الحقيقة تأتي بسيطة في تشخيصها، وقوية في وضوحها، وثرية في مضمونها؛ لأن الحقيقة غالباً ما تكون واضحة.. وناصعة.. وساطعة.. ولكن غمام الحياة وتكاليفها وتصاريفها قد تبعدنا عن الحقيقة، بل ان هوامش الاهتمام قد ترقى إلى بؤرة الاهتمام فتحجب عنا جوهر الحقيقة، سواء كانت تلك الحقيقة معنوية كالمثل والمبادئ والأخلاقيات أم مادية مثل الصروح التعليمية أو المؤسسات المالية أو الأندية الرياضية.. وغيرها من الكيانات. وفي الرياضة تحديداً - وهي ما نتطرق إليه عادة - سنتطرق للزعيم وحقيقة الزعيم.. فبادئ ذي بدء أجزم يقينا ان إدارة سموّ الأمير عبدالله بن مساعد من أفضل الإدارات التي تبوأت دفة إدارات الأندية السعودية.. وهي إدارة مثالية بما تحمله هذه الكلمة من معنى.. وقد كانت ترى الحقائق ماثلة أمامها وتتعامل معها حسب المتاح.. وطرقت أموراً شتى، منها أمور الخصخصة والاستثمار مع بدء عملها بحكم أكاديمية جُلِّ أعضائها.. ثم انشغلت بأمور فريق كرة القدم.. وقدمت كل ما بوسعها، وعلينا ان نقدم لها الشكر على كل ما بذلته الإدارة الموقرة وعلى رأسها سموّ الأمير عبدالله بن مساعد وأعضاء إدارته الموقرون لما حققوه من بطولات في الألعاب المختلفة وبطولة كأس ولي العهد المعظم الموسم الماضي.. رغم ان كرة القدم أصبحت مقياساً أوحد للإنجازات.
وبالعودة للحقيقة.. أقول ان إدارات الهلال في السنوات الأخيرة عملت بما هو متاح.. فلم تبلغ الحقيقة.. والحقيقة التي أقصدها وهي ماثلة أمام جميع الهلاليين وغير الهلاليين في فقدان الهلال الكيان لهيبته وزعامته كفريق كبير وعريق وزعيم للبطولات.. فلم يتم التعامل معه بتلك الصفة وإنما عملت الإدارات المتعاقبة من إدارة الأمير سعود بن تركي ثم إدارة فواز المسعد فإدارة الأمير عبدالله بن مساعد حسب ما هو متاح.. ولم تعمل كما ينبغي لها ان تعمل للحفاظ على زعامة الهلال وهيبته.. وهذه الحقيقة التي يجب ان تتحرك من أجلها الإدارة الجديدة.. فالأسماء التي رشحت للإدارة الجديدة برئاسة الأمير فيصل بن محمد وعضوية خالد المعمر وطارق التويجري وكل عناصر الإدارة الشابة قادرة -بإذن الله- على إعادة الهيبة للهلال.. وإعادة الزعيم لزعامته قبل ان تلجأ لسياسة الترقيع التي تتبعها معظم الأندية.. رغم ان الفريق الهلالي في حاجة لحلول عاجلة وآنية، ولكن الهلال الكيان يحتاج لسياسة أخرى تعيد الزعيم إلى سابق وهجه كفريق بطولات خارجية قبل ان تكون داخلية، وهذه تحتاج للكثير من الجهد المضني لبلوغ الآمال.. ويحتاج لبناء يخدم الأهداف العليا وليس بناء ركيكاً لمرحلة زمنية تنقضي بالمهدئات والمسكنات.. بل على الإدارة الجديدة ان تنسى حلول المهدئات والمسكنات وتنتهج البناء بعيد الأفق للفريق وللنادي ككل.. لذا نأمل من الإدارة الجديدة ان تبتعد عن لغة المتاح والدخول إلى معمعة الحقيقة ذاتها.. وهذا هو الذي يحتاجه الهلال وبالتالي فهو محتاج لجهد كبير يشترك فيه كل الهلاليين بغض النظر عمن هو الرئيس ومن هو المرؤوس حتى يعود الزعيم زعيماً والهلال هلالاً.. وبالتوفيق والسداد للإدارة الشابة ولكل الهلاليين.
كوبا أمريكا
ما ان انتهت بطولة كأس أمم أوروبا بما فيها من إثارة ومن مفاجآت حتى في المباراة النهائية حيث لعبت البرتغال أسوأ مبارياتها في البطولة التي أقيمت على أرضها وخسرتها لصالح (الإغريق) بهدف مقابل لا شيء للمنتخب البرتغالي الذي لم يكن في (الفورمة) المعهودة عنه، بل كان في يوم نحسه ليعانق اليونانيون كأس أوروبا وهي البطولة الأهم بعد كأس العالم.. فامتلأت ساحات وشوارع المدن اليونانية بالشعب المنتشي بالمجد الكبير لكرتهم مختتمين مشاركتهم في البطولة (الراقية) ومستعدين لاحتضان الأولمبياد الكبير بعد أقل من شهر.. أقول ما ان انتهت بطولة أمم أوروبا حتى بدأت تصفيات (كوبا أمريكا) وهي البطولة الشهيرة لمنتخبات أمريكا الجنوبية.. ويتزعمها عادة منتخبا الأرجنتين والبرازيل، والأخير يلعب بالصف الثاني حيث ان مدربه البرازيلي كارلوس البرتو باريرا قد منح أفضل لاعبيه العالميين إجازة مفتوحة ولن يشاركوا في هذه البطولة.. وذلك استعداداً لمباريات المنتخب البرازيلي في تصفيات كأس العالم على أمل الوصول في صيف 2006 لنهائيات المونديال بألمانيا.. والجدير بالذكر ان مساعد المدرب البرازيلي بريرا في هذه البطولة هو المدرب المخضرم ماريو زاجالوا والذي بلغ العمر عتياً وما زال يتمتع بكامل عافيته وكأنه شاب في الثلاثينات!!
للأهلاويين مع التحية
كل فريق من الأهلاويين يتحجج بأنه على حق وغيره على النقيض في مسألة انتقال اللاعبين للاتحاد تحديداً.. فمن كان على الحق فهو من كان ولا يزال موقفه الرافض لانتقال خالد مسعد هو نفس موقفه الرافض الآن لانتقال إبراهيم سويد.. أما من قالوا في المسعد ما لم يقله مالك في الخمر عند انتقاله.. والآن أصبح لديهم انتقال السويد حلالاً وزلالاً.. فهؤلاء هم المتلونون ممن يغمدون القلم عن قول الحق على قلتهم.. بينما الأهلاوي الشريف والمحب للكيان فكما اتخذ موقفاً من انتقال المسعد فهو في نفس الموقف الذي اتخذه من انتقال السويد.. فلا شيء يغيره لأن الكيان - لا الأشخاص - لم يتغير.. أما هؤلاء المتلونون فما أرخصهم وما أرخص بضاعتهم فهما قبطانان في سفينة واحدة أخشى ان يغرقا و(سفينتهما) معاً.. ولله في خلقه شئون!!!
نبضات
- مسئولو الأندية يسعون لضم لاعب أو تعكير صفو النادي الآخر باستفزازات صبيانية.. إلا أن ما يفعله سموّ الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز للأهلي هو بعيد كل البعد عن ذلك الفكر المحدود والمشوش.. ففكره يقود القلعة إلى مجد حضاري فالرجل الحكيم يحول التراب إلى تبر.. والعمل العظيم لا يمكن ان يصنعه إلا رجل عظيم!!!
- سبب تردي الفريق الهلالي خلال الموسمين الماضيين كروياً هو غياب خط وسطه القوي بدءاً من فيصل أبو اثنين وخميس العويران وخالد التيماوي ونواف التمياط.. وهؤلاء يؤثرون على منتخب وليس على فريق فقط!!!
- أمين الصندوق القدساوي يؤكد عدم سداد الاتحاديين لكامل حقوقهم جراء انتقال الكريري وسعيد الودعاني.. والآن فقد عرفنا سبب عدم تنازلهم عن ياسر القحطاني للاتحاد بالذات وعرضه بطرق شتى على الأهلي!!!
- يظهر ان رئيس نادي الاتحاد منصور البلوي قد ظفر بخيرة لاعبي الأندية الأخرى.. وترك الهلال والنصر يتسابقان على أشباه لاعبين!!!
- الزعيم يتعاقد مع الجنرال معناه (وخروا عن دربه)!!!
- مصداقية ذلك الرئيس كلما وضعت على المحك.. تأكد للجميع ان تلك المؤتمرات وما فيها من فلاشات أهم من المصداقية.
- مازلت عند قولي ان إبراهيم سويد قد قدم للاتحاد هدية في منديل كيداً في ناديه الأصلي!!!
- خاص للصديق الأستاذ عيد البلوي.. إن ما تقوم به أيها الرجل الفاضل سيسجل يوماً بمداد من نور.. فالراقون مثلك هم أسباب تطور الحياة ونقائها.. لا جف لك مداد!!!
مسك الختام:
َ (أَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ).
|