* المدينة المنورة - مروان عمر قصاص:
أكد معالي المهندس عبد العزيز ابن عبد الرحمن الحصين أمين المدينة المنورة أن المخطط الإقليمي للمدينة المنورة يوفر خدمات جليلة وطويلة الأجل للمنطقة لشموليته كل قرى المنطقة التي تتجاوز الألف قرية، مشيراً إلى أن المخطط يتابع حركة التطوير المستقبلية خلال خمسة وعشرين عاما قادمة، وهو الأول في المملكة الذي يغطي هذه المساحة من الزمن؛ حيث اشتمل المخطط على أكثر من 2244 توصية منها 82 توصية عمومية للتنمية و29 توصية للاستثمار الخاص و34 توصية في تنمية الموارد البشرية و19 توصية لحماية البيئة و140 توصية في الهيكل الاقتصادي و118 توصية في مجال البنية الأساسية. وكانت أكثر التوصيات في مجال الخدمات العامة؛ حيث بلغت أكثر من 1322 توصية وقد شكلت نسبة التوصيات في مجالي البنية الأساسية والخدمات نحو 86 %.
وبين الحصين أن المخطط يحمل رؤى عديدة تحمل أبعاداً مهمة وضرورية في التخطيط المستقبلي للمنطقة؛ حيث إن المخطط تجاوز العناية بالبنية التحتية إلى الاهتمام بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية بشكل كبير. ومن أبرز الرؤى التي أكد عليها المخطط أن المدينة المنورة مركز سياحي مهم للعالم الإسلامي أجمع؛ ولذا فإنه إذا لم يتوافر فيها مطار دولي على مستوى عال وقادر على استيعاب الأعداد الكبيرة من المسافرين والزوار فإن نمو السياحة سيكون ضعيفا. وقد أوصى المخطط بذلك وصدر توجيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في موسم حج العام الماضي بفتح مطار المدينة المنورة الحالي للطيران الدولي؛ وهو ما اعتبر تفعيلا مهما للمطار، كما اشتمل المخطط على توصية بإنشاء مطار في محافظة العلا وتوسعة مطار ينبع، وكذا إيجاد مهابط للطائرات في المحافظات التابعة للمنطقة؛ وهو ما يسهم في تيسير عمل الطيران الخاص ودعم السياحة والاستثمار. كما أن المخطط أوصى بضرورة تفعيل خطة تأسيس مشروع السكة الحديد لربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة وينبع، وهو المشروع الذي يوليه صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة اهتماما كبيرا. وأكد الحصين أنه تم تنفيذ العديد من التوصيات مشيرا إلى أنه في ظل دعم وزارة المالية للمخطط سيتم تنفيذ كل التوصيات قبل الموعد المحدد لها، (وهو ما نسعى إليه - بإذن الله).
وأوضح الحصين أن من الرؤى الإيجابية التي تضمنها المخطط إيجاد الحلول والبدائل المناسبة للحد من الهجرة إلى المدينة المنورة؛ على اعتبار أن الهجرة من أحد المعوقات التي تعاني منها الخطط التنموية ليس في المدينة وإنما في كل المناطق، مشيرا إلى أن المخطط وضع حلولاً مناسبة للهجرة تعتمد على أمرين: الأول توفير الخدمات في القرى حتى لا يهجرها أهلها، بل تعمل من أجل هجرة عكسية للقرى، وقد تحقق ذلك حيث عاد بعض سكان المدينة المنورة إلى قراهم بالرغم من عملهم في المدينة؛ لأن تكلفة المعيشة في القرية أقل بكثير منها في المدينة، وكذا العمل على إنشاء ضواحٍ حضرية حول المدينة المنورة وثلاث مدن تابعة وربطها بالمدينة بطرق سريعة، وقد تم إيقاف المنح داخل النطاق العمراني في المدينة المنورة، وتحويل جميع المنح إلى الضواحي التابعة.
|