مسابقة أبها الوطنية
فهد الحوشاني

أعلنت الأمانة العامة لمسابقة أبها الوطنية المجالات المطروحة لمشاركة المواطنين من الجنسين فيها من داخل الوطن وخارجه، وكانت المواضيع تشمل بحثا عن الإرهاب وجائزته مائتا ألف ريال، والأغنية الوطنية وجائزتها ثلاثمائة ألف ريال توزع على التأليف واللحن والغناء بالتساوي وللقصيدة الشعبية مائة ألف ريال ومثلها للفصحى وللوحة التشكيلية مثلها وخمسون ألف ريال لكل من الصورة الفوتوغرافية وللرسم الكاريكاتوري وجاء في حيثيات وشروط المسابقة أنها مسابقة تعمل على إذكاء الروح الوطنية وتعزز الوحدة الوطنية وهي أهداف سامية نسعى لها جميعا وكما هو واضح فان الجوائز مغرية بالمشاركة! المسابقة وطنية كما يتضح من موضوعاتها وجوائزها ممولة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير وسمو نائبه، وليس بغريب عليهما مثل هذا الدعم للثقافة!
نحن بحاجة إلى هذه الفعاليات في مثل هذه الظروف التي علينا أن نوجه جميع جهودنا إلى ما يخدم الوطن ووحدته، ولكن ليسمح لي المنظمون لهذه المسابقة أن اعبر عن وجهة نظر في طريقة المسابقة التي تقتصر على إيصال العمل للجنة ومن ثم نشره في صحيفة واحدة وعرضه على الجمهور بوسيلة تصويت لم تحدد بعد ومن ثم تحكيمه من قبل اللجنة! ولعلهم يسمحون باقتراح أن تكون مسابقة الشعر في مهرجان يستمر أياما بحضور الشعراء، وان يكون التقييم على القصيدة وعلى طريقة إلقائها ليكون مهرجان الشعر ومسابقته مساندة لفعاليات السياحة في عسير ولا تكون فقط أوراقا في أيدي المحكمين! وان تجمع الصور الفوتوغرافية المشاركة والرسوم الكاريكاتورية واللوحات التشكيلية في معرض عام يفتح لجمهور المهرجان السياحي، ومن ثم يحكمه الجمهور وكذلك اللجنة المتخصصة!
ولان المبالغ مجزية فيمكن تقسيمها إلى خمسة فائزين ليتم تعميم فكرة التشجيع، فمثلا يمنح خمسة من المشاركين جوائز مالية وخمسة آخرون درع التميز لمسابقة أبها الوطنية. ان هدف المنظمين بالتأكيد تشجيع المبدعين في المملكة أولا وثانيا وصول هذه الأعمال إلى اكبر قدر من الجمهور ليتعاطى معها ويتفاعل بها وذلك سيتحقق من خلال تلك المعارض والمهرجانات العامة بالإضافة إلى نشرها في الصحف واعداد الرسائل التلفزيونية والإذاعية عنها وتسليط الإعلام عليها لتصل تلك الأعمال إلى ملايين المشاهدين لتحقق المسابقة هدفها وهو خدمة الوطن والوصول إلى اكبر شريحة ممكنة!
وليت المنظمين اخذوا في اعتبارهم المسرح ووضعوا له نصيبا من جوائزهم الدسمة، فالمسرح كما نسمع من أرقى أنواع الثقافة التي يقبل عليها الجمهور والتي أيضا يهتم بها العالم من حولنا لما له من قدرة على التأثير وبما تهيىء خشبته من فرصة ثرية للحوار وتبادل الأفكار ومناقشتها وعرضها وله، كما نسمع أيضا دور في التأثير المباشر على الرأي العام ونحن في هذه المرحلة أيضا نحتاج إلى طرح بعض الأفكار على بساط البحث والمناقشة، ولعل المسرح هو افضل وسيلة اتصالية تتيح مثل هذه الأمر .. هذه مجرد اقتراحات أرجو ان يتم استقبالها واتمنى من المنظمين ان يقولوا لها (مرحبا ألف) حتى وان لم ينفذوها!