Wednesday 14th July,200411612العددالاربعاء 26 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

لغة الضاد.. ميزات وتحديات لغة الضاد.. ميزات وتحديات
متعب بن بدر الحبردي/كلية العلوم العربية والاجتماعية - جامعة القصيم

للغة العربية ميزات كثيرة أقف مع بعضها وبعض التحديات التي تواجهها في العصر الحاضر وأبدأ أولا بأهم ميزاتها ثم أنتقل للحديث عن أهم أبرز التحديات التي تواجه لغتنا في هذا العصر.
لاشك في أن اللغة العربية هي اللغة الخالدة بإذن الله وذلك لسبب بسيط وهو أنها لغة القرآن الكريم كما قال الله عز وجل: {وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ} (103) سورة النحل. أي أن إنزال الله جل وعلى القرآن الكريم باللغة العربية هو سبب في خلودها إلى قيام الساعة بإذن الله لأنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بكتاب محفوظ وباق بقاء الكون بإذن الله. ويُعد نزول القرآن الكريم باللغة العربية هو أهم ميزاتها وهو الذي يميزها عن اللغات البشرية الأخرى.
وهناك ميزة أخرى مهمة أيضاً وهي أن اللغة العربية هي لغة الحضارة في الأصل لأن العرب كما هو معروف هم أصل الحضارة وهم السابقون في شتى العلوم فكان الذين يريدون العلم والمعرفة من غير العرب يقومون بتعلم اللغة العربية لكي يتمكنوا من الدراسة والتعلم لدى علماء العرب وينهلوا من العلم الذي وصل إليه العرب فكان ذلك سبباً في انتشار اللغة العربية وأصبحت لغة العلم في ذلك العصر.
وهناك ميزات أخرى لا يتسع المقام لذكرها والإسهاب فيها. ولكن أريد أن أنتقل للحديث عن أهم التحديات التي تواجه اللغة العربية في عصرنا الحاضر منها أن اللهجة العامية طغت على اللغة العربية الفصحى في كافة أمور الحياة فإنك لا تجد من يتكلم بالفصحى أو يحاول التكلم بها في أمور حياته بل إن البعض يخجل أن يتحدث بالفصحى وهذه مشكلة كبيرة.
ومن المدهش أن اللهجة العامية وصلت إلى داخل أماكن تعليم اللغة العربية في التعليم العام بل وصلت إلى أماكن تعليم المتخصصين في اللغة العربية أي أن الطلاب الذين يتعلمون اللغة العربية يتم تعليمهم بالعامية فكيف يتعلمونها ولعل هذا هو أحد أهم أسباب ضعف مستوى بعض الطلاب المتخرجين من أقسام اللغة العربية وعدم تمكنهم التام من اللغة العربية.
إن دخول اللهجة العامية في كافة مناحي الحياة أمر محزن فإنك ترى التعامل باللهجة العامية في كل مكان ولم يبق للفصحى مكان حتى في داخل المؤسسات والدوائر الحكومية المسؤولة عن العلم والثقافة فأرجو من المسؤولين النظر في هذه المشكلة وإعطاءها حقها من الاهتمام فكما أن التدخين في الدوائر الحكومية ممنوع أرجو أن يأتي اليوم الذي يكون فيه التعامل بالفصحى في الدوائر الحكومية إلزامياً.
لأنه في اعتقادي أن هذه المشكلة لا تقل أهمية عن التدخين وأضراره وأنها مشكلة عامة تمس كل مواطن على ثرى هذا الوطن الغالي.
وأعتقد أن حل هذه المشكلة يبدأ من المدرسة أي أن يقوم المعلم بغرس حب اللغة العربية في قلوب طلابه ويجعلهم يعتادون التحدث بها وذلك بأن يقوم بتخصيص جزء من الدرس ليكون مخصصاً للمحادثة باللغة العربية الفصحى وأن لا يقتصر الدرس على حفظ قواعدها فقط لأن المحادثة لها دور كبير في تعلم اللغة العربية وغيرها من اللغات البشرية الأخرى كاللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات فإنك تجد أن المحادثة تلعب دوراً مهماً في سرعة تعلم تلك اللغات والتدرب على التحدث بها وإجادتها.
أرجو أن أكون في هذا المقال قد ذكّرت ببعض ما تتمتع به لغتنا من ميزات لتكون مصدر فخر وعزة لنا وما تواجهه من تحديات لنتكاتف جيمعاً على تذليلها عملاً بقول الله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (55) سورة الذاريات.
يقول شوقي مفتخراً باللغة العربية:


إن الذي ملأ اللغات محاسناً
جعل الجمال وسره في الضاد


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved