عمت النهضة الحضارية في بلادنا شتى المجالات ولم تقتصر على جانب دون جانب ففي مجال الزراعة أصبحت هذه الأرض الصحراوية خضراء بقدرة الله سبحانه وتعالى ثم بعزم وهمة الرجال المخلصين، ولقد بذلت جهود واضحة لا يستهان بها في إنشاء الحدائق وجرى تشجير الكثير من الشوارع ولمس الجميع فائدة ذلك في فصل الصيف، مما يدل على أهمية إيجاد المزيد من المساحات الخضراء وإلى تشجير كافة الشوارع وإقامة المنتزهات الترفيهية في جوانب المدينة وأطرافها.
إن درجة الحرارة العالية في بلادنا في موسم الصيف تتطلب الاهتمام بالشجرة والحرص على غرسها لما لذلك من أثر كبير، فالاهتمام بغرس الأشجار سيكون له أثره وفائدته في تجميل مدننا وشوارعنا وبيوتنا.
إن الشجرة آية من آيات الله تبعث على البهجة وتوحي بالاطمئنان وتبهج النفس بلونها وشكلها الأخضر إلى جانب فوائدها المتعددة في تلطيف الجو وخاصة في وهج الحر وشدة الصيف فهي تنشر الظل الوارف وتقي من حرارة الشمس وتصد الرياح وما أعظم أن نتدبر قول الله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ}. إن الشجرة من أبرز مظاهر الحسن وألوان الجمال لأي مدينة ومكان، ولها فوائد شتى حيث تكسر الجفاف وتجلب الطراوة وتشيع البهجة للنفس والعين والوجدان.
إن التوسع في إقامة المنتزهات والحدائق والتشجير سيزيد المساحات الخضراء وترتدي مدننا لباس الخضرة والجمال ويتمتع المشاهد بمنظرها الزاهي البديع ولكم أوحت المناظر الخضراء للشعراء بالقول الجميل والوصف الرائع البديع حيث قيل:
وقانا لفحة الرمضاء واد
سقاه مضاعف الغيث العميم
دخلنا دوحة فحنا علينا
حنو المرضعات على الفطيم
تصد الشمس أنى واجهتنا
براعمه وتأذن للنسيم
يروع حصاه حالية الغداري
فتلمس جانب العقد النظيم |
فمزيد من التشجير وغرس الأشجار ورعايتها والحفاظ عليها لنتفيأ ظلالها وننتفع بها ولتظل مدننا خضراء.
|