* القاهرة - مكتب الجزيرة - طارق محيي:
خروج الفرق الكبرى المرشحة لإحراز لقب كأس الأمم الأوروبية 2004 بالبرتغال وصعود فرق ليست لها تاريخ أو مجد في بطولات أوروبا السابقة جعل بطولة كأس الأمم الأوروبية 2004 بالبرتغال بطولة المفاجآت الكبرى، فهل انتهى عصر الفرق الكبرى في أوروبا لتحل مكانها الفرق الصغيرة الصاعدة التي تقاتل من أجل تحقيق المزيد من المفاجآت وإثبات الذات.
هذه المفاجأة التي أطلقتها الفرق الصغيرة ما هي أسبابها، وكيف حدثت، ولماذا؟
(الجزيرة) طرحت هذه التساؤلات على خبراء الكرة العربية:
حمادة إمام نائب رئيس اتحاد كرة القدم المصري السابق يؤكِّد أن بطولة كأس أمم أوروبا 2004 قد خالفت كل التوقعات، حيث صعدت فرق كان من المتوقع أن تخرج من الدور الأول للبطولة بينما خرجت الفرق الكبرى من الأدوار الأولى ثم دور الثمانية. وكما رأى الجميع فإن الفرق الأربعة التي لعبت في الدور قبل النهائي لم يكن متوقعاً أن يصل منها سوى البرتغال وأن أفضل المتفائلين بالنسبة لفريق مثل اليونان لم يكن يتوقع أن يصعد إلى دور الثمانية ولكنه بإصراره وعزيمته وصل إلى المباراة النهائية.
ويشير إمام إلى أن خروج الفرق الكبرى مثل فرنسا وإنجلترا وإيطاليا وإسبانيا جاء نتيجة إجهاد كبير لنجوم هذه المنتخبات لأن فترة راحتهم قليلة بالنسبة لموسم كروى طويل وبخاصة اللاعبون في فرق بالدوري الإنجليزي والإيطالي والإسباني. وإذا نظرنا إلى الفرق التي خرجت من الدور الأول أو دور الثمانية نجد أن معظم، بل كل نجومهم يلعبون في هذه المسابقات التي تتسم بالقوة والعنف مما يرهق نجوم المنتخبات وهو ما يأتي بنتيجة سلبية على المنتخبات.
وأشار إلى أن الفرق الصغيرة في هذه الدورة غيَّرت من تكتيكها في اللعب، فقد اعتمدت على التأمين الدفاعي القوي واللعب على الهجمات المرتدة مع الرقابة اللصيقة لمفاتيح لعب الفرق الكبيرة خاصة النجوم، إضافة إلى أن الفرق الصغيرة تتميز بروح الفريق الواحد وليس فريق النجوم وهو ما يدفعهم إلى الروح القتالية لإثبات الذات إلى جانب وجود مدربين على درجة عالية من الكفاءة تقود هذه الفرق.
مظهرية النجوم
ويرى الكابتن فتحي مبروك مدير قطاع الناشئين بالنادي الأهلي السابق أن بطولة كأس الأمم الأوروبية 2004 التي أقيمت مؤخراً في البرتغال هي بطولة المفاجآت فقد خرجت الفرق الكبرى المرشحة بقوة للوصول إلى النهائي مثل فرنسا وإنجلترا وإيطاليا وغيرهم وأعلنت البطولة عن ظهور فرق مغمورة برزت بقوة على الساحة الأوروبية والعالمية ووصلت إلى النهائي، وأرجع مبروك خروج الفرق الكبرى إلى تعالي النجوم في التعامل مع المباريات، إضافة إلى اللعب بمظهرية لإبراز ذاتهم وارتفاع سعرهم أكثر ورغم أنه كما يقول مبروك وصلت أسعارهم إلى القمة إلا أنهم تعاملوا بهذه المظهرية ولم ينكروا ذاتهم من أجل فرق أوطانهم فخسرت الفرق الكبرى بسبب النجوم التي كانت الأمل في الوصول إلى النهائي.
وأشار مبروك إلى أن مقاييس كرة القدم تغيّرت ولم تعد تعتمد على النجم الأوحد في الفريق ولكن روح الفريق والانضباط التكتيكي داخل الملعب والالتزام بتعليمات المدرب وتنفيذها مع الكفاح وتوافر روح العزيمة والإصرار على فعل شيء من أجل منتخب بلدك الذي ترتدي فانلته، وهو ما يفسر لماذا صعدت اليونان مفاجأة البطولة إلى نهائي كأس أمم أوروبا لأول مرة في تاريخها فاليونان فريق منضبط تكتيكياً ولديه روح الفريق وليس لديه نجم مدلل، إضافة إلى أن كل لاعب في الملعب يتفانى في أداء دوره على أكمل وجه ينفذون كلام مدربهم صاحب الشخصية القوية والقيادة السليمة لهم من خارج الملعب طوال فترة المباراة إلى جانب القتال من أجل تحقيق هدف قومي للفريق وليس مجداً شخصياً للاعب.
أما البرتغال فلديها الدافع القوى إلى الوصول إلى النهائي والفوز بالبطولة لأنها تقام على أرضها ووسط جماهيرها.
|