Tuesday 13th July,200411611العددالثلاثاء 25 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

يحيى المعلمي.. فقيد السيف والقلم يحيى المعلمي.. فقيد السيف والقلم
بقلم المهندس : عبد الله بن يحيى المعلمي

قبل أربعة أعوام ترجل والدي الفريق يحيى المعلمي من على جواده ، وانتقل فرحاً إلى لقاء ربه ، فأطرق السيف هامته حزناً على فراقه ، وذرف القلم حبره لوعة على غيابه. ولقد كان والدي قد لخص حياته في أبيات قليلة قال فيها :


يا سليل المجد عفواً إنني
أنا من ضم إلى السيف القلم
إن نظمت الشعر حلواً سائغاً
صغت من ألحانه عذب النغم
أو نضوت السيف في يوم الوغى
خلتني عند اللقا ليث الأجم
ضابط حيناً وحيناً شاعر
وكلا الحالين من عالي الهمم

ولقد كان من فضل الله سبحانه وتعالى أن غرس محبة والدي وتقديره واحترامه في قلوب الناس ، ولعل كلمات الرثاء من أصدق ما يمكن أن يعبر عن مكنونات الصدر ، فلا مجال لمجاملة من رحل أو لمحاباته.
قال عنه في رثائه الشيخ أحمد بن علي المبارك :
(فهو كما ترى يتمتع بمزايا خلقية وعلمية وأدبية وقيادية تفرد بها دون أقرانه ، فلا عجب إذا حزنت قلوب العارفين لفضله من مرارة فقده ، وجرحت مشاعر أصدقائه لفراق شخصه ، فهو بلا منازع ، إن عددنا رجال الأمن كان في طليعتهم ، وإن عددنا الشعراء كان من المجلين في جلساتهم ، وإن عددنا الكتاب كان أكثرهم حرصاً على الأساليب التي تثير في القلوب معاني البر والعدل ، فتضرب في النفوس الكريمة روح الإيثار والتضحية).
وقال عنه أبو تراب الظاهري رحمه الله :
(لقد كان ديدبان اللغة ، منافحاً عن لغة القرآن ، غواصاً على معانيه ، فقد درس الصرف والنحو وألف فيهما ، ودرس العروض والقوافي ، وتفقه على علماء الحرم المكي الجهابذة ، وكان ناثراً مجيداً ، وشاعراً مفوهاً ، أعجبنا وأطربنا شعره في الجنادرية ، وهز الشعراء).
وقال عنه معالي الأستاذ الدكتور راشد الراجح :
(كان له جهد ذاتي في سبيل التحصيل وصقل المواهب والتزود بزاد الفكر والأدب واللغة ، غاص في أعماق المصادر فاستخرج اللآلئ ، وتسلق السامقات فجنى خير ثمارها ، وبنى ثقافته على أساس متين من العلم والأدب الرفيع).
وقال عنه الأستاذ عبد الله فراج الشريف :
(أثرى ساحتنا الثقافية بإصداراته الأدبية والأمنية ، وقضى العمر مكافحاً عن لغة القرآن الكريم ، لغتنا العربية الفصحى ، ومدافعاً عنها ، يكتب في الصحف والمجلات والدوريات في وطنه وخارجه ، ولا يخشى في ذلك لومة لائم ، ويحتمل في سبيل ذلك عنت المتشدقين بتراث شعبي لا تعيبه عندهم إلا العامية ، ولا ينشره بين الناس إلا استخفاف بالفصحى واعتداء عليها).
وقال عنه شيخنا الجليل عثمان الصالح عافاه الله :
(عرفه الأدباء أديباً ذا حس إسلامي مرهف ، واطلاع واسع عميق ، وعرفه الكتاب كاتباً قلباً نابضاً جاداً ، يترفع عن سفاسف الأمور وصغائرها ، وعرفه العسكريون ضابطاً منضبطاً وقائداً مخلصاً لدينه ثم مليكه ووطنه).
وقال عنه معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة :
(يحيى المعلمي.. علم من أعلام الثقافة العربية ، فرض نفسه بعلمه الذي اهتواه ولم يحترفه ، فنال التقدير من علماء العربية والمجالس العلمية ، كانت له مواقف في النظر إلى اللغة العربية من حيث استخداماتها وإشاعتها بين الناس ، وجاءت هذه المواقف في مؤلفاته التي فاقت ستة وأربعين مؤلفا ، وفي أحاديثه العامة والخاصة ، فقدرته الدولة ومنحته الوسام الذي لا يمنح إلا لمن كانت له إسهاماته الواضحة في المجال الثقافي الرصين).
وقال عنه الأستاذ الدكتور محمود حسن زيني :
(كان شاعراً وناقداً لغوياً طبقت شهرته الآفاق فاحتضنه مجمع الخالدين عضواً بارزاً عاملاً في مصر العربية الإسلامية ، ورمزاً ممثلا للحركة العلمية والأدبية واللغوية في المملكة العربية السعودية ، وكانت هناك أسباب كثيرة ودوافع أهلت الفريق المعلمي ليتسنم المراتب الأدبية الرفيعة منها علو شأنه في مجال الثقافة العربية الإسلامية ، مما جعل القائمين على شؤون المهرجانات الخاصة بالتراث والثقافة في الجنادرية يختارونه بحق رمزاً بارزاً للثقافة والأدب في المملكة في احتفائها بالحدث الثقافي الكبير ألا وهو الاختيار العالمي للرياض عاصمة للثقافة العربية ، وجاء المعلمي الأديب الفريق علماً بارزاً في تلك التظاهرة العالمية).
هؤلاء هم بعض من شهود الله في خلقه ، شهدوا له بعد رحيله بما عرفوه ، أما أنا فلقد عرفته كما وصفه هؤلاء الأعلام ، وعرفته أيضا أباً باراً راعياً حنوناً معلماً موجهاً وقدوة ومناراً لكل فرد من أفراد الأسرة كبيرهم وصغيرهم.
رحمك الله يا والدي رحمة الأبرار وأسكنك فسيح جناته مع الأنبياء والشهداء ، وإنا على فراقك لمحزونون ، في هذا اليوم وكل يوم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved