آلام الأسنان
د. قمر الحجة ( * )

تعتبر آلام الأسنان من أكثر الآلام التي يعرفها الإنسان شيوعاً حتى ارتبط طب الأسنان بالألم عند كثير من الناس، ويمكن أن نسمع البعض يقول أنا لا أشعر بالألم فلماذا أزور طبيب الأسنان, وكثرت الأمثال والقصص المرتبطة بالأسنان مثل (هم العرس وألم الضرس) (أو) (ألم الفلس ولا ألم الضرس).
وحتى أدوات طبيب الأسنان ذات الأشكال الغريبة أصبحت توحي للمريض بالخوف، وأن هناك خطراً بالألم قادم عند استعمال هذه الأدوات مما دفع طبيب الأسنان أن يخفي أدواته وأجهزته قدر المستطاع عند تصميم العيادة السنية، والواقع ليست كل المعالجات السنية مؤلمة، وبعد التطور الكبير في طب الأسنان أصبحت السيطرة على الألم كاملة تقريباً أثناء المعالجة, أما مصادر الألم فمتعددة أهمها:
- ألم العصب.- الخراجات السنية الحادة.- آلام علاج الأسنان.- حساسية الأسنان.- الآلام الناتجة عن الأخطاء الطبية الناتجة عن المعالجة.
ألم العصب:
تعتبر آلام العصب من أقوى الآلام التي يعرفها الإنسان قوة حتى أن بعض الأخصائيين صنفه ثاني أقوى ألم بعد القولنج الكلوي، وهذا الألم هو الأكثر شيوعاً لدى المرضى المراجعين لعيادة الأسنان، ويحدث بسبب الاحتقان والوذمة في عصب السن نتيجة للتسوس أو الصدمة المفاجئة للسن أو انكشاف
مباشر للعصب بسبب كسر السن أو نتيجة لخطأ طبي أثناء المعالجة مما يسبب احتقاناً ووذمة داخل حجرة اللب، وبما أن حجرة اللب مكونة من جدران عاجية صلبة فيزداد الضغط على النهايات العصبية داخل هذه الحجرة فيحدث الألم الشديد، ولهذا الألم صفات معينة فهو ألم عفوي شديد جداً، يزداد ليلاً ويثار بالحرارة والبرودة، ولا يستجيب للمسكنات المعتادة، ولا يهدأ إلا باستئصال العصب أو وضع ضماد سني على العصب مباشرة، وبعدها لابد من سحب العصب المصاب وملء الحجرة اللبية بمواد خاصة لحشي العصب.
الخراجات السنية الحادة:
ألم الخراجات السنية هو ثاني ألم في طب الأسنان من حيث القوة، ويحدث نتيجة لتعفن العصب بعد موته مما يؤدي إلى تكاثر الجراثيم والتي بدورها تطلق سمومها على الأنسجة المجاورة للسن عن طريق الثقبة الذروية والأقنية الجانبية لجذر السن مما يؤدي إلى حدوث وذمة في منطقة ذروة السن داخل العظم، هذه الوذمة تضغط على الأعصاب المحيطة بالسن، فيحدث الألم الشديد، يمكن للألم أن يستجيب للمسكنات ومضادات الالتهابات الستروئيدية وغير الستيروئيدية، كما يمكن تخفيف الألم بتصريف الخراج عن طريق فتح أقنية السن وإيجاد ممر خارجي للإصابة عن طريق أقنية السن لتخفيف الألم على النهايات العصبية المحيطة بالسن.
الآلام التالية للمعالجة السنية:
قد تحدث آلام تالية للمعالجة أو نتيجة للمعالجة بسبب رد فعل الجسم تجاه المواد الحاشية بعد حشي العصب مثلاً، حيث يشعر المريض بعدم ارتياح وألم خفيف بسبب الوذمة الحاصلة بين العظم والسن المعالج، وهذا الألم يزول تلقائياً بعد عدة أيام.
الآلام الناتجة عن الأخطاء الطبية أثناء المعالجة:
قد تحدث نتيجة خطأ بالمعالجة أو خطأ بالتشخيص أو بسبب تلوث الأدوات، وليست أخطاء المعالجة قليلة، لأن السن مركب معقد وحساس، وقد يقرر الطبيب عدم استئصال العصب في حين أن التسوس قد امتد إلى منطقة العصب فيحدث الألم الشديد بسبب سوء تشخيص من الطبيب.
حساسية الأسنان:
تتعرض بعض الأسنان إلى انكشاف العاج نتيجة لتآكل الميناء والملاط في منطقة عنق السن، مما يجعل السن حساساً تجاه السوائل والأطعمة الحارة والباردة وذات التركيب الحامضي العالي لأن العاج نسيج حي وحساس، ويحدث التآكل لأسباب عديدة.. (طبيعة الوسط الفموي، وجود تسوس، عادات سيئة)، وتعالج حساسية العاج باستخدام معاجين وأدوية خاصة.
وختاماً ليست عتبة الألم واحدة عند كل الأشخاص، ولا درجة تحمل الألم، بل تختلف شدة الألم حتى من ضرس إلى آخر عند نفس الشخص، وإن وصف طبيعة الألم مهم جداً للطبيب، كما تجب الزيارات الدورية لعيادة الأسنان لأنها تكشف عن كثير من الإصابات قبل حدوث الخطر، ويجب عدم اللجوء لزيارة طبيب الأسنان فقط عند الإحساس بالألم الشديد، عندما يكون التخرب قد وصل إلى مراحل متقدمة - لا سمح الله.