الزيارة الثلاثية والذهبية لمحافظة عنيزة والتي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام لهيئة السياحة وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد نائب أمير منطقة القصيم بمناسبة اليوم الذهبي لسياحي عنيزة (25) لا يمكن وضعها إلا في خانة التقدير للجهود الكبيرة المبذولة من قبل أبناء المحافظة وعلى رأسهم الأستاذ عبدالله اليحيى السليم محافظ عنيزة ووكيل المحافظة الاستاذ مساعد السليم، ولعل إعادة سمو أمير منطقة القصيم للعبارة التي أطلقها سابقاً بأن عنيزة رائدة السياحة بالقصيم واشادة سمو الأمير سلطان بن سلمان بها ووصفها بأنها المدينة النشيطة، تلك العبارات بقدر ما فيها من تقدير للجهود إلا أنها تشكل تحدياً مستقبلياً للقائمين على المهرجان، فهم أمام رجال يقيمون الأمور كما يجب بعيداً عن المجاملة، وهي تضعهم أيضاً في أعلى قمة جبل التميز الذي يجب أن لا ينزلوا عنه ولو نزلوا هذا العام لما قيل لهم ما قيل انهم مطالبون لتقديم الأجمل والأفضل وغير المكرر لتظل هذه المواقف والعبارات المشجعة تضفي عليهم وعلى مهرجانهم شعار الجودة. ولقد كنت محظوظاً وكان يومي ذهبياً أيضاً عندما كنت في معية أولئك الرجال بدعوة كريمة من إدارة العلاقات العامة لسياحي عنيزة (25). ولقد شملت الزيارة عدداً من المواقع منها مسجد الخريزة الاثري والذي أقيمت فيه صلاة العشاء على أنوار (السرج والاتاريك) ورائحة القاز والطين والذي بني في عام 1220هـ واعيد بناؤه في عام 1337هـ ثم زيارة بيت البسام الذي يحتوي على العديد من الفعاليات والمقتنيات التراثية حيث كسب المنظمون وعداً من الأمير سلطان بن سلمان بمساهمة هيئة السياحة في دعم تلك المواقع الاثرية. للأسف الشديد كنت أتمنى أن الأمراء شاهدوا حارة الخريزة نفسها قبل أن تهاجمها (الدركترات) بأوامر من سنوات الطفرة! كان ذلك الحي تحفة معمارية اثرية تجسد البناء النجدي التقليدي لو بقي على حاله لاصبح معلماً سياحياً ولعل المسؤولين في عنيزة يعديون ولو جزءاً منه ليتسنى للابناء ان يشاهدوا نماذج لما كان عليه اباؤهم!
كما شملت الزيارة مركز الملك فهد الحضاري بحق كان تحفه فنية رائعة اتمنى ان يحظى بفعاليات ثقافية بحجم هذا المبنى الرائع وليت هذا المركز شمل مبنى مسرحياً تقدم فيه العروض المسرحية وخاصة مسرح الطفل فلم أجد المسرح حاضراً بين الفقرات التي تجاوزت الألف في هذه المدينة التي تعتبر من أوائل المدن التي فتحت باب المسرح ورحبت به على يد المربي صالح بن صالح عام 1928م.
ولقد كان الدائري الغربي والذي تركزت فيه فعاليات المهرجان يجسد صورة حية لتفاعل العائلات والشباب مع الفقرت المنوعة وليت تلك المساحات من الجهتين تظل ملكاً للمهرجان وتبعد عنه أيدي ومخططات العقاريين!
أثناء الزيارة توقفت عند عبارتين الأولى عبارة (عنيزه شعاع الشمس) وكانت تمثل تعبيراً صادقاً عن حال هذه المدينة وتألقها هذه الأيام الاستثنائية وعبارة أخرى تقول عنيزة مدينة الوزراء والأدباء والشعراء والسفراء! ولكني لم أجد لهم في المهرجان اسماً ولا رسماً فاقترح ان توضع صورهم وسيرهم الذاتية في احد المباني التي تخصص لهذا الغرض وتفتح للزيارة، فنحن بحاجة في كل مدينة أن نعرض جهود المخلصين لهذا الوطن والذين خدموا مجتمعهم ووطنهم ليتعرف عليهم شباب اليوم وعلى كفاحهم وصبرهم حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه!
لن أقول أكثر مما قال الأمراء فيصل وسلطان وماجد من عبارات الثناء على مهرجان عنيزة لكني أتمنى دائماً التألق لهذه المدينة وباقي مدن المملكة في تحقيق رغبات ساكنيها وزوارها في مهرجانات صيفيه ترفيهيه لا تلغي حرارة الصيف ولكن تتصالح معه كما تصالحت (أورلاندو) مع حرارة أغسطس وان تقدم المرضي والمفيد من فعاليات متنوعة تنفذ بعناية ومن خلال متخصصين كل في مجاله. أتمنى لهذا المهرجان المزيد من التألق في مدينة كشعاع الشمس في يومها الذهبي.
|