حسام حسن يختتم مشواره مع كرة القدم بعيداً عن الأهلي والزمالك

اختار حسام حسن عميد لاعبي العالم لكرة القدم سابقاً بشكل رسمي أن ينهي مشواره في ملاعب الكرة بعيداً عن ناديي الأهلي والزمالك أشهر وأكبر الأندية المصرية بعد أن وقَّع عقداً مساء الاثنين هو وتوأمه إبراهيم حسن انضما بموجبه إلى النادي المصري البورسعيدي. والمصري أحد أندية الوسط في الدوري الممتاز المصري لكرة القدم ويحتل هذا الموسم المركز الثامن بين 14 فريقاً. وقال حسن لرويترز (كنت أتمنى أن اختتم مشواري الكروي بين جماهير نادي الزمالك التي ساندتني طوال المواسم الثلاثة الماضية وعبَّرت عن حبها الشديد لي ولشقيقي إبراهيم لكن سياسات مجلس الإدارة وعدم وضوح الرؤية جعلني أوافق على الانضمام للمصري). وأضاف (لم يكن هدفنا المال.. ولم نفاوض الزمالك من أجله، بل كنا نسعى إلى الحصول على ضمانات تكفل لنا قيادة الفريق في المباريات وألا نكون ورقة انتخابية في أيدي مجلس الإدارة.
(حتى اللحظة الأخيرة كنت على استعداد للبقاء في الزمالك لكن المسؤولين في النادي لم تكن لديهم النيَّة في الإبقاء علينا ولذلك تعاقدنا مع المصري وهو ناد عريق له محبوه الذين استقبلونا استقبالاً رائعاً ونسعى لأن نرد لهم هذا الاستقبال من خلال العطاء في الملعب).
وانتقل التوأمان حسام وإبراهيم حسن إلى المصري مقابل 800 ألف جنيه مصري (نحو 129 ألف دولار) بعد مشوار كروي رائع حققا خلاله إنجازات ممتازة سواء مع الأهلي أو الزمالك وأيضاً على المستوى الدولي وبصفة خاصة حسام حسن الذي حمل شارة عميد لاعبي العالم في مايو - أيار عام 2001 عندما أهداها له سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بعد خوضه 159 مباراة دولية.
وتميَّز التوأمان حسن خلال مشوارهما في الملاعب بالروح القتالية العالية والحماس المنقطع النظير إلى جانب كفاءتهما الفنية والمهارية وقدرة حسام على اقتناص الأهداف حتى إن رصيده في الدوري المصري بلغ 126 هدفاً ليحتل المرتبة الثانية في قائمة هدافي الدوري منذ انطلاق المسابقة عام 1948 بعد حسن الشاذلي لاعب الترسانة في الستينات.
وولد التوأمان حسن في العاشر من أغسطس - آب عام 1966 بضاحية حلوان وانضما لناشئي الأهلي عام 1979 وصعدا معاً إلى صفوف الفريق الأول في موسم 1984-1985 لكن حسام الذي لعب في مركز رأس الحربة تميَّز عن الظهير إبراهيم في كثير من المراحل على رأسها اللعب مبكراً ضمن صفوف منتخب مصر القومي وإحراز 68 هدفاً دولياً واأداء عدد أكبر من المباريات الدولية.
حقق التوأم حسن مع الأهلي إنجازات كثيرة فقد ساعدا الأهلي على الفوز ببطولة الدوري 11 مرة منها سبع مرات متتالية في نهاية التسعينات وخمس بطولات لمسابقة كأس مصر وخمس بطولات أفريقية ما بين أبطال الدوري وأبطال كأس الكؤوس الأفريقية. وفي تلك الفترة كان حسام هو نجم النجوم بين صفوف المنتخب القومي خاصة بعد أن كان هدفه في مرمى المنتخب الجزائري باستاد القاهرة في نوفمبر 1989 سبباً مباشراً في بلوغ المنتخب المصري لنهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا بعد غياب 56 عاماً عن المشاركات.
ثم توج حسام مجهوده الدولي بمساعدة منتخب مصر على الفوز بكأس الأمم الأفريقية في بوركينا فاسو 1998 للمرة الرابعة في تاريخ الفراعنة وفاز بلقب هداف الدورة. ومع بداية موسم 2000-2001 فجر التوأم مفاجأة كبرى عندما قررا التخلي عن الفانلة الحمراء التي ارتبطا بها قرابة 15 عاماً وارتداء الفانلة البيضاء للمنافس التقليدي الزمالك. وجاء انتقال التوأمين إلى الزمالك مثيراً للجدل خاصة بين جماهير الأهلي التي ألقت باللائمة على مجلس إدارة النادي واتهمته بالتفريط في أفضل نجمين شهدهما ربع القرن الأخير إلى جانب ترديد ما أعلنه التوأم من أن إدارة الأهلي كانت تسعى إلى إجبارهما على الاعتزال بحجة بلوغهما 35 عاماً رغم قدرتهما على العطاء.
نجح التوأمان حسن في إثبات ذاتهما مع الزمالك وساعداه على الفوز ببطولة الدوري ثلاث مواسم إلى جانب فوزه ببطولة رابطة دوري الأبطال الأفريقية وكأس السوبر الأفريقية والمحلية. ورغم إنجازاتهما مع الزمالك إلا أن مشاكل متعددة وقعت بين حسام والمدير الفني البرازيلي السابق للزمالك كابرال ومن بعده المدير الفني الحالي للفريق البرتغالي فينجادا. وفي كل أزمة كانت المساندة الجماهيرية غير محدودة للتوأمين لكن تلك الجماهير لم تكن صاحبة الكلمة الأخيرة في استمرارهما مع الزمالك وسارع اللاعبان إلى بورسعيد ليوقِّعا عقداً لمدة عام واحد ربما يكون هو الأخير في مشوارهما الكروي بعد أن شارفا على الأربعين من العمر واستمرا في الملاعب حتى سن 39 عاماً وهو رقم قياسي لم يسبق لأي لاعب مصري أن حقققه على المستطيل الأخضر بنفس كفاءة التوأمين.