الشيخ الفاضل زيد بن عبدالعزيز بن فياض من خيرة رجال هذه البلاد علما واخلاقا ومحافظة على تعاليم الاسلام، ينشرها ويجاهد في سبيلها، يناله الاذى، ويُبتلى، ويُمتحن فيصبر على الاذى صبر المؤمن المجاهد العزيز الجانب، ويمر بالبلاء مرور الشجاع المنتصر: ويجتاز الامتحان اجتياز السابق الفائز، يعرفه أهل هذه البلاد مما ينشره في الصحف ويقدمه من أحاديث، ومن كتبه الشرعية والثقافية والادبية والاجتماعية والسياسية! وليس أهل هذه البلاد - يعرف بينهم الشيخ زيد بما ينتجه وحدهم، فإن كتب الشيخ زيد بن فياض تطلب من جامعة الرياض - للبلاد الاسلامية اكثر من غيرها.
استمعت الى الشيخ زيد بن فياض في برنامج: هذا رأيي الذي يشترك فيه كل من الأخ محمد العثمان المنصور، والأخت دنيا بكر يونس فإذا بدنيا بكر يونس تأتي بقول ابن خلدون عن العرب في مقدمة تاريخه، واذا بالشيخ زيد بن فياض يرد على ابن خلدون رأيه في العرب يرد على ما ظن أن ابن خلدون زعمه في خراب عمران البلاد اذا استولى عليها العرب! وفي نظري واستقرائي ان العرب الذين عناهم ابن خلدون يا شيخنا الفاضل (هم البدو) بدليل قوله: ان حاجتهم الى خشب البيوت أوتادا لخيامهم، والى الحجارة من أنقاض البيوت أثافي لقدورهم، وقوله إن الاستيطان فيه السكون المنافي لحركة تنقلاتهم ومثل هذه الالفاظ والمعاني! وأعتقد ان المغاربة الذين منهم ابن خلدون في عصر ابن خلدون يسمون البدو عرباًََ! ولا أدري كيف غاب عن فطنة الشيخ زيد بن فياض كون المغاربة يسمون البدو عربا فراح يفند قول ابن خلدون، وينفي هذا الاتهام عن العرب! ويقول إن هذا التجني أو التنقص للعرب مما جعل الاجانب يمدحون ابن خلدون، ولا يعظمون ابن جرير الذي هو أفضل منه أو أعظم منه لانه لم يتجن على العرب، وعندي أن ابن خلدون لايعني الدولة العربية الاسلامية الاولى، ولا الدولة الاموية، ولا الدولة العباسية، بل لا يعني مفهوم الدولة الاسلامية العربية في اي دور من أدوار التاريخ، ولا يعني أن العرب غير جديرين بتكوين دولة في بلادهم، أو خارج بلادهم، ولا يعني أن العرب غير مؤهلين لتولي الحكم وانا هنا لم أنقل ما قراته (دنيا) ولا ما رد به الشيخ زيد، ولا ما كتبه ابن خلدون نقلاً حرفياً!.
ولا يغيب عن بالنا جميعاً أن ابن خلدون رجل قضاء شرعي علاوة على كونه عالماً اجتماعياً وعندي ان ابن خلدون يقصد البدو الرحل، ويجب أن نعترف ان الجماعة الجاهلة لا خير يُرجى في حكمها، ولا من حكمها سواء كانت الجماعة الجاهلة عربية أم اعجمية! مع أن العرب لهم سموهم الفطري، وذكاؤهم وقد مدحهم ابن المقفع وفضلهم على الامم الاخرى، وهو أديب غير عربي وابن خلدون رجل عربي وقد شهد عمران العواصم العربية التي أسسها العرب معاينة، واستقراء للتاريخ، أما تعظيم الافرنج أو الاجانب، أو الصليبيين لابن خلدون فابن خلدون عالم الاجتماع الاول بلا منازع، والعرب تعظمه، بدليل اقبال الناس على مقدمة تاريخه التي صار لها من القبول والشهرة ما ليس لتاريخه، فالذين يقتنون المقدمة يفوقون عدد الذين يقتنون التاريخ لدرجة جد كبيرة.
وأعتقد أن الشيخ زيد بن فياض يقتني مقدمة تاريخه، ولاشك بأنه قرأها! بل ودرسها دراسة منهجية، وانظر الى هذا القول لابن خلون (اذا تدخلت الدولة في التجارة: فسدت التجارة) أو ما هذا مدلوله تجد أن هذا القول ينطبق على دول الاشتراكية التي يحارب اشتراكيتها الشيخ زيد بن فياض لكونها منافية لتعاليم الإسلام، والتي دست أنوفها في تجارة شعوبها، واقتصادهم، ومصالحهم، فأشغلت رجالها بما ليس من شؤونها، ولا شؤون رجالها، فعطلت أصحاب الشأن عن العمل فنشأت البطالة واصبح الناس أجراء للدولة مسخرين لها، وفقد الشعب ماله وحرية التصرف بماله، ولو قرأت كلام ابن خلدون على أي موضوع يدخل في دائرة علم الاجتماع لوجدت انه يفوق محاضرة يعدها دكتور متخصص أو في شركة استشارية متخصصة في العلم الذي تحدث عن فرع من فروعه أو أصل من أصوله: علامة العرب، ومفخرة الفكر العربي ابن خلدون رحمه الله، تحياتي للأخ المجاهد الشيخ زيد بن فياض وأرجو أن يحمل هذه الكلمة من نفسه محملاً حسناً كما هي عادته وطبعه، فالخير أردت، والتوفيق من الله العلي القدير.
|