عند اطلاعي على طرح الأستاذ محمد أبو حمرا في التاسع من يوليو في صفحة مقالات أحسست بشعور مفرح رغم أن ما ورد في المقال كلها أشياء تسبب الهم والغم وتصيب بالحسرة لأنها تذكرك بمعاناة شريحة كبيرة من المواطنين مع تكاليف مرعبة للخدمات الضرورية ناهيك عن الكماليات!
وسبب فرحي هو أن بعض الطروحات تحس وأنت تقرأها أنها مفعمة بالوطنية وتوحي لك أن كاتبها يعايش واقع مجتمعه ويحس بآلامه بعيداً عن أفلاطون ومدنه الخيالية، فقد تطرق أخونا محمد لأربع سواطير مشرعة على هامة - الرويتب الغلبان - ولا سبيل لتجنبها حيث إنها من أهم متطلبات المعيشة للإنسان والتي لا غنى عنها - كالماء والكهرباء والهاتف والبنزين - فهذه الأربع القواصم كما استعرضها المقال لا قبل للدخل المحدود بها، فهي كل عام تستسعر أكثر وتلتهم أكثر وتردد هل من مزيد!!
فلو فرضنا أن المرء المكافح يبدأ براتب 3000 ريال هذا إن كان محظوظاً وفرَّ من قافلة البطالة فسنجد أن تلك الأربع المهلكات سيستولين على هذا الراتب حتى قبل نزوله!! فماذا عن تكاليف السكن والأكل واللباس وأقساط البنوك المرعبة والعلاج في حال المرض لا قدر الله مع ملاحظة استبعاد أي ذكر للترفيه، فالمسألة أصبحت صراعاً من أجل البقاء!!
أما ما ورد عن العدادات المخرفة للمياه فأخوها الكهربائي أيضاً لا يخلو من تحفظات على سعره وعلى خدمته وطيب الذكر الهاتف صاحب المفاجآت الذي يستغل فرحتنا عند كل مبتكر جديد من البيجر مروراً بتأسيس الجوال ثم سعر المكالمة عبره والتي حسبت محلياً وكأنها دولية ثم أسعار أي خدمة للثابت أو المتحرك كإظهار الرقم وغيره، وأخيراً إضافة الصفر المحترم أو الخمسة المبجلة!!
أما البنزين فحدث ولا حرج فيكفي أننا صرنا نحنُّ للبعير أو حتى البغل!
لذا فإن واقعنا يقول إن إعادة النظر في تلك الأمور يجب أن يكون هو أول خطوات الإصلاح الذي جعلناه هدفاً وطنياً لنا.
صالح عبد الله العريني/ البدائع
|