دردشة عبر الأثير
نادر بن سالم الكلباني/الرياض

أهلاً.. أهلين مين معاي.. شاب من البلد الفلاني، ممكن ندردش ونتعرَّف، هو لم يكن يقصد في بداية الأمر وعند دخوله أحد مواقع الدردشة المنتشرة على الشبكة العنكبوتية أكثر من التسلية وقتل هذا الفراغ الكبير الذي يعيشه.. تأتيه الإجابة.. ممكن، لكن نتفق على الصدق والصراحة.
يبدأ هو برسم الوعود الصادقة، وإيضاح التزامه الكامل بالحرص على عدم الإساءة لها بأي حال.. يختار مفرداته بعناية ودقة ويظهر تفهمه وتقديره المبهر للأمور وانه شخص مختلف ومتفهم ومحب ومقدر للمرأة ولمشاعرها.. ويستمر في رسم الصورة المثالية عنه أمامها حتى يصل في نهاية المطاف إلى كسب بعض قناعاتها واهتمامها.
تتكرر المحادثة.. وتتعمَّق العلاقة الأثيرية، وهو مستمر في إبراز أفضل ما فيه وإن لم يجد شيئاً جميلاً يبرزه أمامها فلا بأس من اصطناع الأمر، المهم أن تتكون الصورة الوردية والجميلة عنه في مخيّلتها.. وتتطور الأمور بسرعة.. تعطيه الثقة، فكل أفكاره ومشاعره التي رأتها منه مثيرة ومختلفة.. وتنتقل المحادثة إلى الخاص إضافة إلى (الماسنجر)، وتتطور من محادثة كتابية إلى محادثة صوتية، وبمرور الوقت محادثة مرئية، إلى أن يتفقا على اللقاء في مكان عام من باب حرصهما على بعضهما البعض، وما هي إلا فترة ليصبح المكان العام مكاناً خاصاً، وخاصاً جداً.
هذا في الغالب سيناريو ما يحدث في مواقع الدردشة حتى إذا خسرت الفتاة أهم ما تملكه ألقت باللوم على هذا الشاب المخادع، والمرأة التي تُمكِّن من نفسها مهما كانت المبررات تتحمل هي، وهي وحدها نتيجة تصرفاتها واندفاعها غير المحمود.
بناتنا لسن بحاجة إلى المراقبة والمتابعة، وإن كنت ضد التفريط، ولكنهن بحاجة ماسة إلى أن يجدن في أهلهن من يستمع إليهن ويتواصل معهن ويملأ في أرواحهن هذا الفراغ العاطفي الذي يسقطهن في أول مخادعة تواجههن مع من لا يسعى إلى أكثر من التسلية ببنات الناس... والله المستعان.