بكل الدماثة والنبل يتعامل رجل الأمن في مواقع التفتيش مع السيارات التي تحمل عوائل، وعندما يلمح عباءة النساء بداخل المركبة ورؤوس الأطفال تتقافز يجعلها تمر دون أدنى مساءلة.
بالطبع هذا يعكس الطابع المحافظ والحذر في تعاملنا مع النساء، ولكننا لا نستطيع أن نسلم أنفسنا لوجه واحد من المجتمع، ولم يعد باستطاعتنا تغليب حسن الظن والخصال النبيلة بعد الأمور التي تكشفت عقب الأحداث الأخيرة.
حيث كانت العباءة النسائية والشعر المستعار هي القاسم المشترك والأسلوب الأمثل الذي يتخفون خلفه لتأمين تنقلهم بسهولة ويسر؛ علىاعتبار السيدة في السعودية تمتلك قيمة مميزة عند رجل الأمن في حلها وترحالها.
أيضاً شاهدنا في بعض المواجهات كيف كان الارهابيون يصطحبون نساءهم وأطفالهم إلى بيوت ملغمة بالمتفجرات متورمة بالأسلحة كستار للتخفي، فهم يمتلكون (فتوى) تسمى (التترس) بحيث تجيز لهم استعمال النساء والأطفال كدروع أو تروس!! لوضعهم واجهة أولى تحميهم من الهجوم المضاد.
جميع هذا يجعلنا ندرك بأننا بحاجة إلى آلية جديدة في التعامل في هذا الموضوع.
فقضية البطاقة الشخصية أو إثبات الشخصية لابد أن تصبح خياراً حتمياً وواجباً عند كل نقطة تفتيش، ولا يجب أن يقتصر على هذا الرجال فقط بل النساء أيضاً.
يلفت نظري دائماً العاملة المنزلية وكيف تحرص على اصطحاب بطاقتها في جميع تنقلاتها حال خروجها من البيت، هذا الأمر يستطيع ان يصنع نوعاً من الضبط والفرز الأمني، وبما أن المرأة السعودية مطالبة بجواز سفر حال تنقلها بصورة إلزامية، فلابد أن ينتقل هذا الإلزام إلى البطاقة الشخصية في وقت لم يعد فيه مجال لتغليب حسن الظن، طبعاً نحن لا نود أن نحول مدننا الآمنة الجميلة إلى نقاط تفتيش، ولكننا أيضا في وقت حرج يعتريه الكثير من القلق والتوتر، فلابد أن يكون هناك بطاقات أحوال تستطيع ان تحدد وتبين تفرز، إلى أن تنجلي الغمة إن شاء الله.
|