Wednesday 14th July,200411612العددالاربعاء 26 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

أنت أنت
عبدالله بن بخيت.. كاتباً
م. عبدالمحسن بن عبدالله الماضي

في كل زمان ومكان.. كان هناك دائماً خارجون عن الصف يسميهم مخالفوهم بالمرجفين.. هؤلاء المرجفون مزعجون لكنهم في حالات مفيدون.. فهم كالموج في بحر المجتمع.. إن كان كبيراً فيخشى منه أن يقلب قارب التنمية ويحطم الأشياء.. وإن كان الموج معدوماً.. لم يساعد ذلك على تحرك قوارب التنمية.
هناك من يرى أن الخارجين عن الصف مفسدون.. وهناك من يرى أنهم عامل محفز ومحرك للمجتمع الساكن الذي هو كالماء إن لم يتحرك يأسن.
وهناك من يرى أنهم يثيرون الاضطراب في المكان الهادئ.. وينشرون الفوضى.. ويبعثرون الذهن.. ويرجّون النفس.. ويشتتون الجهد.. ويزيدون الهم.. ويراكمون الإحباط.. ويضعفون الوحدة الوطنية.. وبذلك هم مخربون مفسدون يجب صدهم.. إن لم يكن استئصالهم!.
عبدالله بن بخيت واحد من هؤلاء المرجفين الخارجين عن الصف.. حسب ما فهمته من المواقع الإلكترونية وصفحة الردود بجريدة الجزيرة.. حتى إن أحدهم ساوى بين ما يكتب عبدالله، وبين من يعلن تعاطفه ودعمه للإرهاب.. وأنه يجب إسكات عبدالله تماماً مثلما يجب إسكات من يعلن عن تعاطفه مع الإرهاب ويحرض عليه.
أنا واحد ممن يحرص على قراءة كتابات عبدالله.. وأستمتع بها.. ولم يخطر ببالي أن عبدالله من هؤلاء المرجفين.. هل كنت نائماً فلم يخطر ببالي ذلك.. أما الإخوان في الساحات يحلمون.
لا تصدوا عبدالله عن الكتابة التلقائية.. فكثرة الدق تفك اللحام.. كما يقولون.. فعبدالله من هؤلاء الذين يرسمون بالكلمات.. وهم قلة.. نعم إنه يتجاوز أحياناً.. ويهبط أحياناً، لكنه يرتفع ويتجلى أحياناً كثيرة.. لذلك أرجوكم لاتقمعوه.. دعوه يحلق.. ودعوا لأنفسكم حق النظر والاطلاع، وربما الاستمتاع بتحليقه.. فهو سوف يصادف هبوطاً كما سوف يصادف ارتفاعاً.
الجريدة يقرأها في المتوسط عشرات الآلاف.. ويقرأ لكاتب مقروء جداً مثل عبدالله (5000) شخص.. بمعنى أن عبدالله يكتب لتلك الشريحة من القراء فقط.. لك أن تكون من هؤلاء الخمسة آلاف.. ولك ألا تكون.. القضية هي أن صفحات الجريدة وكتابها.. هم معرض أو كاتلوج للقارئ الحق في انتقاء مايريد.. وترك مالا يريد.
لو نظرنا إلى عبدالله مهنيا... وذلك بوصف إنتاجه من نواحي اللغة والأسلوب.. وتقنية العرض.. والحبكة والفكرة والرسالة.. والشريحة المستهدفة.. لوجدنا التالي:
كتابات عبدالله بن بخيت لها لون وطعم ورائحة.. ليس ذلك وحسب بل تتجاوز في بعضها حدود الإثارة وتستفز كامل الحواس.. من استرجاع ذاكرة.. وارتفاع خفقان قلب.. والابتسامة العريضة لذكرى أو صورة.. أو مشهد.
أيضاً هو كاتب رسام.. فهو يرسم شكلاً قابلاً للتحويل إلى مشهد حركي.. ويطرق المناطق الاجتماعية الممنوعة.. وهذه النوعية من الكتاب نادرة جداً.. ولديهم غريزة انتحارية.. ففي هذا الزمن تجاوز المعتاد انتحار.
لغة العرض في كتابات عبدالله فصيحة سهلة سلسة.. ولا تخلو من فكرة أو حبكة.. وله شريحة واسعة من القراء وهم متفاعلون جداً معه.. لذلك هو أكثر الكتاب المحليين تناولاً في الردود على المواقع الإلكترونية وصفحة الردود في الجريدة.
من الناحية المهنية الصرفة عبدالله كاتب ناجح.. وإسكاته خسارة للكتابة الصحافية السعودية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved