كانت هناك مقبرة في إحدى المحافظات الصغيرة تسمى ب(مقبرة.......)، نسبة للطبيب الخاص الموجود في هذه البلدة، ولكثرة ما يقول أهلها أن سبب الوفيات هو التصرف الخاطئ من قبل هذا الطبيب وما ذكرني بهذا الطبيب، ومقبرته الشهيرة، هو الخبر الذي جاء على لسان أمين عام الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بوزارة الصحة، والذي ذكر بأن الهيئة فرضت حظراً على نحو 2339 ممارساً صحياً من مزاولة العمل بالمهن الصحية داخل المملكة، منهم (222) مزوراً لشهادته الصحية، ووضعوا في برنامج القائمة السوداء ، والتي تضم أسماء وجنسيات وتخصصات طبية وفنية مختلفة.
والنسبة الكبيرة من المحظورين هم ممن لم يتجاوزا التقويم المهني، الذي تعده الهيئة بشكل دوري، ولكن المشكلة الكبرى أن منهم من كان على رأس العمل سواء في موقعه أو في أي موقع آخر، ومنهم من سبق لهم العمل في القطاعات الحكومية. والجميل في محتوى الخبر أن من شملهم الحظر أيضاً أطباء كانوا على رأس العمل، وتم إبعادهم إما لأسباب صحية كإصاباتهم بأمراض معدية، ويخشى من نقلهم للعدوى، أو أصيبوا بعجز بدني لا يمكنهم من آداء عملهم على الوجه الأكمل، أو لكبر سنهم، ولكن الأدهى والأمر حينما لا يواصل الطبيب دراساته وأبحاثه وإطلاعه، فلا يستطيع مجاراة التقدم العلمي والطبي.
وإذا كان ضعف الأداء والتزوير مرفوضاً في كل مجال، فإن مجال الأعمال الصحية أكد ذلك، أن هذا المزور والطبيب الضعيف سيخلق مشاكل للمرضى، ويذيدهم عللاً على ما بهم من علة، وأخشى أن تكثر المقابر المتخصصة لدينا كمقبرة (.............).
( * ) المدير العام |