* الرياض- محمد المناع:
لا تستطيع الا ان تحترمهم وتحييهم وتقدر طموحهم، اولئك هم المثابرون على العمل امام بعض الدوائر الحكومية، شيء من الورق وقلم واحد ويد تعمل منذ الصباح.. رفقة يومية وصحبة ممتعة بين التعلم واليد الكادحة دون كلل أو ملل، يقف معهما توفيق الله وطموح صاحبهما الذي لا يستقل الرزق أو ييأس من كرم الله، يصل صباحاً قبل بعض الموظفين وقبل المراجعين ويجلس على فرشته وامامه ما يشبه الصندوق هو مكتبه يضع فوقه بضعة اوراق بيضاء وينتظر المراجعين ممن لهم خدمات من ادارة الجوازات او الاحوال او المرور او البلدية او المحكمة وغيرها ولكنهم لم يسبق لهم ان تعرفوا على اسلوب عرض وتقديم طلب الخدمة التي يريدونها من الدائرة، فيتولى هو صياغتها وكتابتها بالاسلوب التقليدي المختصر المتعارف عيه مقابل ثمن زهيد لكنه في نهاية اليوم يحصل على مبلغ يكفيه واسرته ذل المسألة وهمّ الديون، ويعيش مع ذويه في منزله قرير العين، ويدخر ما يمكن ادخاره، والريال مع الريال تكون له عشرات الريالات ثم المئات والالاف، وهذا المبلغ قد يكون قسط ارض ينشئ عليها منزل الاسرة، لماذا لا يكون ذلك؟ بل يكون وقد كان من تعب وكد وعرق هذا المجاهد الكادح في سبيل رزقه ورزق من يعول.نعم فليبارك الله له حينما رمى الكسل وما يوصل اليه، ولم يسمع تلك الاقاويل والاعذار الباهتة الواهية التي يرددها بعض الشباب ممن وجدوا في الكسل راحة مؤقتة لا يعلمون انها كل التعب فيما بعد.الاعذار والحجج تتكسر على صخور الطموح والجد والاجتهاد وطلب الرزق الحلال، وابوابه مشرعة مفتوحة لكل من اراد الولوج والدخول منها لينعم في شبابه وينتفع بما وهبه الله من الصحة والعافية ليؤسس لنفسه مستقبلها بعيداً عن الانكفاء والبحث عن مصروف الجيب من الاهل، ولكن الى متى؟
أيها الشباب ابواب الرزق كثيرة ومفتوحة وتنتظر منكم الاقدام والشجاعة.
|