لله ما أخذ وله ما أعطى.. ولكل أجل كتاب، وهذه سنة الله في الحياة، يولد مولود ويفقد محبوب، فيحزن عليه أهله وأحباؤه، وفي ذلك عبرة لأولي الألباب. والعاقل منا من جعل دنياه زاداً له يتزود منها بالأعمال الصالحة والتقرب إلى الله - عز وجل.فبالأمس حزن الصغير قبل الكبير، والمريض قبل السليم، والبعيد قبل القريب، بالأمس فقد الطب رمزاً يحتذى بهوعلماً ينتفع به، فقد رجلا لبس العلم ثوباً والأخلاق عطراً، فكم رسم البسمة على شفاه الكثير من المرضى، وكم كان قدوة لزملائه الأطباء، وكذلك قدوة لمن هم على شاكلتي، ممن حظوا بدقائق أو لحظات بالحديث معه، وكانت كافية بأن تشهد لهذا الرجل بالخير والصلاح ومكارم الأخلاق، فقد كان قدوة في خلقه الكريم، وعطفه الواسع، وقلبه الكبير، وشخصيته الهادئة، ولا تجد ذلك إلا في رجل جعل من الإسلام نوراً ومنهجاً له في حياته.نعم.. إنه الدكتور أحمد بن علي الجار الله - رحمه الله رحمة واسعة -؛ فقد درس - رحمه الله - الطب واختص في علاج أمراض المخ والأعصاب من خلال التحاقه بالعديد من المراكز الطبية، وفي الفترة الأخيرة من حياته ابتلاه الله بمرض لازمه فترة طويلة وكان ذلك سبباً في وفاته - رحمه الله. فبعدما كان حبري يكتب عنه بحكم تخصصي في مجال الإعلام ما يمليه من نصائح وتوجيهات للمرضى.. ها هو اليوم يكتب معزياً عرفاناً بالجميل، وداعياً الله - سبحانه وتعالى - أن يجعل منزلته الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يلهم أهلهن ويلهمنا جميعاً الصبر والسلوان، إنه سميع مجيب.
|