قال العلامة التونسي الشهير الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في خاتمة كتابه (التحرير والتنوير) وهو من أهم المراجع المعاصرة في تفسير القرآن العظيم:
وكان تمام هذا التفسير في عصر يوم الجمعة الثاني عشر من شهر رجب عام ثمانين وثلاثمائة وألف؛ فكانت مدة تأليفه تسعاً وثلاثين سنة وستة أشهر؛ وهي حقبة لم تخل من أشعال صارفة ومؤلفات أخرى أفنانها وارفة......قلت: هذا ما قاله الطاهر بن عاشور أي أن هذا التفسير العظيم والمشهور بتنوعه وقوته في خدمة آيات القرآن الكريم أخذ من مؤلفه أربعة عقود كاملة، وفي ظني أن هذه رسالة لكثير من المؤلفين في هذه الأيام الذي لا تبتعد فكرة الكتاب لديه عن طبعه سوى أيام عديدة مما جعل الكثير من الكتب تخرج للناس وهي طافحة بالأغلاط العلمية والأخطاء المنهجية وغير ذلك من أوجه النقص وعيوب التأليف، وأتذكر الآن أن أحدهم أخرج مخطوطة محققة وقال إنها لمؤلف مجهول المؤلف وبعد البحث تبين أنها لمؤلف معروف ومعروف جداً ولم يقتصر الأمر على ذلك بل ما أخرجه هذا المحقق ناقصا وقال إنه لمؤلف مجهول هو في الحقيقة جزء من كتاب مطبوع متداول.ولست هنا بصدد ذكر الأخطاء وإيراد النماذج وهي كثيرة مع الأسف وقد تحدث عنها بعض أهل العلم في كتب خاصة تناقش ظاهرة إغراق المكتبات بكتب جعلتها العجلة لا تخدم القراء بل تضلله وهذا مالا نريده ولا نرضاه للكتاب سواء كان تراثيا محققا أو من تأليف أحد المعاصرين.
لا نقصد أحداً!!
بعد أن كتبت في فترة سابقة مقالا في هذه الزاوية عن التحامل في النقد وأنه غير مقبول وأننا نرحب بالنقد العلمي النزيه، تلقيت العديد من الاتصالات من إخوة أعزاء يظنون أن المقصود بالمقال أحد بعينه وهذا والله ما لم يأت في بالي في هذا المقال ولا غيره وليست صفحة الوراق - بحمد الله - مكانا لنقد أشخاص بأعينهم بل هي تؤدي رسالة في خدمة تاريخنا المحلي العريض كما أن الأصل في كل كتابة نقدية أنها للتوجيه المجرد عن المقاصد ما لم يصاحبها قرائن تؤكد أن المقصود شخص بعينه ويفترض بالكاتب انه يذكر اسم الشخص المنقود إذا تأكد من الخطأ وأما إذا كان المقال تأصيليا فلا داعي لذكر الأمثلة إلا في حالات قليلة مثل وضوح الخطأ.وعلى العموم لكل من سأل جزيل الشكر ووافر التقدير وإن كنت أخص من بينهم والد كاتب هذه الأسطر حفظه الله؛ والباحث الأستاذ أيمن النفجان المشرف على منتديات الوراقين والباحث المتمكن الأستاذ علي الصيخان وغيرهم.
فاكس 2092858
|