نهارات أخرى
وتر السياحة الداخلية!
فاطمة العتيبي

** قضينا سنوات ونحن نحلم بصناعة سياحية.. تستوعب الطاقات الشابة وتشغلها وتستثمر في الآثار والمناطق الباردة الجاذبة للسياح..
وطالما أن كل هذه الأرقام المذهلة من المغادرين ما زالت ترتفع في كل عام فنحن ولا شك لم نحقق إنجازاً يذكر على مستوى السياحة.
لا بد أولاً من الاحتفاظ بأكبر عدد ممكن من السائحين المحليين كرافد اقتصادي نتمكن من خلاله من جذب سياح الخارج.
** ولا بد من توسيع مساحة السياحة والنظر إليها على أنها رافد اقتصادي وطني مهم، ولا بد من بث الوعي وتكوين رؤية اجتماعية قادرة على استيعاب متطلبات السياحة واحتياجاتها من الطاقات البشرية والخدمية..
وأعتقد أن الكلمات التي صرح بها سمو الأمير سلطان بن سلمان في كلمته عقب افتتاحه إحدى المناسبات السياحية.. بأن كل هذه الاجتهادات ما هي إلا تمهيد وأن إستراتيجية السياحة ستبدأ من العام القادم.
اعتقد أن هذا الوعد يطرح أمامنا أكثر من تساؤل:
هل توسيع قاعدة السياحة في المملكة دون تحديد مناطق والاهتمام بها والتركيز عليها وخدمة ذلك مادياً وبشرياً وإعلامياً وتسهيل وتوفير كل السبل التي من شأنها جعل هذه المناطق التي تستحق فعلاً أن تكون قاعدة سياحية تبني عليها المملكة سمعتها السياحية.. هل توسيع قاعدة السياحة بحيث تكون كل المدن وكل القرى بغض النظر عن كونها تستحق أن توصف بأنها مقصد سياحي.
هل هذا في صالح السياحة السعودية أم هو إضاعة للجهد وفقدان في التركيز وتغييب أو حتى تحجيم للضوء الذي يفترض أن يكون خاصاً بالمناطق السياحية فقط.
هذا سؤال مشروع ولا بد أن نتأنى في الإجابة عليه دون التحسس أو الاعتقاد بأن هذا نوع من التقليل أو التهميش.
** سؤال آخر يطرح نفسه..
هذه الاجتهادات المتفرِّقة وهذه الجودة التي تتفرد فيها بعض المدن على غيرها بحماسة شبابها وعطاء أهلها وتفاعلهم لمَ لا يستفاد من هذه الطاقات في أماكن سياحية شهيرة وفي مناطق جاذبة تتميز بوجود البحر أو ببرودة الجو.
** فبالإمكان إقامة مهرجانات وطنية كبرى في مناطق السياحة الجاذبة تشارك فيها المناطق والمدن والمحافظات ذات الجودة في العمل التنشيطي..
** ما زلت أصر على وجهة نظري حول أن السياحة يجب أن تركّز في مناطق جذب للسياح وأن يركّز عليها إعلامياً وتجتمع فيها كل الجهود المبعثرة في مدن ومحافظات تصل درجة حرارتها إلى 45 درجة.
** ونحن بانتظار إستراتيجية السياحة التي تشي بوادرها التمهيدية بما هو جيد وأن نعزف على وتر السياحة الداخلية بعزف مختلف ومتفرِّد عن كل المعزوفات السابقة!