وجّه الرئيس شيانغ كاي شيك رسالة تاريخية هامة الى الشعب الصيني في الوطن والخارج بمناسبة انسحاب بلاده من عضوية هيئة الأمم المتحدة جاء فيها:
لقد اختارت الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها السادسة والعشرين أن تخرق ميثاق الأمم المتحدة وتبنت قراراً اقترحته ألبانيا وغيرها من الدول الموالية للصينيين الشيوعيين، ونتيجة لذلك اغتصب نظام عصابات ماوتسي تونغ مركز جمهورية الصين الشرعي في الأمم المتحدة ومجلس الأمن. وقبل التصويت على هذا القرار الشرير أعلنت هذه البلاد انسحابها من الأمم المتحدة وهي المؤسسة التي أسهمت في إنشائها. وقد أعلنا بأننا كحكومة لجمهورية الصين وكشعب صيني لن نعترف بشرعية هذا القرار الذي تبنته الأمم المتحدة مرتكبة بذلك خرقا فاضحا لنص ميثاقها.
إن نظام عصابة ماوتسي تونغ إنما هو فريق متمرد على جمهورية الصين. وقد ارتكب داخليا جرائم لا تحصى ضد الشعب الصيني وهو العدو المشترك للشعب الصيني بكامله وبصورة خاصة لـ700 مليون صيني على البر. أما خارجيا فإن نظام ماو لا يقف عند حد في نشر الأعمال التخريبية وارتكاب العدوان وهو ما يزال مدانا بالعدوان من قبل الأمم المتحدة. قد يحتل الشيوعيون الصينيون البر الصيني غير أن حكومة جمهورية الصين وقاعدتها في تايوان وبانغو وكيلمن وماتسو إنما هي الممثل الحقيقي لـ700 مليون صيني على البر تعبر عن ارادتهم المشتركة وتصغى الى زفراتهم الغاضبة وتنفخ فيهم أقصى حد من الشجاعة والأمل ليتمكنوا من النضال ضد عنف نظام ماو ويستعيدوا حقوقهم. إن تراث الصين الثقافي يدعو الى التمسك بالعدالة وحب السلام، ومع اننا انسحبنا من الأمم المتحدة التي ساهمنا في إنشائها سنظل نهتدي بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة في علاقاتنا الدولية وسنظل نحارب بجرأة من الحقيقة والعدالة الدولية ومن أجل سلامة العالم وأمنه.
وإنني أعلن هنا بكل إخلاص: أن إعادة الحقوق الإنسانية والحرية لـ700 مليون من شعبنا على البر الصيني هو الهدف المشترك للشعب الصيني كله وهو هدفنا الوطني الذي لا نحيد عنه والمهمة المقدسة التي يجب أن نحققها.
وأتوجه لشعوب العالم بهذا التحذير: لقد شهد عالمنا خلال النصف قرن حربين عالميتين وحاول بعد الحرب الأولى أن يمنع تكرار المأساة بأن أنشأ عصبة الأمم التي علقت عليها البشرية آمالها متوقعة منها تحقيق العدالة العالمية والسلام العالمي، ولسوء الحظ انحنت بعض الدول أمام تهديد المعتدين، وظنت هذه الدول خطأ بأن الاستسلام للشر والانحناء أمام العنف يمكن ان يؤدي إلى سلام من الذل. كنتيجة لذلك أصيبت عصبة الأمم بالشلل وانهارت فلم يعد بوسعها أن تصد العدوان وتصون العدالة. ولم يمض وقت طويل حتى جاءت الحرب العالمية الثانية، وقد اختارت اليوم بعض الدول الديمقراطية ان تنضم الى معسكر الذين يدعمون الشيوعيين الصينيين فساعدوا نظام ماو ان يحتل بصورة غير مشروعة مكاننا الشرعي في الجمعية العمومية ومجلس الأمن.
إن تفكير هؤلاء وتصرفهم يشبه تماما أفكار وأعمال بعض الدول عشية الحرب العالمية الثانية. إن النتائج ستكون خطيرة جداً، لقد علمنا التاريخ أن شجاعتنا المعنوية في حماية العدل هي حجر الزاوية في تأمين أمن العالم وسلامه. إن الأساليب المكيافيلية في الصراع السياسي تؤدي حتماً إلى الحرب.
|