Wednesday 14th July,200411612العددالاربعاء 26 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

شجرة أينعت ثمارها وآتت أكلها شجرة أينعت ثمارها وآتت أكلها
صالح العبد الرحمن التويجري

ما إن قال الملك فهد خادم الحرمين الشريفين كلمته الأبوية كلمة الوعد والعهد كلمة المواطن والشعب بفتح ذراعيه لاستقبال كل من تاب وأناب وفضل الرجوع إلى الحق وإيقاف التمادي في الباطل، إلا وقد بدأ المطلوبون في التفكير بكل جد لانتهاز تلك الفرصة التي قد لا تعوض وقد لا تتكرر، وتلك فرصة ذهبية لا يضيعها إلا سخيف العقل منحط التفكير قصير الرؤية قليل الحيلة؛ فبالأمس استجاب لذلك النداء بعض المطلوبين وغداً سيستجيب الباقون واحداً تلو الآخر، إن لم يأتوا مجموعات طمعا في العفو والمغفرة والرضوان - بإذن الله - بعد التوبة النصوح، ومن لم يستجب فلا شك أنه أخطأ في حق نفسه وظلمها، وأخطأ في حق أهله وذويه فحرمهم من رؤيته والجلوس معهم.
وكما قال سمو سيدي ولي العهد في خطاب خادم الحرمين: من سلم نفسه فقد ينجو وستتم محاكمته بموجب الشرع الذي هو الدستور، وما للحكومة فقد تتغاضى عنه أو جزء منه، وما هو حق للآخرين فإن لم يعف فالقصاص سيكون وفقا لكتاب الله وسنة رسوله؛ فنعم المنادي ونعم المبلغ وأنعم بالنداء المنجي.
من هنا أهيب بالإرهابيين الذين هم على قيد الحياة ومطلقو السراح ويقبعون في أخبيتهم أن ينتهزوا تلك المنحة تلك الفرصة تلك الهبة التي وهبها الله لهم، أما من أخذته العزة بالإثم فسيعض أصابع الندم مراراً وتكراراً؛ لأن مآله سيكون المطاردة والملاحقة، وستلاحقه أيضا دعوات المسلمين في أول الليل وفي آخره ومن خلفه ومن أمامه وعن يمينه وعن شماله؛ فلا مفر الا الرجوع الى الحق أو الموت على أية حال يكون، ولكن ليعلم أن هناك حسابا عسيرا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وابن لادن وأصحاب الفتاوى المضللة لن يحملوا عن الآخرين سيئة واحدة، بل كل سينوء بحمله من الأوزار والآثام.
ومن هذا المقام أوجه النداء لمدعيي الإصلاح الفقيه والمسعري بانتهاز تلك الفرصة فأحضان أولياء الأمر ستسعهما مع الآخرين فلا تضيعا فرصة أتت إليكما دون حسبان فاغتنماها. وقد سبق أن قلت لكما في نداء سابق: أعلنا التوبة وعودا إلى بلدكما وستجدان قلوب أولياء الأمور مفتوحة، وقد لا يوجه إليكما سؤال واحد، ولذا أعيد وأكرر: انتهزا هذا النداء ولا تفوتا المهلة فهي سريعة النهاية وعجلة المسير تدور فاسبقاها ولا تجعلاها تسبقكما، وأدركا الفلاح والفوز بالتوبة النصوح واستيقظا واصحوا وإياكما أن تأخذكما العزة بالإثم؛ فليس والله للفلاح والنجاة مثيل، ومن أنذر فقد أعذر، والعاقل خصيم نفسه، والله الهادي إلى سواء السبيل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved