من الأشياء المسلم بها تربوياً.. أن الطفل يخرج إلى المدرسة وهو أشبه ما يكون بالورقة ناصعة البياض.
فيأتي المربون ليخطوا عليها المعلومات والإحساسات التي من شأنها الرفع من مستواه.. فتنطبع هذه المعلومات والاحساسات في عقلية الطفل المنفتحة. ويصبح ازالتها من الأمور العسيرة جداً..
فالطالب (أي طالب) يذكر جيدا مدرس الصف الاول.. وعمليته وتربيته.. بعكس طالب الاعدادية أو ما فوقها الذي سرعان ما يضيع من ذاكرة الطالب.
ولقد حرصت التربية الحديثة على أن تهيىء للطفل (هذه الخامة الإنسانية) الجو المناسب في سبيل استيعاب اكبر عدد ممكن من المعلومات التي سيبني عليها مستقبله الدراسي بوصفها اللبنة الأولى في ذلك الصرح الدراسي الشامخ.. ليس هذا كل ما أريد قوله..!!
أريد أن أقول ان على وزارة المعارف الجليلة وهي الحريصة على أن تجعل من الطفل إنساناً مهذباً.. ومواطناً صالحاً بأن تقوم بإصدار التعليمات الوافية،
والنصائح المدروسة لمعلم يتبعها.. والأسس الناجحة في تربية ابن الصف الاول ابتدائي خاصة وعلى هذا المعلم تقع مسؤولية جسيمة في إخراج ذلك التلميذ بالمظهر اللائق به.
فالتلميذ الصغير شديد التأثر بمعلمه.. فتراه يقلده في مشيه في لبسه.. في كلامه في كل ما يقوم به!! صدقوني.. انني اجتمعت بأحد تلاميذ الصفوف الابتدائية.. لألقي عليه بعض الأسئلة حول مشكلة نفسية يعيشها ولقد هالني كثيراً تلفظه بكلمات تبعد كل البعد عن بيئتنا ومجتمعنا.. انه يقول لي في أثناء إجابته (هيك يعملوا.. ما بديش.. لا يا زلمة..!!) كلمات كثيرة اكتسبها هذا التلميذ من معلمه.. ومع احترامي الشديد للإخوة المدرسين المتعاقدين الا انني لا أوافقهم البتة على أن يخروا عن حدود التحدث بالعربية الى التحدث باللهجة العامية.. خاصة أمام التلاميذ وفي محيط المدرسة،بوصفها مكاناً مقدساً.. ينهل فيه التلاميذ من العلوم بلغة عربية فصحى.
فما رأي الوزارة الجليلة.. لو أصدرت تعميماً يحرم استعمال المدرسين المتعاقدين (لهجاتهم العامية) على اختلافها في أثناء تأدية الدروس مجرد رأي أعرضه نتيجة ملاحظة عشتها بنفسي..!!
|