يقع وماهو مردوده.. أخونا الناقد بعد ان قدر حجم الانفاق الاتحادي خلال موسمين بـ(100 مليون) ريال.. ووصفه بالمبلغ الخرافي قال انه لا يساوي جزءاً من صفقة تعاقد لاعب شهير مع ناد أوروبي.. وهو هنا جنح كثيراً..
* فإيجاد شيء من التماثل بين الصفقات المحلية والصفقات الأوروبية لا يتسق مع الواقع ومردود الصفقتين وثمرتهما الاخيرة.. فالصفقات الأوروبية الباهظة جداً.. هي في حقيقتها استثمار.. فالاندية الاوروبية الكبيرة اشبه ما تكون بشركات مساهمة تحمل صفة قانونية معينة.. وملاكها مساهمون بالآلاف يبحثون عن الربح وتنمية اموالهم.. ففضلاً عن الهدف الفني لهذه الصفقات والارتقاء بمستوى الفريق والمنافسة وما يكون لها من مردود مادي كبير.. فلهذه الصفقات الباهظة الخيالية اهداف تسويقية ودعائية.. يخطط من خلالها استرداد تكلفة الصفقة ورأس المال ومن ثم الارباح.. فدخل المباريات وبيع التذاكر والدعايات وبيع حقوق الاعلان والتسويق لاسم اللاعب وصوره والنقل التلفزيوني والفضائي الخ.. كفيلة بأن تجعل من اللاعب استثماراً مجزياً ومريحاً!..هذا لديهم.
* لكن في واقعنا المحلي فعقد الصفقات الباهظة لاستقطاب اللاعبين الاجانب هو تهور وتجاوز في الصرف.. فكسب بطولة او بطولتين لا يبرر هذا الانفاق الباذخ.. ولن يتغير الوضع حين تشرع ابواب الخصخصة والترخيص باستثمار مقومات النادي وجماهيريته بدون معوقات او عقبات.. لذا فصفقة (زاراتي) الذي تعاقد معه الاتحاد بسبب (مردودها الصفري) تصنف الصفقة الأغلى بتاريخ الكرة.. فلا اظن في عالم الكرة ان لاعباً قبض (11 الف دولار) لكل دقيقة لعب..
وقفة أخيرة
(9) أيام فقط متبقية على نفاد مهلة العفو التي أقرها خادم الحرمين الشريفين وأعلنها سمو ولي العهد.. اتساقاً مع التوجيه الإلهي (الا من تاب).. اعتقد ان الكثير من هؤلاء المطلوبين ما زال متردداً ويقدم رجلاً ويؤخر أخرى.. ولن يحزم أمره الا قرب نفاد المهلة.. وهذا ما يجعلنا نتفاءل ان تشهد الأيام الاخيرة تدفق أعداد منهم طلباً للعفو وإعلان تخليهم عن هذا الخط التكفيري والمعارضة المسلحة.. هؤلاء نحسب ان بعضهم نيته صادقة.. ولكن ما كل مجتهد مصيب والنوايا الطيبة لا تكفي.. فالهدف ولو كان صحيحاً فلا يبرر الوسيلة الخاطئة.. فهذه بحد ذاتها ميكافيلية مرفوضة.. فكيف اذا كانت نتائجها وخيمة ولم تحقق أي هدف إيجابي.. وأضرت ولم تصلح.. لا أعلم بلاداً ومجتمعاً اقرب إلى الاسلام وتعاليمه من هذه البلاد وهذا المجتمع.. أما الأخطاء والقصور الذي يظهر فهذا لا ينكر ولكن ليس هكذا يعالج.. فالمؤمن الكيس يحاول ملء الجزء الفارغ من الكأس.. وليس إراقة ما في الكأس.. لأن هذا ضرب من الحماقة.
* وهؤلاء المطلوبون وهم ممن نشفق عليهم ونأسف لحالهم.. عليهم استغلال الفرصة وهذا العفو الأبوي وان يرفعوا ايديهم عن هذه الفتنة ويتبرأوا منها.. ولا يحملوا انفسهم ما لا طاقة لهم به.. فلا يتوهموا انهم هم من سيحمل الاسلام والأمة على ظهره.. فرحم الله امرءاً عرف قدر نفسه.. فليعودوا ويتوبوا ويكونوا أعضاء صالحين نافعين لأمتهم وبلادهم.. ولتكن عودة وعهداً جديداً في التلاحم بين الشعب والعلماء وولاة الأمر فيما يصلح شأن الأمة دنياً وآخرة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved