واقع المعايشة الطويلة للوظيفة يفرض في الذهن أحياناً صوراً وأفكاراً تدور حول الوظيفة وهموم الموظفين، لقد تملكتني فكرة تتمثل في قيام آلية عمل تشرف على صيانة الأنظمة وأهمها النظام الوظيفي وراودتني فكرة الكتابة عن هذا الأمر الذي أصبح الحديث عنه ضرورياً لأنه يرتبط ارتباطاً قوياً بقضايا المجتمع.
فما وددت أن أشير إليه - لكيلا يذهب الموضوع بعيداً - هو أن يتم جمع الأنظمة البالية التي مسها التهالك لترسل إلى ورشة عمل لكي يتم العمل على صيانتها، لكن ما يجب فعله هو أن تكون هذه الصيانة والإصلاح جذرية تحقق طرحاً جديداً للعمل الوظيفي.
هناك مَن يقول يا أخي: ما هي هذه الأنظمة التي تحتاج إلى صيانة وإعادة هيكلة؟ فسأقول هات يدك وعد، لكن قد نعجز عن إحصائها، إلا أن ما يمكن استشرافه هو أنظمة ولوائح التوظيف التي لم تتغير منذ عقود، بل ولكثرة ما قلبت هذه الأنظمة وسحبت وسحلت لم يعد بها روح، أو فائدة.. فلو أنها فاعلة وناجعة لما رأيت أنها ممزقة ومرقعة وملغزة ولا يمكن فك طلاسمها إلا بقدرات قوية وخبرات خارقة تتقن فن السير عبر طرفي معادلة (الوظيفة والأنظمة) الشائكة.قد تعيننا السبل ولعدة أيام ونحن نحلل ونفسر بنداً واحداً في نظام التوظيف، ولوائحه، فنحن في هذه الحالة بحاجة إلى ورش وأقسام صيانة تنقذنا من هذه التجاوزات التي نطالعها في الحياة الوظيفية، فالمسؤول عن (ورشة الأمل الوظيفي) يجب أن يكون نقياً صادقاً غير ملوث من أجل أن يديرها بكفاءة، وأن تكون صيانتها وهيكلتها نابعة من حاجة عامة تتطلبها مرحلة التوظيف الذي نحن بحاجته الآن، ليكون المستقبل أكثر تفاؤلاً في مستقبل الموظف ووظيفته.
|