Wednesday 14th July,200411612العددالاربعاء 26 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

شتان بين جار الماضي والحاضر شتان بين جار الماضي والحاضر

أعادنا الأديب الفاضل حمد القاضي عبر (جداول) إلى زمن أدبيات الجوار التي تسمى جيرة بحق، عملاً بتوصية رسولنا - عليه أفضل الصلاة والسلام - لسابع جار, ولكن في زمننا هذا اصبح الجيران اغرابا، ومن يعرف الأسماء كاملة دون مبالغة يعتبر ذا ثقافة جوارية، حتى وإن دار خلاف حاد على موقف السيارة أو إزعاج المراهقين بلعب الكرة أو المعاكسة البدعة الجديدة التي يحملها بعض من تلك الاجيال المستهترة التي لا تستحيي؛ لذا فهي تصنع ما تريد بل ان بعضهم غارق إلى اخمص قدميه فيما الله به عليم، ويستر البعض عليه من باب من ستر مؤمناً، ولكن هذا يعطي بعض ضعاف النفوس من الجيران حافزاً للتمادي وبخاصة على النساء، وذلك بالتلصص والنظرات الخارقة على الذوق العام، فما بالكم بالمبادئ الإسلامية التي لا تقبل سلوكيات الجلوس في شبابيك الادوار العلوية لكشف بيوت الجيران وخاصة عندما تكون الأنثى التي بالمنزل في مقدمة المنزل لأي سبب من الأسباب، وهي لا تعلم ان هنالك إنساناً لا يحمل أي قيم أو احترام للجار، ومع هذا يكون هو أحياناً المبادر ويسارع بالتهجم على بعضهن ومن خلف ظهورهن، وبالحديث عن أمور لا يقرها الشرع، ولكنه جار ولقد سمع وشاهد؛ لذا فهو يتحدث ويقول كما يشاء عندما يكتشف أن تلك المحاولات الخبيثة لا يوجد لها طريق، لذا فمن باب (ضربني وبكى وسبقني واشتكى) التي تجد صدى كبيراً في مجتمعنا وللأسف الشديد حيث ان كل ما يمكن ان يقال عن المرأة يصدق حتى وإن كانت ذات خلق ودين ولكن المفتري رجل وهذه (حرمة.. ما عندها أحد ينتبه لها) عبارة يطلقها أشباح بعض الجوار المرفوض الذي يمتهن كرامة البشر ويجعل من حياتهم مجالاً خصباً لبث سمومه، ورداءة خلقه، ومن يملك إن يحاسبه سوى رب العباد، المطلع على كل شيء وفاتح بابه لدعوة المظلوم، فالمرأة لدينا قد تتعرض إلى المعاكسة بشكل أو بآخر ممن هم قريبون من بيتها، ويكون بعيدا كل البعد عن الخوف من الشبه، ويفعلون ما تسول لهم أنفسهم وتتقاذفه الألسنة ظلماً؛ فيكون السكوت على كل مشكلة تتعلق بالمرأة هو السبيل المتبع، خوفاً من انتشار الأمر بين الناس، مع ان امثال تلك القضايا التي تشمل القذف بأي اتهام والتي لا تقوم على التثبت وإحضار شهود تستحق إقامة الحد وعدم قبول شهادته، إلا ان ذلك اصبح عسيراً جداً، فقد كان الجار، ملاذ أمان وواحة سلام فتحول إلى النقيض تماماً، إلا من رحمه الله، لذا فضل الغالبية إغلاق أبوابهم وقلوبهم بعداً عن المشاكل و(وكالة يقولون) التي لا يوجد مصدر حقيقي وموثق لمعلوماتهم التي تمس الأسر وتطعن في شرف الحرائر.
وما أسعدنا بقراءة مقالة الأستاذ حمد هو رحلة القراءة والاستعادة لبعض الذكريات الجميلة لجيران خالدين في ذاكرتنا ندعو لهم بمنتهى الصدق والعمق كلما مرت سيرتهم العبقة ومعشرهم الطيب ونسأل الله لهم الجنة, ونتحسب على كل جار وظف لسانه لجلد جيرانه، لأنه فارغ من الداخل متشبع بالظنون والنوايا السيئة ومتبع جيد للشيطان؛ فما اجدرنا بالاقتداء بإرثنا الديني والاجتماعي للتعامل الراقي مع الجيران؛ حتى تظل الذكريات الطيبة للجيرة سيرة عطرة لجيران زمان.

فاطمة سعد الجوفان


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved