مما لا شك فيه أن نشر الوعي البيئي بين جميع فئات المجتمع عامل مهم للمحافظة على نظافة البيئة، حيث يعكس ذلك أبعادا ودلالات ثقافية وحضارية واجتماعية واقتصادية وصحية للمجتمع بشكل عام ولفئة الناشئة بشكل خاص.
فالجميع يعلم أن المملكة تعتبر مجتمعاً ناشئاً إذ يشكل من هم (15) سنة ما يقارب (70%) من مجموع السكان، ولعل باهتمامنا بهذه الفئة نكون قد بدأنا مع بداية ترسيخ الوعي لدى الطفل المسؤولية المتعلقة بنظافة البيئة.
وأما الجانب الصحي الهام في مفهوم البيئة الصحية السليمة فإنه يرتكز على المحافظة بكل ما يحيط بأبنائنا نظيفاً وخالياً من أية ملوثات أوسموم يمكن أن تصل إليهم عن أي طريق أووسيلة مثل تلوث المياه أوالتربة أوالهواء أوما إلى ذلك من هذه المؤثرات الضارة التي تنعكس سلباً على صحة أبنائنا.
والمهم هنا والذي يجب علينا جميعاً إدراكه هو أن آثار هذه التلوثات قد لا تظهر في الوقت الراهن بل قد تمتد إلى سنوات ليظهر تأثيرها على صحتهم في سن الشباب أوالنضج أوما بعدها، ولا يقتصر تلوث البيئة بالتأثير المباشر على جانب واحد من حياتنا وحياة أبنائنا، ولكن قد يمتد إلى أبعد من ذلك حيث إن تلوث الأرض ينعكس سلباً على الموارد الطبيعية، وتلوث الهواء يضر بالصحة العامة، وتلوث الماء الذي يعتبر الأخطر من نوعه إذ إن الكثير من الأمراض تنشأ عن هذا النوع من التلوث لأن الجسم البشري بحاجة دائمةً إلى الماء النقي والخالي من أية ميكروبات أوملوثات وكذلك الأمر ينطبق على المنتجات الزراعية التي نستهلكها في حياتنا اليومية.
ومن هذا المنطلق تبرز أهمية نشر الوعي البيئي بين كافة أفراد المجتمع بهدف زيادة الإدراك بأهمية الربط بين أنظمة حياة الإنسان وبين الأنظمة البيئية الطبيعية وضرورة إدارة هذه العلاقة بشكل يجعلها قابلة للاستمرار بيئياً، فإذا كان هدف التنمية هو توفير الرفاهية الإجماعية والاقتصادية فإن هدف الكثيرين ممن ينشغلون بأمور بيئتنا هو ضمان استمرار قدرة موارد البيئة الطبيعية على مؤازرة التنمية البشرية والحفاظ على كل مظاهر الحياة بشكلها السليم.
ولهذا السبب نلاحظ انشغال معظم دول العالم في المحافظة على البيئة لضمان حياة أفضل وخاليه من الكثير من الأمراض لأبنائهم فهم عماد المستقبل، فلم لا يكون مستقبلنا صحياً سليما وخالياً من الكثير من الأمراض التي يعود وجودها إلى تلوث بيئي بدأ صغيراً وانتهى كبيراً.
* مدير عام المستشفى |