أعترف بأنني توقفت كثيراً لتأمل ممارسات البعض من الموظفين - وهم قلة والحمد لله- الذين لهم علاقة مباشرة بالجمهور عندما يعتقدون بأنه من خلال ما منحوا من مسؤولية أو صلاحية في اتخاذ إجراء على هذه المعاملة أو تلك والتي تهم المراجعين فإن إنجازها إن كان سريعاً أو بطيئاً فهو عائد بالدرجة الأولى لهم فقط وحسب مزاجهم وكأن الكرسي أو الوظيفة التي يشغلها أي منهم ملك له!!
فترى البعض عندما يراجعه مراجع في الوقت الضائع يتفنن في الانشغال أو التشاغل مع الآخرين باتصالات هاتفية في نفس الوقت الذي يقف أمامه المراجع في انتظار ساعة الرضا أو حتى الفرح!!
هناك شرائح أخرى عندما يقف المراجع في الصف أو (الطابور) ويصله الدور بعد عناء ترى من يقف خلف الشباك قد قفز فجأة إلى الداخل أو مكتب آخر دون إبداء أي عذر للمراجعين المصطفين في (الطابور)!! ولو تخيلت أنك من بين أولئك المراجعين فإنك ستنظر بعين الترقب على ساعتك وعلى الشباك بانتظار قدومه بعد أن يسمح له مزاجه بذلك!!
هناك من يطلب المزيد من الأوراق والمستندات التي يمكن الاستغناء عنها بمكالمة هاتفية لقسم آخر فيكلف المراجع الحضور أكثر من مرة حتى لو خرج في حرقة الشمس أو جاء من مكان بعيد فهذا لا يهم ما دام أن صاحبنا يقبع على مكتبه الوثير المكيف.
هناك من يتحول إلى شعلة من النشاط والحيوية والنخوة عندما يراجعه قريب أو صديق فيتحول بقدرة قادر مرة أخرى بعد انتهاء هذه الخدمة أو ذهاب صاحبها إلى كتلة من الخمول والعقد والإفرازات النفسية تجاه المراجعين!! أتمنى أن يعرف البعض أن الوظيفة ليست تشريفاً بقدر ما هي تكليف فالموظف إنما هو خادم للمراجع يتقاضى عن ذلك راتباً شهرياً نظير ما يقدمه من عمل.
ونقول لهذه النوعية من الموظفين: من حق أي منكم أن يغلق باب منزله في وجه أي زائر، وأن يهمل الرد على هاتف منزله ولكن في مجال العمل فالكل مطالب أن يقوم بوظيفته بكل إخلاص وتفانٍ حتى يتسلم في نهاية الشهر الراتب الحلال.
|