Wednesday 14th July,200411612العددالاربعاء 26 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

رجل الأمن ورسالته السامية رجل الأمن ورسالته السامية
عبد الرحمن بن صالح المشيقح - بريدة

كثيراً ما يصف بعضهم رجل الأمن وهو يؤدي رسالته بالرجل المتسلِّط الذي يعمل على مراقبة وتنفيذ النظام من خلال العنف والشدة وعدم التسامح، وتلك نظرة ساذجة لا تجسِّم كامل الحقيقة التي تنبثق من الأهداف المرسومة لرسالته، فهل نعي تلك الرسالة السامية التي يعمل رجل الأمن على تحقيقها ويتحمل المتاعب والمشاق ويبذل الجهد من أجل ذلك؟
هل وصلنا إلى تفسير واعٍ لتلك العبارة التي ترددها الألسن مع كل مناسبة (أن رجل الأمن هو العين الساهرة على راحة المواطن).
وهل ندرك معنى ومشقة أن يبقى رجل الأمن ساهراً جلَّ الليل من أجل الحفاظ على المرافق والمصالح العامة، وهل نعي مفهوم المرابطة على مداخل البلاد ومتابعة المنافذ من أجل حماية بلادنا من كل مصدر للخلل ومن الأخطار التي تدفع بها تجاه هذه الأرض المباركة من بعض ضعاف النفوس، وهل نقدِّر جهد رجال الدفاع المدني وهم يقذفون بأرواحهم من أجل إنقاذ المصابين الذين قد تحاصرهم الأخطار المتعددة؟
والصورة الشاملة لفضل وجهد رجال الأمن أكبر من أن تُحصى وتُعد، فهم الصورة الأولى في قاموس نبل الخلق والتضحية وتحقيق مبدأ المواطنة، يرابطون بشجاعة صاغتها معانٍ سامية تتمثَّل في الرغبة في حب العطاء والبعد عن الذاتية المفرطة، والشعور بالمسؤولية.
إن المناسبات المتعددة التي تنفذها الجهات الأمنية والتي تعرض من خلالها بعض الصور عن دور ومهام رجل الأمن في المجتمع ومدى الحاجة إليه تمثِّل لوحة عرض مصغرة، يجب نقلها لكل منزل ومدرسة ويجب تعليقها في كل موقع ومرفق، لتساهم في التعريف بصورة أشمل في فضله وجهده، وإن ميزة هذا المرفق أن كل منسوب في قطاع الأمن صغيراً كان أم كبيراً، بدءاً من الهرم القيادي والتنفيذي وحتى أصغر موظف يتحمل الأعباء والمسؤولية والتفاني من أجل تلاحم الجهد ونجاح المهام. وإن الوقوف على بعض الصور السلبية من ممارسات فردية شاذة إن وجدت وعدم تجاوزها، ومحاولة تعميمها على منسوبي قطاع الأمن هي ظلم فادح في حق فئة تعمل على خدمة المجتمع فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
كم مرة يتعرض فيها رجل الأمن للمخاطر والموت أحياناً من أجل إنقاذ حياة فرد أو جماعة حاصرهم الخطر، أو يتعقَّب ثلة من الخارجين عن المسار ويحاول وقف تجاوزاتهم وحصر تهديداتهم للوطن والمواطن مع إدراكه أنهم يحتمون بأدوات القتل والتفجير.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله).
حمى الله بلادنا من كل مكروه، وكفاها شرَّ أعين الحقد والحسد، ووفَّق الله كل من يحرس شبراً أو يذود عن عرض أو يسهر لحراسة مرفق.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved