Wednesday 14th July,200411612العددالاربعاء 26 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

نهارات أخرى نهارات أخرى
من أجل أحياء آمنة!
فاطمة العتيبي

وجود بيوت مغلقة على أسلحة وقنابل ومنشورات تدعو إلى القتل في وسط الأحياء الآمنة والمكتظة بالسكان.. كيف نشأ.. وكيف تشكَّل..
في مدينة مثل الرياض أو جدة أو مكة.. تبدو العلاقات في الأحياء السكانية شبه مقطوعة والعزلة هي الخيار لكثيرين مشغولين ومنهمكين في أعمالهم في مدن ضاجة بشكل دائم.. وفي مدن جاذبة تستقطب بشكل مستمر الوافدين الجدد من الخارج والداخل..
ويبقى سؤال أجده حاداً جداً يلح علينا بطرحه والتعامل معه بكل شفافية وجدية..
أين مراكز الشرطة ومراكز الهيئة وأين أئمة المساجد القريبة من هذه المنازل.. كيف تتكون كل هذه الكميات المذهلة من الأسلحة والقنابل وتجتمع في منزل دون أن تترك ريبة أو تقود إلى ملامح شك وأسئلة تؤدي إلى الاكتشاف المبكر.
قبل سنوات تمنيت وحلمت مثل كتَّاب كثيرين بإقامة مراكز في الأحياء السكانية يكون دورها تنشيطياً وتثقيفياً وعامل التقاء اجتماعي يهيئ السبل لأبناء الحي الواحد بنسائه ورجاله للارتقاء ثقافياً واجتماعياً ووجود متنفسات رياضية وترويحية.. وفي ذات الوقت يكفل التعارف ومعرفة سكان الحي بعضهم لبعض ووضع من يرفض الاندغام والاندماج مع سكان حيِّه تحت دائرة الضوء بحيث تبدو أسباب عزلته واضحة وجليَّة.. يكتشف معها خبايا البيوت المغلقة التي استحالت إلى عبوة ناسفة قابلة للانفجار في أي لحظة.
*** وأذكر أن الإذاعة استضافتني للحديث بالتفصيل عن الفكرة وفائدتها على المستوى الاجتماعي وبالذات على المرأة التي تفتقد المتنفسات الترويحية والتثقيفية.. وقد اعتبرتها وسيلة لحل مشكلة العنوسة، حيث إن فتيات كثيرات يفتقدن فرصة الزواج لأنهن معزولات عن المجتمع واجتماعهن محدود بأسرهن بينما لو كان هناك مركز اجتماعي تنشيطي في كل حي لأدى ذلك إلى تعارف الأسر واندغام الرؤى المختلفة وتفاعلها فكرياً واجتماعياً مما يؤدي إلى توسيع فرص زواج الفتيات..
*** الفكرة تفرض نفسها الآن بقوة.. وضرورة وجود مركز ترويحي اجتماعي في كل حي أمر ملح جداً.. حمايةً لنا من هذا الصمت الذي يستحيل فجأة إلى عبوات ناسفة وقنابل آر.بي.جي تنزرع وسط بيوتنا!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved