* القاهرة - مكتب الجزيرة - عتمان أنور:
يقدم رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف أسماء التشكيلة الوزارية الجديدة اليوم الثلاثاء إلى الرئيس حسنى مبارك بعد مشاورات استمرت يومين لتبدأ وزارة الدكتور نظيف مرحلة جديدة من العمل الوزاري فى مصر ومنذ اولى مهامها تواجه الحكومة الجديدة العديد من التحديات والتساؤلات حول مدى قدرة اعضائها على تحقيق انجازات ملموسة ونجاحها فيما فشلت فيه الحكومة السابقة كما تواجه الحكومة الجديدة تساؤلات لا تخلو من انتقادات وتشكيك في قدرتها على الاستمرار. وقال مراقبون ان حكومة نظيف هي بمثابة حكومة انتقالية امامها اقل من عام لحين انتهاء دورة مجلس الشعب واجراء انتخابات جديدة كذلك التمهيد لاعادة انتخابات الرئيس حسني مبارك لولاية خامسة. ويفسر المراقبون ذلك بأن اختيار د.احمد نظيف لرئاسة الوزارة الجديدة كان مفاجأة من العيار الثقيل لمختلف الاوساط الرسمية والشعبية وان اسمه لم يكن مدرجا في بورصة التكنهات والتوقعات التى كانت تشير إلى ترشيح الدكتور مدحت حسانين وزير المالية او المهندس سامح فهمي وزير البترول او فاروق العقدة محافظ البنك المركزي لمنصب رئيس الوزراء الجديد كما ان د.نظيف يعد اصغر رئيس وزراء مدني وغير متخصص في الشئون الاقتصادية وقيل انه تم تكليفه لاعطاء فرصة للجنة السياسات التى يترأسها جمال مبارك.
خطوة نحو الإصلاح
على حين يرى آخرون ان حكومة نظيف امامها الفرصة لكي يثبت اعضاؤها الجدد واغلبهم من لجنة السياسات بالحزب الوطني التى يترأسها نجل الرئيس مبارك تواجدهم فى تطبيق السياسات الاصلاحية وضخ الدماء في شرايين العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي وفي حال النجاح سيكتب لها الاستمرار واضافوا ان ملامح التشكيلة الوزارية الجديدة عكست تغيرا ملموسا في اجواء العمل الوزاري بمصر فهذه هي المرة الاولى التي يشمل التغيير عددا كبيرا من الوزراء في تاريخ التشكيلات الوزارية في عهد الرئيس مبارك حيث تمت الاطاحة بأبرز رموز الحرس القديم والمعمرين في الوزارات المتعاقبه خلال اكثر من عشرين عاما مضت منهم يوسف والي وزير الزراعة والمستشار ماهر سيف النصر وزير العدل وحسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم وغيرهم كما انها التجربة العملية الاولى او المحك العملي لابرز اعضاء لجنة السياسات حيث تم اختيار اغلبهم لمناصب وزارية في الحكومة الجديدة منهم د.طارق كامل عضو المجلس الاعلى للسياسات ومستشار وزير الاتصالات الذي اختير وزيرا للاتصالات والدكتور محمود محيي الدين وهو عضو لجنة السياسات ايضا وغيرهم ويعكس اختيار اعضاء لجنة السياسات رغبة لدى الرئيس حسن مبارك في احداث تغيير حقيقي في السياسات اعتمادا على هؤلاء الاصلاحيين على اساس ان الاصلاح السياسي يحتاج إلى اصلاح اقتصادي وتعليمي..الخ.
فيما اشار مراقبون إلى ان التشكيلة الوزارية الجديدة تعكس دورا سياسيا متصاعدا لجمال مبارك حيث تراقب الدوائر السياسية المصرية دوره منذ ترؤسه للجنة السياسات بالحزب الوطني واثارة ملف التوريث وخلافته لابيه وهو الامر الذي نفاه الرئيس مبارك في حينه غير ان الجدل عاد مجددا اثر مرض الرئيس مبارك وعلاجه في ألمانيا ورغم ان جمال مبارك لا يشغل اى منصب تنفيذي الا ان المراقبين يرون انه يقوم بدور هام ومؤثر عبر لجنة السياسات وان ابعاد وزير الاعلام صفوت الشريف والحكومة مؤشر لتصاعد دور جمال مبارك باعتباره المنادي بالاصلاح وافساح المجال للشباب في العمل السياسي.
|